تواصل شرطة الاحتلال الصهيوني في الأراضي المحتلة عام 1948، تنفيذ حملات اعتقال واسعة، بحق الفلسطينيين، وبلغت أعداد المعتقلين على يد جهاز "الشاباك" 165 معتقلاً خلال اليومين الفائتين، فيما تستهدف الحملة قوائم أسماء بـ 500 شخص خلال أسبوع، حسبما أعلنت شرطة الاحتلال في وقت سابق.

وكانت الحملة قد أطلقتها الشرطة مساء الاحد الفائت 23 أيّار/ مايو الجاري، تحت عنوان حملة "القانون والنظام" وادّعت في بيان لها، أنّ  "الحملة تهدف إلى تقديم مرتكبي أحداث العنف الخطيرة والقومية والضالعين في حيازة الأسلحة والإتجار بها، وإضرام النار والاعتداء على الممتلكات والانتماء إلى منظمات الإجرام، إلى المحاكمة".

وتأتي حملة الاعتقالات، لتُكمل نهجاً بدأته شرطة الاحتلال منذ تفجّر الهبّة الشعبيّة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، حيث بلغت اعداد المعتقلين نحو 1500 فلسطيني خلال أسبوعين في خضّم الأحداث، بينما يرى مُراقبون شراسة الشرطة في حملاتها المتجددة تهدف إلى "إعادة هيبة الشرطة" بعد أن بدا حضورها هشّاً خلال الفترة الماضيّة، وهو ما خلص إليه الصحفي من مدينة أم الفحم المحتلّة أنس موسى.

ورأى موسى في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ قوة الردع لدى الكيان الصهيوني قد اهتزّت خلال الهبّة الشعبيّةللفلسطينيين في المدن والقرى والبلدات المحتلة عام 1948، وبدا حضورها هشّاً وفاقداً للسيطرة، وبالتالي تريد "استعادة هيبة" فُقدت خلال الأحداث.

مشاريع العدو التي راهن عليها بتكوين جيل متأسرل وناس لقضيته تبددت خلال أيّام ما سبب له صدمة

 

وأضاف موسى، أنّه "من الواضح وجود نوايا مبيتة للانتقام من فلسطينيي الداخل ومحاولة تلقينهم درساً بهذه الاعتقالات والمحاكمات، حتى لا يعيدوا الكرّة مجدداً في الغضب والتظاهر أمام مؤسسات الدولة" مشيراً إلى أنّ " تلك الدولة التي وجدت نفسها فاشلة في كسر الجيل الشبابي المنتفض، بعد أن راهنت عليه ليكون جيلاً متأسرلاً ناسياً لهمومه وقضيته الوطنية، تبددت مشاريعها على مرّ السنوات بعدة أيام ما سبّب لها الصدمة والآن ستنتقم."

في المقابل هنالك حملات كبيرة لطواقم دفاع ومحاماة للتجنّد والدفاع عن المعتقلين وتحريرهم من قبضة الشرطة التي تتغاضى عن أفعال وجرائم المستوطنين خلال الأحداث الأخيرة على الأقل.

وأشار موسى، إلى أنّ ما جرى في الداخل، بدأ بتظاهرات ووقفات احتجاجية منظمة دعت إليها لجنة المتابعة وهي أعلى هيئة سياسية تمثيلية لفلسطينيي الداخل، بالإضافة الى لجان شعبية محلية وحراكات شبابية، لكن مع تطور الأحداث، بدأت الدعوات والاحتجاجات تأخذ طابعها العفوي لأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، ومن الصعب أن يتبنى أي جسم أو تنظيم دعوات غضب لأنه سيعرّض نفسه لـ"مساءلة قانونية" في ظل قوانين الإرهاب والحظر.

الحملة تهدف لترهيب الفلسطينيين والحل بتوسيع الاشتباك

من جانبه، رأي الكاتب والناشط الفلسطيني عرفات الحاج، أنّ إعلان الاحتلال المُسبق عن حملات قمعه ومجازره، يهدف بالأساس إلى ترهيب الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، الذي أظهر في هبّته الجماهيريّة تحديّاً للتقسيمات الاستعمارية لفلسطين وشعبها وتمسكّه بوحدة هويته وكفاحه على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

وأشار الحاج في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ هذه الحملة لا تنفصل عن إجمالي سياسة العدوان التي ينتهجها الاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية.

واعتبر الحاج، أنّ الفعل الوحيد المُتاح أمام الشعب الفلسطيني سواء في الداخل المحتل عام 48 والقدس والضفّة وغزّة ومخيّمات اللجوء، لردع هذه الممارسات التي تستهدف وجوده وهويته، هو الاشتباك والمواجهة مع المحتل على امتداد الخارطة.

وأكّد أنّ هذه الأداة هي التي يجمع عليها الشعب الفلسطيني، معتبراً أنّ اتصال شعبنا، والاشتباك مع العدو في النقب أو المثلث أو الشيخ جراح، والمقاومة في غزة أو جنين هي سلاح فاعل في كسر العدوان على أهلنا بالداخل، كما لكسر الحصار ووقف الاعتداءات على قطاع غزّة.

ويكثف الاحتلال مزاعمه الاتهاميّة بحق المعتقلن الفلسطينيين، حيث تعتبرهم  الشرطة "مثيري شغب"، و يزعم جهاز الأمن العام الصهيوني " الشاباك" أنّ 85% منهم لديهم سوابق جنائية، في محاولة لربطهم بالعنف والإجرام وتشويه صورتهم، حسبما أكّد الصحافي أنس موسى، في وقت تتجنّد أعداد من المُحامين للدفاع عن المعتقلين، الذين تستخدم شرطة الاحتلال ضدّهم مواداً مصوّرة ومنشورة في الإعلام تظهر مُشاركتهم في التظاهرات خلال الهبّة الشعبية.

ويخوض الناشطون الفلسطينيون في الداخل المحتل، حملات واسعة لحض المُحامين الفلسطينيين على الانخراط في الدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين، وسط استجابات واسعة، سواء في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية.

 

  تحاول  "إسرائيل"  تكوين صورة نصر على القاصرين العرب الفقراء في بلداتهم ليلاً

 

ورأى مدير عام مركز "عدالة" المُحامي حسن جبارين في حديث صحفي، أن قرار توسيع الاعتقالات،   "سياسي محض" تحاول " إسرائيل" من خلاله تكوين صورة نصر على القاصرين العرب الفقراء في بلداتهم ليلاً، بعد أن افتقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صورة نصر في غزّة.

وأكّد جبارين، على أنّ القرار سياسي وجبان، ولا أساس قانوني له، يهدف إلى ترهيب الناس، لأنّ بيان شرطة الاحتلال يقول صراحة " هدفنا الردع".

وكان ناشطون منضوون ضمن حراكات الداخل الفلسطيني المحتل، قد وجّهوا نداءً طارئاً  أمس الاثنين، جاء فيه " في الـ 48 ساعة القادمة سيقتحم آلاف الجنود (الإسرائيليين) مئات البيوت الفلسطينيّة في الداخل المحتل بهدف اعتقال 500 شاب فلسطيني، في ما تسمّيه القوى (الإسرائيلية) "عمليّة قانونٍ ونظام وذلك بهدف تصفية الحسابات مع الشباب المناضلين."

كما أطلق ناشطون فلسطينون هاشتاغ " #أنقذوا_فلسطينيي48" للفت أنظار العالم على ما اعتبره حقوقيون، "حملة انتقام إسرائيلية من الفلسطينيين داخل الخط الأحضر" وذلك من خلال حملات اعتقال تطال مئات الفلسطينيين ممن شاركوا بالانتفاضة الوطنيّة التي شهدتها كامل أراضي فلسطين التاريخية، ردّاً على اعتداءات الصهاينة على أهالي القدس والمسجد الأقصى وما تبعه من عدوان وحشي على قطاع غزّة اوقع مئات الشهداء والجرحى.

 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد