انطلقت مساء الثلاثاء 11 أيّار/مايو، مظاهرة تضامنيّة من مخيّم مارالياس إلى مخيّم شاتيلا في العاصمة بيروت، دعت إليها المجموعة اللبنانية "أخبار الساحة"، وذلك إسناداً ودعمّاً لانتفاضة الفلسطينيين في القدس وللمقاومة في غزة.
وشارك في المظاهرة حشد من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينين الموجودين في لبنان، جابوا فيها المخيّمين والطريق ما بينهما، ورفعوا أعلام فلسطين وشعارات، ورددوا هتافات تؤكّد على حق اللاجئين بالعودة والمشاركة في النضال ضد الاحتلال، وتحيّي المناطق والمدن الفلسطينية في فلسطين المحتلة والمخيمات الفلسطينية في لبنان وحيّ الشيخ جرّاح وتؤكد على التمسك بالمقاومة كوسيلة أساسية نحو تحرير فلسطين، وترفض التطبيع، وتستنكر الدور السلبي للأنظمة العربية الذي يساهم في تكريس العدوان على الشعب الفلسطيني.
ومن ضمن الهتافات التي خرجت "سلّحونا سلّحونا ع فلسطين ابعتونا"، "طريق واحد للكفاح من بيروت للشيح جرّاح"، "لعيونك يا فلسطين رح نرجع فيدائية"، "فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية".
المقاومة المسلحة يجب أن تبقى في وعي اللاجئ الفلسطيني كطريق وحيد للتحرير والعودة
وعن هذه الهتافات الثورية يقول أحد الذين شاركوا في المسيرة، اللاجىء في لبنان من مخيّم اليرموك، ناصر الطنجي، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": أنّ العمل المسلّح لا يجب الاستغناء عنه وعليه أن يبقى في مفهوم ووعي اللاجىء، بل وأن يتم أيضاً استرجاع معسكرات تدرّب فدائيين في الشتات، لأن الأراضي المحتلة لا يمكن استرجاعها بالحل السلمي أو المفاوضات، وأنّ هذا هو الصوت الأكبر الذي يمثّل اللاجئين ويؤكد على تمسكّهم بحق العودة، من وجهة نظره.
وعبّر الطنجي عن عجز اللاجئين في الشتات ووقوفهم إلى جانب أهلهم في فلسطين إلّا أنهم لا يملكون حاليّا أكثر من حناجرهم لتقديمها.
وعن أهميّة الشتبيك مع المجتمع اللبناني في التحركات والعمل السياسي، تقول اللاجئة الفلسطينية في لبنان، سارة قدّورة، لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ قضيّة اللاجئين في لبنان لها خصوصيتها، من ناحية حرمان اللاجىء من أبسط حقوقه المدنية والسياسية والاجتماعية، وإقصائه وعدم دمجه في المجتمع، وأنّ التشبيك يمكنه أن يُذكّر اللبناني أنّ الفلسطينيين موجودون هنا أيضًا، على نفس بقعته الجغرافية، وأن التضامن يكون عبر اهتمام اللبناني في شؤون الفلسطينيين في بلاده، ليس فقط في فلسطين.
الفلسطينيون موجودون في الساحة حتى لو كانوا في الشتات ولهم الأحقية في تقرير مصيرهم
وأضافت قدورة أنّ الفلسطينيين موجودون على الساحة حتى لو في الشتات، وهم أصحاب القرار، ولهم كامل الأحقية في تقرير مصيرهم، وهذا تماماً ما تصدّره اليوم تحركات الفلسطينيين داخل فلسطين، خاصّة بعدما أصبحت القضية الفلسطينية قضية يُساوم عليها ويُتاجر بها في أيادي غير فلسطينية، على حدّ قولها.
وبحسب قدورة فإن دخول الللبنانيين إلى المخيمات للتضامن مع الفلسطينيين في القدس وغزة له أبعد مهمهة جداً ويكسرؤ شيءاً من الحواجز التي زرعتها الطائفية السياسية في البلاد، ويعطيه فرصة ملاحظة طبيعة الحياة القاهرة داخل المخيّمات، وهذه الحياة القاسية للمواطن اللبناني مسؤولية فيها، طالما لم يطالب دولته والأحزاب المسيطرة فيها بفتح المخيّمات ودمجها، مؤكّدةً أن اندماج الفلسطيني في المجتمع اللبناني استحالة أن يُنسيه هويته.
وعن أهمية خروج مظاهرات وتحرّكات فلسطينية خارج فلسطينن أضافت قدّورة أن هذه التحركّات تبعث رسالة للعدو الإسرائيلي أنّ الهوية الفلسطينية لا يمكن طمسها، حتى عبر الأجيال، وحتى عند الفلسطينيين الذين استطاعوا تحصيل جنسيات بلدان أخرى، مهما حاول الاحتلال شرذمة الفلسطنيين وهويّتهم.
أكد على ذلك أيضًا الموطن اللبناني بشير النخال، الذي عبّر عن أهمية دمج اللاجئين الفلسطنيين مجتمعيّا وعن أهمية التحرّكات في فلسطين من الضفة إلى غزة ثم إلى الداخل المحتل، معتبرها استثنائية وفريدة من نوعها ومختلفة عن التحركات المحلية التي كنّا نراها سابقًا، ويجب العمل على استمراريتها، بطريقة يُمكن البناء عليها.
وتشهد التجمّعات والمخيّمات وبعض المناطق اللبنانية حراكات مستمرة داعمة لصمود الفلسطينيين ولنضالهم في وجه اعتداءات الاحتلال الصهيوني المستمرة وفي ظلّ قصفه واستهدافه قطاع غزّة، في وقت تستمر فيه غزة وباقي المناطق الفلسطينية في المقاومة.
وكان بوابة اللاجئين الفلسطينيين قد أجرى في وقت سابق تقريرًا، حصد فيه رغبة اللاجئين الفلسطنيين بفتح حدود سايكس بيكو تمكنّهم من الدخول إلى أراضيهم والدفاع عنها على الأرض.