عبَّرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينيّة ومجلس منظمات حقوق الانسان الفلسطينيّة، ظهر اليوم الثلاثاء 25 أيّار/ مايو، عن إدانتها بأشد العبارات للتصريحات الإعلاميّة الأخيرة التي أدلى بها مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزّة ماتياس شمالي فيما يتعلّق بالعدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزّة.
وفي بيانٍ مشترك، أوضحت الشبكة والمجلس أنّ شمالي في مقابلة أجراها مع القناة "الإسرائيلية" (12) يوم 23 مايو 2021، صرّح بأنّه: "لا يشك في مدى دقة القصف الذي نفذه جيش الدفاع الإسرائيلي على قطاع غزة وهناك حرفية عالية في الطريقة التي قصف بها الجيش قطاع غزة على مدار الأيام الـ 11 الماضية. الجيش الإسرائيلي لم يضرب، مع بعض الاستثناءات، أعياناً مدنية، ولكن ما كان يقلقني هو الوقع الأكثر وحشية لهذه الغارات".
ورأى البيان أنّ شمالي تجاهل تماماً من خلال تصريحاته الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين الفلسطينيين أثناء العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزّة، بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين، الذين يشكلون نحو 70% من سكّان القطاع، ففي مُخيّم الشاطئ الذي يتلقى خدمات من وكالة "أونروا"، قُتل 9 مدنيين بينهم 7 أطفال وامرأتان بعد أن أطلقت الطائرات الحربيّة ستّة صواريخ دون سابق إنذار على منزل يعود لعائلة علاء أبو حطب المكون من ثلاثة طوابق، ونجا أبو حطب من الهجوم مع طفله البالغ من العمر خمسة أشهر، في حين أنّ بقية أفراد أسرتهم قتلوا خلال هذا الاستهداف.
وقال البيان يبدو أنّ هناك حادثة أخرى يجب ألّا يغفل عنها السيّد شمالي وهي المجزرة التي وقعت في شارع الوحدة يوم 16 مايو 2021، عندما استهدفت الطائرات الحربيّة مبنى سكنياً، مما أسفر عن مقتل 43 مدنياً من الأبرياء، بعضهم يشكلون عائلات بأكملها، و️تعطي الحادثتان دليلاً كافياً لمدى استخفاف "إسرائيل" بأرواح المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وافتقارها إلى الدقة والحرفية في عملياتها العسكرية.
وتابع البيان: ️وفقاً لمتابعتنا، والتي تتوافق مع ملاحظات منظمات حقوق الإنسان الفلسطينيّة و"الإسرائيليّة" والدوليّة، استهدفت قوات الاحتلال بشكلٍ منهجي المدنيين والمناطق المدنية بالإضافة للبنايات والبني التحتية، ضاربة بعرض الحائط القواعد الأساسيّة للقانون الدولي الإنساني، بالأخص مبدأ التمييز والتناسب، ولم يكن الهدف من هذه الهجمات تحقيق مكاسب عسكرية أو الحاق هزيمة بفصائل المقاومة الفلسطينيّة فقط بل كان هدفها معاقبة السكّان المدنيين في قطاع غزّة وترهيبهم، كما فعلت على مدى 14 عاماً عندما فرضت خلالها حصار غير قانوني وإنساني وشنت ثلاثة حروب دامية ومدمرة على هذا القطاع.
وأكَّد البيان المشترك أنّ العدوان الصهيوني أسفر خلال 11 يوماً عن مقتل أكثر من 240 فلسطينياً جلهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 1400 أخرين، وكان من بين الذين قتلوا 64 طفلاً و39 سيدة، مُشدداً على أنّه من المؤسف أن يدلي السيد شمالي، الذي يرأس واحدة من أهم المنظمات الدوليّة المسؤولة عن حماية والدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة، تصريحات يمجّد فيها بشكلٍ غير مباشر دقة قوات الجيش "الإسرائيلي"، في الوقت الذي تستمر "إسرائيل" فيه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة بحق الشعب الفلسطيني، وعوضاً عن المطالبة بمعالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع، يتبيّن أنّ السيد شمالي يدافع عن تصرفات الجيش "الإسرائيلي".
واعتبرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينيّة ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطيني التصريحات التي أدلى بها شمالي هي تصريحات مضللة وخطيرة، وتوفّر غطاء وشرعية للانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الاحتلال.
وفي ختام البيان المشترك، طالبوا وكالة "أونروا" بتقديم تفسير فوري لموقفها من تصريحات شمالي والاعتذار العلني للفلسطينيين ضحايا الهجوم العدواني على قطاع غزّة.