كشف استبيان أعدّته " مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" وهي جهة حقوقية مقرها لندن، أنّ 93.2 من أهالي مخيّم اليرموك المستبينة آراءهم قالوا إنّ منازلهم تعرّضت للنهب الشامل، فيما نجت 6.7 من المنازل من تلك العمليات التي جرت على ايدي مجموعات مرتبطة بجيش النظام السوري ومواليه وتحت اشرافه منذ استعادته السيطرة على المخيّم عام 2018.
وشملت عمليات النهب، كافة محتويات المنازل من أثاث وأبواب وشبابيك وأسلاك كهربائيّة وتجهيزات البنى التحتيّة، فيما أظهر الاستبيان، رغبة أهالي مخيّم اليرموك المهجّرين للعودة إلى منازلهم وممتلكاتهم رغم الدمار الكبير وحملات النهب والتعفيش التي طالت المتلكات العامّة والخاصّة، ورغم العجز الكبير لديهم على اعادة الاعمار بشكل ذاتي دون دعم مالي.
تجدر الإشارة، إلى أنّ عمليات النهب والسلب التي تعرف بـ" التعفيش" قد بدأت منذ إعلان قوات النظام السوري وحلفاؤه من تنظيمات وفصائل فلسطينية " القيادة العامة- فتح الانتفاضة- حركة فلسطين حرّة" وميليشيات تُعرف بالرديفة كـ"لواء القدس"، "تحرير" مخيّم اليرموك من تنظيم "داعش" في 21 من أيّار/ مايو 2018، بعد عمليات عسكريّة استمرّت قرابة شهرين، أحدثت دماراً واسعاً في معظم عمران المخيّم، قبل أن تنتهي بإخراج تنظيم "داعش" بموجب صفقة إلى مناطق جنوب سوريا.
ويعيش أبناء مخيّم اليرموك حالة تهجير داخلية وخارجيّة متواصلة من أكثر من ثماني سنوات، وتوقعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقرير النداء الطارئ للعام 2020، أن تظل مستويات التهجير مرتفعة بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث أنّ الوصول إلى مخيّم اليرموك ما يزال محدوداً ومستوى الدمار لايزال كبيراً، لذا ووفق الوكالة، من المتوقع أن يظل أغلب سكّانه الذين كان عددهم 160 ألف لاجئ مسجّل في حالة تهجير يضطرون في الكثير من الأحيان إلى دفع إيجارات منازل مرتفعة.