شهدت عدّة مدن وعواصم أوروبيّة، اليوم السبت 16 أيّار/ مايو، تظاهرات حاشدة نصرةً ودعماً واسناداً للفلسطينيين على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في مواجهاتهم اليومية للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، ولا سيما في قطاع غزّة الذي تتصاعد مجازر العدو ضد أبنائه، وتزامناً مع الذكرى الـ 73 لنكبة فلسطين.
أضخم تلك الحشود، جابت شوارع العاصمة الالمانيّة، في 3 تظاهرات منفصلة، أكبرها في "شارع العرب"، حيث انطلقت الجموع عند الساعة الرابعة والنصف مساءً بتوقيت برلين، بدعوة بدأت منذ نحو أسبوع من قبل فعاليات فلسطينية وشبابية وتجمّعات عربيّة ومتضامنون ألمان وأجانب، لإحياء ذكرى يوم النكبة.
لتتوسّع حوافز المُشاركة فيها من قبل الجاليات العربية والاسلامية والمتضامنين، بعد الاعتدءات الصهيونية على أهالي القدس وتمادي العدوان على غزّة، وتتحوّل التظاهرة غضب واستنكار للمجازر الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وشارك في التظاهرة، حشد كبير من اللاجئين الفلسطينيين والجالية الفلسطينية في ألمانيا، إضافة إلى حشود من اللاجئين السوريين والجاليات العربيّة والإسلاميّة ومتضامنون أجانب، حسبما نقلت من موقع التظاهرة في برلين لـ "بوبة اللاجئين الفلسطينيين" اللاجئة الفلسطينية المهجّرة من سوريا الناشطة ريم عموري.
وهتف المتظاهرون بالحريّة لفلسطين، باللغات العربية والانجليزية والالمانيّة، رافعين الأعلام الفلسطينية، ويافطات منددة بالإجرام الصهيوني، وصور تظهر الممارسات العنصرية الاستعماريّة بحق الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية.
الشرطة حاولت تفريق تظاهرة برلين بعد نصف ساعة
وقالت الناشطة عموري لموقعنا، إنّ الشرطة الألمانيّة حاولت تفريق التظاهرة بقنابل الغاز المسيّل للدموع، بعد انقضاء المهلة الممنوحة لها بموجب الترخيص، والذي تمّ تحديدها بنصف ساعة فقط.
وأضافت، أنّ محاولات الشرطة تفريق التظاهرة، أدّى إلى احتكاك بينها وبين المتظاهرين، الذين أصروا على اكمال تظاهرتهم، وسط انتقادات لقصر المهلّة التي منحتها السلطات للمنظمين، وجرى خلال التظاهرة اقتياد الشاب الفلسطيني محمد حمد من قبل الشرطة، دون تعرفة تفاصيل حول توقيفه.
واستجلبت قوات الشرطة تعزيزات إضافيّة لموقع التظاهرة، فما حضرت سيارات الإسعاف إلى موقع الاحتكاك، لإسعاف مُصابين تعرّضوا للاختناق جرّاء استنشاق الغاز المسيّل للدموع ورذاذ الفلفل الذي استخدم لتفريق المتظاهرين.
في لايبزغ .. عناصر صهيونية تعتدي على المتظاهرين
وفي مدينة لايبزغ شرق المانيا، تجمّع حشد كبير من الفلسطينيين والعرب والمتضامنين الأجانب وسط المدينة، في تظاهرة شهدت مُشاركة واسعة من قبل الجالية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، وحشود من الجاليات العربيّة سواء من سوريا والمغرب والجزائر وتونس، إضافة إلى مشاركة نسائيّة واسعة، حسبما نقل من موقع التظاهرة الصحفي الفلسطيني محمد نجمة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
ونقل نجمة عن إحدى المُنظّمات قولها، إنّ التظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية، في مدينة لايبزغ تعتبر أمراً صعباً في المانيا، الّا أنّها نجحت في حشد عدد من المتضامنين، بعد أن همّ مجموعة من المنظمين وعدهم تسعة أشخاص إلى الدعوة لتظاهرة في ذكرى النكبة ونصرة ودعماً للشععب الفلسطيني في القدس وغزّة وكافة الاراضي الفلسطينية.
وأشارت ريم نجمة وهي لاجئة فلسطينية مهجّرة من سوريا وإحدى المنظّمات، إلى غياب الحدث الفلسطيني والاعتداءات الصهيونية العنصرية على أهالي القدس والداخل الفلسطيني ومحاولات تهجيرهم، والجرائم الفلسطينية في غزّة عن الظهور الإعلامي الالماني وخصوصاص في لايبزغ، وهو ما اضفى على التظاهرة أهميّة كبيرة لالقاء الضوء على ما يحدث في فلسطين للرأي العام.
ولذلك لم تسلم التظاهرة من اعتداءات عناصر مؤيّدة للوبي الصهيوني في لايبزغ، حيث تجمّع حشد من الداعمين لـ " إسرائيل" عند الجهة المقابلة للتظاهرة، و أقدم بعضهم على التعرّض للصحفي محمد نجمة أثناء نقله المباشر لوقائع التظاهرة الفلسطينية لصالح "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" محاولين منعه من القيام بعمله، دون تعرّضه لأضرار جسديّة.
كما شهدت مدينة "بوخوم" في ولاية الراين غرب ألمانيا، تظاهرة مماثلة، دعا إليها ونظمها مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين في المدينة وبمشاركة واسعة من فلسطينيي سوريا واللاجئين السوريين، ومناصرون من الجاليات العربيّة، إضافة إلى تظاهرة مماثلة في هامبورغ وعدّة مدن.
وكذلك في مدينة شتوتغارت التي خرج اللاجئون الفلسطينيون فيها والمناصرون العرب والأجانب إلى وسط المدينة، للتنديد بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ولفت أنظار المجتمع المحلّي للعنصريّة الصهيونية والاعتداءات الهادفة لتهجير الفلسطينيين من مدنهم وأحيائهم، كما .
قمع في باريس بعد حظر التظاهرة
وفي العاصمة الفرنسية باريس، قمعت الشرطة الفرنسية تظاهرة شارك فيها نحو 300 شخص، دعماً للشعب الفلسطيني وقطاع غزّة، في ذكرى النكبة مساء السبت، مُستخدمة الغاز المسيّل للدموع والمياه العادمة، بعد رفضها منح المتظاهرين ترخيصاً للتظاهرة.
France is trying to prevent protests against Israel in Paris. This is the democracy and civilization that Europe imposes on the world. As the Turks say, "Civilization is a monster with a single tooth".#HearGaza#GenocideinGaza#GazaUnderAttack
— Mehmed Karakaya ☪︎ (@wkrky) May 15, 2021
pic.twitter.com/hy2JBKgo4N
ورفضت الشرطة الفرنسيّة، منح ترخيص لمنظمات ومجموعات يسارية فرنسيّة، لتنظيم التظاهرة، و من بينها جمعيّة "اتاك" وحزب مناهضة الرأسمالية الجديد، فيما أصرّ الفلسطينيون وابناء الجاليات العربيّة والمتضامون الخروج بالتظاهرة، والتأكيد على حق التظاهر من أجل فلسطين.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزّة، والاعتداءات الصهيونية العنصريّة والممارسات الاستعمارية المتواصلة والرامية إلى تهجير أبناء مدينة القدس، وتهويدها، كما عبّروا عن تضامنهم مع المقاومة وانتفاضة الشعب الفلسطيني.
عبّرت المجموعات المنظمّة كـ "رابطة فلسطينيي إيل دو فرانس" و "أتاك" وسواها، في بيان صحفي عن رفضها قمع الشرطة وقالت :"نرفض إسكات تضامننا مع الفلسطينيين، ولن نُمنع من التظاهر".. ووصف مُحامي تلك المجموعات، "سيفن غيز غيز" حظر الشرطة للتظاهرة بـ"غير متكافئ" و"ذا دوافع سياسية".
وفي مدينة تولوز غرباً، تجمع مئات الأشخاص بالقرب من مترو الانفاق بدعوة من "رابطة فلسطين ستنتصر"، دعما للشعب الفلسطيني ومقاومته، كما رُفعت الشعارات التي تحض على مقاطعة كيان الاحتلال الاستعماري العنصري.
حشود لافتة في بروكسل
وفي واحدة من الحشود الكبيرة واللافتة، تجمّع نحو 10 الاف شخص قدموا من معظم المدن البلجيكيّة وسط العاصمة بروكسل، في تظاهرة شارك فيها اللاجئون الفلسطينيون والسوريّون، وحشد من الجاليات العربيّة والمتضامنين الأجانب.
وهتف المتظاهرون بالحريّة لفلسطين، وشعارات النصرة والتضامن مع أهالي حي الشيخ جرّاح وفلسطين المحتلّة عام 1948 في وجه العنصريّة الصهيونية، ونددوا بالمجازر المتواصلة بحق أبناء قطاع غزّة.
وشارك في التظاهرة، برلمانيين من أحزاب العمل، الاشتراكي والخضر، فيما شهدت المنصّة عرض شهادات من فلسطينيين من قطاع غزّة مقيمين في بلجيكا، حول الأوضاع في القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي والاعتداءات الصهيونية المتكررة.
وفي العاصمة النمساويّة فيّنا، آثر عدد صغير من الناشطين الفلسطينيين والسوريين، على تنظيم وقفة أمام مبنى الحكومة وسط العاصمة، بعد أن منعت السلطات النمساوية منح ترخيص لتظاهرة بمناسبة إحياء ذكرى النكبة. ورددو النشيد الفلسطيني وشعارات داعم لفلسطين.
وأمّا في المملكة المتحدّة، فقد شهدت العاصمة البريطانية لندن سيلاً بشرياً داعماً للشعب الفلسطيني ومندداً بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق أبناء غزّة، جال شوارع وسط العاصمة، قبل أن تتجمّع الحشود وسط المدينة، رافعين شعارات الحريّة لفلسطين، والحريّة لغزّة، وطالبت بالوقف الفوري للعدوان على المدنيين في القطاع.
كما شهدت كل من ايرلندا وادنبرة في اسكتلاندا، تظاهرات حاشدة نظمّتها الجاليات الفلسطينية والمنظمات الداعمة للحق الفلسطيني، احياءً لذكرى النكبة الفلسطينية وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة منذ أيّام بحق أبناء قطاع غزّة، وهتفت بشعارات الحريّة لفلسطين.
وفي أسبانيا، كانت العاصمة مدريد مسرحاً لتظاهرة مركزيّة حاشدة، جاءها الفلسطينيون والمُناصرون والمتضامنون من كافّة أنحاء المدينة وضواحيها وبعض المدن المجاورة، للمشاركة في دعم الشعب الفلسطيني في ذكرى نكبته، في وجه محاولات التهجير المستمرة منذ 73 عاماًن وهدفت آخرها إلى تهجير أهالي مدينة القدس.
كما ندد المتظاهرون بالمجازر الصهيونية بحق قطاع غزّة، وبالنظام العنصري الاستعماري الصهيوني، وممارساته التهجرية والتي لم تتوقف منذ النكبة الفلسطينية قبل 73 عاماً، وسط تفاعل واسع من المشاركين من المتضامنين الاسبان والجاليات العربيّة.
كما نُظّمت في المملكة السويدية عدّة تظاهرات، أبرزها في العاصمة ستوكهولم، حيث شهد مركز المدينة أكبر تظاهرة في البلاد، بمشاركة واسعة من شخصيات ومنظمات سويدية داعمة للحق الفلسطيني، واللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا والجاليات الفلسطينية والعربية.
كما شهدت كلّ من فلورنسا الإيطاليّة واورهوس في الدانمارك، والعاصمة السويسرية جينيف، وعدة مدن في القارّة الأوروبيّة تظاهرات شارك فيها المئات، ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة والتضامن مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته، ورفضه للتهجير الاقتلاع، ونصرة لقطاع غزّة في وجه الاعتداءات والمجازر الوحشية المتواصلة، والتي بلغت حصيلتها من المدنيين، 140 شهيدا بينهم 39 طفلا و 22 امرأة حتّى اللحظة.