أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ مستوطن صهيوني قد أصيب جرّاء تعرّضه للطعن على يد شاب فلسطيني في مدينة اللد المحتلّة عام 1948، صباح اليوم الخميس 13 أيّار/ مايو، دون ورود تفاصيل إضافيّة حول الحادث.

وكانت مدينة اللد المحتلّة منذ العام 1948، قد شهدت أمس الأربعاء حتّى فجر اليوم الخميس أحداث عنيفة جرّاء تصدّي السكّان العرب لهجمات المستوطنين، التي بدت الأعنف بعد إطلاق يدهم من قبل شرطة الاحتلال، رغم إجراءات حالة الطوارئ التي دخلت حيّز التنفيذ منذ يوم أمس، بعد اعلانها من قبل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتياهو.

وتصدّى الفلسطينيون لاعتداءات طالت أحياء الجواريش وشنير، وأحياء وسط المدينة ذات الطابع العربي والمختلطة منها، ما دفع الشبّان إلى مواجهة قوات الشرطة وقطعات المستوطنين، واسفر عن احراق سيارة للشرطة، فيما اعتدى المستوطنون على أكثر من 4 سيارات تعود لفلسطينيين، فضلاً عن تحطيم زجاج عدد من المنازل اثر رشقها بالحجارة ومحاولات الاعتداء على 3 مساجد في المدينة.

نحن في حالة انتفاضة وندافع عن أنفسنا

وتعليقاً على ما يحدث في اللد، قال أحد أبناء المدينة ومن سكّان حي الجواريش حازم أبو رشيدة إنّ ما تزعمه الشرطة عن عمليّات "إجراميّة" يقوم بها العرب في المدينة، هي دفاع عن النفس إن حصلت، بسبب اعتداءات المستوطنين التي اشتدّت بعد إعلان حالة الطوارئ، التي لا تسري سوى على العرب في المدينة، "والعرب ما عندهم ظهر يحميهم غير حالهم" حسبما أكّد.

وأوضح في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ عمليّة الطعن التي يجري الحديث عنها، ولم يجر اعتقال منفّذها حتّى اللحظة، إن حدثت بالفعل فإنّها تدخل في إطار التصدّي والرد على المستوطنين، الذين يهاجمون العرب ومنازلهم وممتلكاتهم وسياراتهم وهم متسلّحين بالاسلحة البيضاء والناريّة في بعض الأحيان وتحميهم الشرطة، وتغض النظر عن انتهاكاتهم المتكررة.

7-1.jpg

وأشار أبو رشيدة، إلى أنّ شرطة الاحتلال كثيراً ما تُطلق مزاعم حول ممارسات مفترضة "مخلّة بالقانون" أو "إجراميّة" بحسب تعبيراتها، كي تعطي نفسها ذريعة أمام الإعلام والرأي العام، للقيام بأوسع حملات اعتقال بحق الشبّان العرب في المدينة، وآخرها اعتقال أكثر من 25 شابّاً، ومن المتوقّع أن تكثّف الشرطة حملاتها بحجّة اعتقال "المخلّين بالأمن" حسبما أضاف.

يدخلون إلى الحارات العربيّة وينفذون اعتداءات بحماية الشرطة

وقال أبو رشيدة لموقعنا، إنّ ليلة أمس كانت الأكثر عنفاً من قبل المستوطنين، الذين كثّفوا استفزازاتهم في الحارات العربيّة في الأحياء المختلطة، عبر دخولهم بشكل جماعي راجلين وبعضهم بالسيارات بحماية الشرطة، ويقومون بوضع اشارات على المنازل العربيّة كي يقوموا بالاعتداء عليها، إضافة إلى الاعتداء على المساجد وآخرها محاولة حرق المسجد الكبير وسط اللد، وهو ما دفّع الشبّان للتوجه إلى المسجد لحمايته بعد نداءات عبر مكبّرات الصوت، وأدّى إلى اندلاع مواجهات في محيطه استخدم فيها المستوطنون الرصاص الحي من المسدسات.

وحول تصدّي الشبّان لهذه الممارسات، قال أبو رشيدة، إنّ الشبّان العرب يفرضون حالة طوارئ خاصّة بهم لحماية انفسهم، نظراً لكون الشرطة والقانون لا يحمون سوى المستوطنين فقط. موضحاً أنّ الشبّان يجمعون انفسهم عبر نداءات من خلال الواتس اب او مآذن الجوامع عند كل هجوم للمستوطنين للتصدي لهم وحماية الاحياء.

وأضاف: "نحن نحمي انفسنا بانفسنا، عبر حماية منازلنا وحاراتنا من خلال قطع الطرق عليهم والتصدي بأجسادنا وما يتوفّر معنا من وسائل حماية كالعصي والأحجار، في حين أنّ المستوطنين يتوجهون إلينا وظهرهم محمي بالشرطة، ويحملون أسلحة بيضاء وناريّة."

7-2.jpg

وشدد ابو رشيدة على وصف الحالة التي تعيشها اللد المحتلّة، بالانتفاضة، مؤكّداً أنّ القضيّة التي يحملها الفلسطينيون في الأراضي المحتلّة عام 1948، هي القضيّة الفلسطينية التي يحملها أهالي القدس والضفّة وغزّة، وقال :" إنّ انتفاضتها جاءت مع انتفاضة القدس وامتداد لها، ونحن اليوم هنا نتعرّض لمحي كبير مثل الذي يتعرّض له أهالي حي الشيخ جرّاح".

انتفاضة اللد والداخل ضد التطهير العرقي

وأضاف، أنّ ما يحدث في مدينة اللد والرملة وكافة الاحياء والمدن والبدات العربيّة، سياسة ممنهجة لتفريغها ودفع سكّانها للهجرة، وهو ضمن سياسية التطهير العرقي، لاستبدال السكّان العرب بالمستوطنين كما يجري بالقدس تماما.

ولفت إلى أنّ السنوات الأخيرة شهدت توافداً كبيراً للمستوطنين إلى مدينة اللد، ويجري منحهم رخص بناء منازل في الأحياء العربيّة، في وقت تمنع السلطات البلديّة، تراخيص البناء وتوسعة البناء للعرب، وهذا أبسط مثال على سياسة توسيع الوجود اليهودي مقابل تقليص الوجود العربي، عدا عن عزل العرب عن كافة الميادين الوظيفية والدراسية، واعطاء الاولويات للمستوطنين اليهود في الوظائف والأعمال، ورخص اقامة المشاريع الصغيرة، او حتّى تحصيل رخصة سيّارة أجرة.

يأتي ذلك، في وقت تحضّ الدوائر الأمنية الإسرائيلية على تكثيف التواجد الأمني في المدينة لقمع السكّان العرب، بحجّة السيطرة على "نزاع أهلي" وهو ما أعرب عنه "عمدة اللد" يائيرريفيفو إن "هناك حالة انفلات أمني تسود المدينة وإن الوضع أشبه بحرب أهلية" وطالب، بإجراءات أمنية واسعة وتدخّلاً من قبل وزارة الدفاع، واغلاق اللد بشكل كامل.

وكانت الاحداث قد تصاعدت بشكل كبير في اللد المحتلّة، بعد تشييع أوّل شهيد سقط برصاص المستوطنين في المدينة، حيث اعتدى المستوطنون على موكب التشييع الثلاثاء 11 أيار/مايو، في ما بدا أنّه قرار من المستوطنين للتصعيد ضد العرب بحماية الشرطة والسلطات الأمنية.

وكان الشهيد موسى حسونة قد قضى برصاص مستوطن صهيوني، أطلق النار عليه بسلاح فردي،  خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت ليل أمس الاثنين 10 أيّار/ مايو في اللد المحتلّة، عقب مظاهرة غاضبة إسناداً لمدينة القدس المحتلة في ظل الهجمة الشرسة التي يشنّها الاحتلال منذ اسابيع.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد