"التكافل والتضامن".. شعار حملة "صيدلية الخير" التي أسسها الفلسطيني عبد الماجد العدوي.

عبد الماجد ابن مدينة حيفا المحتلة اللاجئ في مدينة صيدا جنوب لبنان منذ ولادته، صارت الصيدلية التي يعمل بها في ساحة الشهداء بالمدينة مقصداً لكل من لا يملك سعر الدواء من لبنانيين وفلسطينيين.

"في ظل جائحة كورونا خلال العام والنصف الماضي، كنا نعمل في مجال الإغاثة ضمن الجمعيات، وحين حلت الأزمة الاقتصادية والطبية  التي يشهدها لبنان منذ مدة، انعكس ذلك بانقطاع الأدوية في مختلف صيدليات البلاد ومعظمها يعود للأمراض المزمنة توجهت نحو توفير حاجة الناس"، بهذه الكلمات يصف الفلسطيني عبد الماجد العدوي ظروف تأسيس مبادرة "صيدلية الخير".

 جهد فردي

وخلال حديثه لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يقول: "تأسس مشروع صيدلية الخير منذ ثمانية أشهر تقريباً من دوائي الشخصي، أنا لدي دواء لكني لست بحاجته فجمعته وبادرت به، وعممت على مواقع التواصل الاجتماعي أن: لكل من يحتاج دواء من الذي أملكه فهو له".

ويضيف أن "المشروع لم يأخد دعماً مادياً من أي جهة سياسية  أو دينية أو جمعية إغاثية".

 بعدما وجد عبد الماجد إقبالاً على هذه المبادرة، بدأ بالتواصل مع أصحابه وأقاربه ليجمع منهم وممن حولهم الدواء الذي لا يحتاجونه،  وكان الطلب على الدواء أكثر من العرض، فقد خلت الصيدلية حوالي أربع مرات بالكامل بسبب الإقبال الكثيف عليها.

وحول طريقة الحصول على الدواء، يوضح العدوي أنه "يعمل على نشر الإعلانات على مواقع التواصل الإجتماعي ضمن مجموعات، ويأتيني الرد من الناس وكل من لديه دواء لا يحتاجه ولو كان مستعملاً، والبعض منها يكون فيها حبة أو حبتين فقط، هناك من لديه من الأدوية التي تعطيها عيادات الأونروا بشكل دائم فيكون لديهم فائضاً فيقدموه لنا".

ويتابع: "تواصلت مع أكثر من صيدلية في المدينة هنا من ضمن التوسيعات، وعلى مناطق لبنان بشكل عام من الشمال إلى الجنوب مروراً بالعاصمة بيروت، ليسوا مراكز بل هم أشخاص متطوعين تواصلت معهم ويساعدوني بجمع تبرعات عينية ليست مادية".

10-1.jpg

العدوي لم يدرس مهنة الصيدلة يوماً ولم يعمل بها في حياته، فهو بالأساس يعتاش من مهنة البلاط، لكنه منذ صغره يعشق التطوع في جمعيات إغاثية وتنموية وإنسانية، ولديه  رغبة كبيرة في الانخراط بهذا المجال أكثر، حيث كان يشغل سابقاً رئيس فريق الدفاع المدني الإسعافي، ومدير عمليات ونائب قائد فوج بجمعية الكشاف العربي.

يساعد العدوي في جمع التبرعات خمسُ شابات متطوعات دون أي مقابل، من بينهن شابات صيدلانيات خريجيات وأخريات قيد التخرج.

10-2.jpg

 

الزوار من كل لبنان

وحول طبيعة قاصدي الصيدلية وأماكن وجودهم، وشروط الحصول على دواء، يقول: "الزوار من جميع مناطق لبنان بغض النظر عن الجنسية أو الديانة، يستطيعون قصد الصيدلية وأخذ الدواء بشكل مجاني، أما عن الشروط فهي بسيطة جداً بأن يكون المريض بحاجة للدواء بإثبات وصفة طبية موثقة من طبيب بالختم الخاص به أو مستوصف أو مستشفى، وذلك لسببين، الأول هو أن الصيدلية غير رسمية فكي لا ألاحَق قانونياً، بالاضافة الى أنني متفق مع دكتور صيدلاني أعمل تحت إشرافه ونحن متفقان شفوياً، لأننا لا نستطيع الاتفاق كتابياً".

ويؤكد أن "غالبية الأدوية المتعلقة بالأمراض المستعصية متوفرة في الصيدلية، كأدوية القلب مثلاً لدينا منها تقريباً بشكل كامل".

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة انقطاع الدواء في لبنان ليست جديدة، وإنما تعود لعام 2019 حيث بدأت مظاهر الانقطاع التدريجي للأدوية تظهر جلياً، بعد انخفاض قيمة الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية، ما أثر على جميع القطاعات العامة والخاصة اللبنانية.

ومما زاد الطين بلة، هو إعلان مصرف لبنان المركزي مؤخراً بصريح العبارة أنه "لن يقدم على المسّ بما تبقى من احتياطات إلزاميّة أودعتها المصارف لديه لدعم استيراد الأدوية والمستلزمات الطبيّة".

وطالب "السلطات المعنية كافة بإيجاد الحل المناسب لنفاد الأموال لديه واضطراره لدعم استيراد الأدوية من الاحتياطات الإلزامية".

 هذه الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون والفلسطينيون فيي هذا البلد، ولّدت مبادرة عدة كهذه في ظل استمرار الأزمة وعدم وجود أفق حل لها.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد