رفضت عائلات مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، التي لم يتمّ إعادة إعمار منازلها حتّى الآن، مبلغ الـ 50 دولار الذي قررت وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" تقديمه لهم كبدل إيجار، معتبرين أنّ هذا المبلغ هو أقل من الحدّ الأدنى، مع دخول عداد سنوات عذاباتهم للسنة الخامسة عشر.
وكانت العائلات قد عقدت اجتماعاً الأحد 23 أيّار/مايو، في في قاعة مسجد القدس في المخيّم، دعت خلاله جميع المعنيين إلى الوقوف إلى جابنهم والعمل الفعلي لإعادة إعمار منازلهم، مشدّدين على ضرورة عقد بدل إيجار منصف وعادل إلى حين العودة إلى منازلهم، وتقديم مبلغ لكل عائلة كبدل إيجار لمدّة 12 شهرًا دفعة واحدة وعاجلة لسد جزء من الديون المتراكمة على هذه العائلات، إضافة إلى المطالبة بتأمين الاستشفاء الكامل لهم.
ولوّح المجتمعون في نهاية اجتماعهم إلى تصعيد اجراءات احتجاجيّة، في حال لم يتم تنفيذ مطالبهم.
وحول الأمر، قال أحد أعضاء اللجنة المجتمعة الأستاذ ابراهيم عثمان، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ التحرّكات التي ستتخذها العائلات ستكون للتعبير عن وجعهم من أجل إيصال رسالتهم، وذلك بعد نيّتهم التواصل مع المعنيين من وكالة "أونروا" بالدرجة الأولى والمرجعيات الفلسطينية المسؤولة عن اللاجئين.
واضاف قائلاً : "لا نحبّذ كثيراً النزول إلى الأرض، خاصة في ظلّ الظروف المعيشية التي يعيشها أبناء المخيّم، إلّا أن المعاناة، ولامبالاة المعنيين هي التي تجبرنا على الاحتجاجات".
وأشار عثمان، إلى أنّ الأهالي سيجرّبون كلّ الطرق الممكنة من أجل إيصال أصواتهم، ولفت إلى عدم ردّ العديد من المسؤولين في وكالة "أونروا" على اتّصالاتهم.
بعض العائلات مهددة الآن بالطرد من بيوتها، وبعضها الآخر متراكم عليهم سنة أو سنتين ديون بدلات الإيجار
وأوضح عثمان، أنّ لجنة الأهالي الذين لم يتمّ إعادة إعمار منازلهم، تشكّلت منذ سنة ونصف تقريبًا، مع بدء إنهيار الاقتصاد اللبناني وتدهور الأوضاع المعيشية، وبدأت منذ ذلك الحين بمحاولات إيصال صرختهم ومطالبهم إلى المعنيين، لأنهم الفئة الأضعف والتي كانت تعاني منذ ما قبل الأزمة وازدادت معاناتها فيما بعد.
وأشار، إلى أنّ بعض العائلات مهددة الآن بالطرد من بيوتها، وبعضها الآخر متراكم عليهم سنة أو سنتين ديون بدلات الإيجار التي يدفعونها والتي توقّفت وكالة "أونروا" بتزويدهم إياها منذ 7 سنوات.
وفيما يتعلّق برفض مبلغ 50 دولار مقدّم لهم من قبل الوكالة، يقول عثمان إنّ الوكالة كانت قد اقترحت عليهم مسبقًا إغلاق المساكن المعدنية المؤقتة "البركسات" والتي كانت "أونروا" قد أسكنت فيها بعض العائلات التي تدمرت بيوتها جراء أحداث 2007 في المخيّم، على أن تُعطيهم جميعًا بدل إيجار 50 دولار أمريكي، وتم رفضه من قبل الأهالي لأنه مبلغ زهيد لا يكفيهم، ولأنه ممكن ان يوقعهم في مشاكل مع أهالي منطقة "البركسات".
وأضاف أنّ "أونروا" دائماً ما تتحجّج بنقص في الميزانية رغم هدر الأموال الذي تمارسه الوكالة ورغم أنّ إعطاء بدل إيجارات لا يكلفهم 1% من ميزنيتهم في لبنان، مؤكّدًا أنّهم أولوية وتأمين المسكن وكذلك إعادة الإعمار أولوية.
وكانت هذه العائلات قد نفّذت سابًقا عدّة وقفات احتجاجية بوجه وكالة "أونروا" من أجل إيصال مطالبها بإعادة الإعمار وإعطاء بدلات إيجار ومعاملة هذه العائلات نفس معاملة اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى ناحية المساعدات والتقديميات.
يُذكر أنّ مخيّم نهر البارد تعرّض لعملية تدمير كاملة نتيجة هجوم عسكري شنّه الجيش اللبناني على ما يمسى عناصر "فتح الإسلام" في المخيم عام 2007، وحتى اللحظة لم تتخطّى نسبة الأعمال 60%..