يمكن لمن يتابع أوضاع مخيمات الفلسطينيين في لبنان أن يلاحظ التأثير الكبير للأزمة الاقتصادية التي يعيشها هذا البلد، على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما أنها جاءت في ظل غياب دور رسمي فلسطيني ناجع للنهوض بحال الفلسطينيين في هذا البلد، وكذلك في ظل تقليصات من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مستمرة منذ سنوات.

والحال هذه، صار التكافل الاجتماعي حلاً وحيداً متوفراً بعد تدهور الأحوال المعيشية لنحو 80% من اللاجئين الفلسطينيين، لذا انتشرت الحملات الإغاثية في المخيمات كافة.

 ومن هذه الحملات "حملة تكاتف" وهي مبادرة فردية أنشأها مجموعة من شبان وشابات مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، لتكون هذه المبادرة صلة وصل بين ميسوري الحال والأسر المتعففة من سكان المخيم.

نسبة كبيرة من اللاجئين في شاتيلا لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم اليومية من الطعام

يقول ابن مخيم شاتيلا، الشاب محمد ضاهر، وهو من مؤسسي حملة تكاتف: "هي مبادرة شبابية مؤلفة من سبعة أشخاص في مخيم شاتيلا لمساعدة العائلات المحتاجة في المخيم، الفكرة بدايةً انطلقت من شخصين ثم ثلاثة وأربعة.. وتشاركنا الأفكار وطورناها، نزلنا إلى الشارع ودرسنا وضع العائلات واحتياجاتهم، واكتشفنا أن نسبة كبيرة منهم لا يستطيعون تأمين حاجتهم من الطعام، والكثير من العائلات يقصدون الجمعيات التي ترفض تقديم المساعدات لهم، لذلك قررنا مساعدة العائلات الأكثر حاجة".

ويضيف ضاهر: "أولاً نشرنا إعلاناً عبر فيسبوك وبدأت الناس تتصل بنا لتتبرع بما لديها من ثياب أو مونة غذائية أو مبالغ مالية، منذ فترة مثلاً وصلنا 100 ربطة خبز وقمنا بتوزيعهم. وبالنسبة للثياب نضعها كلها في غرفة ونفرزها بين نسائي ورجالي وولادي، ومن ثم نعاود النزول إلى الشارع لمعرفة أكثر العائلات حاجة وتحديد حاجتهم بالضبط وعدد الأفراد وأعمارهم وتدوينها، وبعدها نقوم بتوزيع كل ما وصلنا".

من الناس للناس

بدورها، توضح الشابة هبة محمد، من مؤسسي حملة تكاتف: "نحن الآن نقوم بتوزيع ثياب لجميع الأعمار وإن شاء الله سنقوم بتوزيع مونة غذائية خلال شهر رمضان المبارك، وسنضع صناديق زكاة في الدكاكين لمن يريد التصدق، وسنقوم بجولة كل يومين أو ثلاثة على هذه الدكاكين لجمع الصدقات لشراء ثياب العيد للأطفال. و ستُفتح ملاهي للأطفال في المخيم وسنقوم بتوزيع ألعاب وحلوة وكل ما يسعد الأطفال".

وتؤكد أن "بتعاون ومساعدة الناس المستمرة لنا لن نوقف حملة تكاتف، وهي أصلاً من الناس إلى الناس".

وفي الآونة الأخيرة، تستحوذ "حملة تكاتف" وغيرها من المبادرات الشبابية الفردية أو المجتمعية على رضا سكان المخيمات في لبنان كونها تصوب مساعداتها نحو الفقير الذي لا ينتمي لأي فصيل أو تنظيم سياسي، بخاصة أن هذه الفئة من اللاجئين نادراً ما تُمد يد العون لها.

تشجيع شعبي

في هذا الإطار، يؤكد الشيخ عامر عكر، من أهالي مخيم شاتيلا: "حملة تكاتف من الناشطين ولها سمعة طيبة في المخيم وتقوم بمهمات جميلة ولها دور كبير تجاه الأهالي والأيتام في المخيم تحديداً. ونتمنى من الجميع تشجيعهم ومساهمتهم في هذه المهمة لمساعدة العائلات التي ليس لديها تموين ولا إمدادات ولا حتى أموال لشراء الطعام أو الثياب لأولادهم".

من ناحيته، يرى مشيل مرجة وهو لاجئ فلسطيني في مخيم شاتيلا، أن "المخيمات بحاجة إلى مثل هذه المبادرات، وهذا الجيل الجديد من الشباب فيه نسبة كبيرة اليوم مهتمة لهذه الأمور ولأوضاع العائلات وتقديم المساعدات لكل من يحتاجهم".

ويتمنى "من جميع الشباب النزول إلى الأرض وإقامة حملات ومبادرات لمساعدة أهلنا في المخيم والكل جاهز لمساعدتهم وتشجيعهم وأنا منهم طبعاً وجاهز لتقديم المساعدة".

 

شاهد الفيديو

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد