من الأردن هنا القدس – غزة- يافا – حيفا – اللد –جنين، هنا فلسطين،  تحت هذا الشعار صدح  أكثر من 35 ألف فلسطيني في الأردن، وبعض أبناء العشائر، وانطلقوا إلى الحدود الفلسطينية الأردنية، ليعبروا عن تضامنهم مع أبناء الأرض المحتلة، ورفضهم للاعتداءات الصهيونية التي ترتكب بحقهم،  وتأكيدًا على حقهم هم أنفسهم بالعودة للدفاع عن أرضهم، جاء ذلك في يوم ذكرى النكبة الثالثة والسبعين.

186528691_317978109880891_1205659108995652874_n.jpg

 

بدأت دعوات شبابية بالتوجه إلى الحدود واجتيازها وطالبنا الملك بطرد السفير "الإسرائيلي"

 أحمد  سنوري لاجئ فلسطيني ينحدر من قضاء جنين يتحدث عن مشاركته في مسيرة العودة بذكرى النكبة: "ونحن نشاهد أحداث قطاع غزة، كنا عاجزين عن فعل أي شيء، بدأت دعوات شبابية دون تدخل أي حزب سياسي، أن ننتفض من أجل التضامن مع فلسطين، بعيدًا عن العالم الافتراضي".

يتابع سنوري: "طالبنا الملك عبد الله، أن يفتح الحدود، ويعلنها حرب على الكيان الصهيوني، و أن ينقض معاهدة وادي عربة  وأن يطرد  السفير الإسرائيلي من الأردن، إضافة إلى أننا ناشدنا مصر أن يفتحوا الحدود الفلسطينية المصرية، وأن تتحد كل الدول العربية من أجل الدفاع عن فلسطين".

يقول السنوري: إنه وجيل كامل من الشباب اللاجئين في الأردن ولدوا بعد عقود على النكبة والنكسة اللتين كانتا السبب في تهجير أجدادهم وآبائهم إلا أنهم وروثوا الانتماء إلى الأرض الفلسطينية وما زالوا يحافظون عليه.

يصف جيله بالجيل الواعي والمدرك ويأمل أن يكون هذا الجيل هو جيل التحرير" هدفنا لم يكن الوصول للحدود فحسب بل الدخول للأراضي الفلسطينية المحتلة وأن ننال شرف الدفاع عن ديارنا وأرضنا المغتصبة".

"كان نفسي أتجاوز الحدود ولو لمترين وأشم رائحة تراب وطني" مضيفًا أن هناك من دخل فعلاً الأراضي الفلسطينية وتم اعتقاله من قبل الاحتلال وهناك من لم يعرف مصيره.

ويشاركه بالرأي ابن مدينة اللد المحتلة محمد عطية الذي يقول: " منذ بداية انطلاقتنا كنا نخطط العبور إلى الداخل الفلسطيني، ولم تكن وجهتنا الحدود، كانت وستبقى فلسطين،  بأرواحنا ودمائنا نفديها ".

 عطية يعتبر أن التضامن يجب أن يتجاوز العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، لذا كان يوم ذكرى النكبة الـ 73 المتزامن مع ما تشهده فلسطين التاريخية على امتدادها من اعتداءات صهيونية، نقطة البداية، وبالفعل انطلقوا واحتشدت معهم جموع كبيرة بأعداد هم أنفسيهم لم يكونوا يتوقعونها.

 رغم تعرضهم للقمع من قوات الامن الأردني إلا أن عدداً من الشبان اجتازوا الحدود

رغم أنهم تعرضوا للقمع من قبل الأمن الأردني، عبر قنابل الغاز المسيلة للدموع،  ومنعوا من دخول الحدود الفلسطينية، إلا أن عدداً قليلاً من الشباب استطاع الدخول ولكن لم يعرف مصيرهم بعد هل تم اعتقالهم أم استشهدوا .

هناك عدد كبير تخطى الحاجز الأمني رغم تحذيرات رجال الأمن، أن الألغام تفترش الحدود  وأن منعهم  لحمايتهم، يقول عطية مضيفاً :"كنا نريد أن نذهب إلى فلسطين لنحصل على جزء من الكرامة  حتى لو توفينا".

1215ba09-6994-4632-9d0d-5ef5f70c46f1.jpg

 

الكيان الصهيوني لم يحتل فلسطين وحدها بل الدول العربية أيضاً!

انتقد عطية أيضاً معاهدة "السلام الأردنية- الإسرائيلية"  المعروفة باسم "معاهدة  وادي عربة " والتي تنص على أن أي شخص دخل الحدود الفلسطينية من الأردن لا يحق للأردن المطالبة بعودته  في حال استشهد أو أصيب، ويقول: أنهم عندما عادوا إلى منازلهم أدركوا أن الكيان الصهيوني لم يحتل فلسطين لوحدها بل احتل الدول العربية كافة، وبكلمات بسيطة أضاف: "أن تقوم القيامة أسهل من أنك توحد الوطن العربي لإنصاف أعدل قضية في العالم ".

من جهته قال أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب: إن نزول الناس على الحدود الفلسطينية الأردنية، هو تأكيد على أن حق العودة حاضر ولا يمكن أن يختفي أو يزول مع تقادم الزمن.

 صمود الغزيين وانتفاضة الداخل والضفة مع تضامن فلسطيني وعربي في الخارج يغير معادلة الصراع مع الاحتلال

يؤكد أن الحضور الشعبي الواسع الذي تجلى بذهاب الناس إلى الجسر في منطقة الأغوار يعكس تمسكهم بالحق في فلسطين،  وأن  مهما طال العدوان  ستبقى فلسطين القضية الأولى، للشعب الفلسطيني والعربي وهذا ما شهدناه في الأردن ولبنان.

وبرأي ذياب فإن الصمود الذي جسده  قطاع غزة، إضافة إلى تحرك الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، نتج عنه متغير استراتيجي هام في عملية المواجهة مع العدو الصهيوني،وهو "أن القضية الفلسطينية التي حاول الكيان الصهيوني، والقوى المعادية تغييبها عن العقل والوعي  العربي وحتى الفلسطيني، تتجسد الآن بشكلٍ قوي، فالآلاف المؤلفة التي خرجت في الدول العربية والأوروبية، تؤكد أن الشعب الفلسطيني حيث ما كان وحيث ما وجد يتمسك بحقه في العودة إلى دياره".

 ينوه ذياب بما شهدته القدس من دفاع عن عروبتها و التصدي لمحاولات التهويد، ويعتبر أن هذا وضع النضال الوطني الفلسطيني أمام محطة جديدة وفارقة، خاصة أن الشعب الفلسطيني توحد في الضفة المحتلة وقطاع غزة وأراضي الداخل المحتل وفلسطينيي الشتات.

لذا فهو طالب ما وصفها  بالحركة الوطنية الفلسطينية (قيادات وفصائل) أن تتبنى   هذه القضية والهبة الشعبية التي وحدت الكل الفلسطيني وأن تلتقطها بشكل جيد وتحكم قبضتها على هذا التحول الهام وتُحسن إدارته.

ويرى ذياب أن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية والحراك العربي الفلسطيني الواسع، يوجه رسالة إلى الدول العربية التي هرولت نحو التطبيع ويساعد في إعادة بناء الوعي العربي للجيل الجديد.

f88b6ea9-c6be-4933-9889-5b13354bcefb.jpg

 

ما صنعته فلسطين في الأيام الأخيرة وحد اللاجئين والأردنيين على منهجية المقاومة

  المحامي الأردني حسين حريثان يراقب ما يجري في فلسطين، ويسمع صداه في الأردن وبناء على ذلك فهو يرى أن االهبات الشعبية التي حدثت في مدينة القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 و العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إضافة إلى ما قامت به  المقاومة من إطلاق صواريخ على الكيان الصهيوني في المستوطنات،  وحد اللاجئين الفلسطينيين والأردنيين نحو منهجية المقاومة".

تمنى أن تغير منظمة التحرير منهجيتها و تستدير نحو محور المقاومة، خاصة بعد "نجاح قيادة المقاومة ومصداقيتها  في غزة من خلال تحديد الأهداف ضمن وقت زمني محدد" ومنى أيضاً أن يخلص الفلسطينيون من اتفاقية أوسلو ومخرجاتها.

 يختم حريثان: "الناس تريد بلادها ومتمسكة بحق العودة إلى ديارها المحتلة، هناك عجج من اللاجئين في الأردن، رفضوا تملك عقارات وأراضي أو توسيع أماكن سكنهم على أمل العودة إلى وطنهم ومدينتهم التي هجروا منها قسرًا، خاصة أنهم يعانون من وصمة اللجوء والتمييز".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد