في مخيم الضبية للاجئين الفلسطينيين، المخيم الأصغر في لبنان، لا يرى اللاجئون من قاطني المخيم، كهرباء الدولة إلا ساعتين نهاراً، هي مشكلة عامة، يعاني منها الجميع في لبنان، فيما أسبابها كثيرة تبدأ بالفساد اللبناني المستشري ولا تنتهي بتهريب مادة المازوت إلى سوريا، بحسب ما تتحدث عنه وسائل الإعلام اللبنانية.
بديل كهرباء الدولة هو المولدات، ومع انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير ليصل حدود الـ21 ساعة يومياً، يضطر أصحاب المولدات رفع ساعات التغذية يصاحبه رفع في تسعيرتهم، لتبلغ 200 ألف ليرة لبنانية مقابل الـ 5 أمبير فقط.
مبلغ يعتبر باهظاً بالنسبة للّاجئين الفلسطينيين الذين يعانون أصلًا من البطالة، فكيف مع توقف عدد كبير من الأعمال بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وضغوطات الإجراءات لمواجهة فيروس "كورونا"، فيما القوانين اللبنانية تمنع اللاجئين الفلسطينيين من العمل.
بحرقة وألم يتحدث اللاجئ الفلسطيني، ربيع الأسعد، عن أوضاع المخيم، ويحمّل وكالة غوث واشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، متهمًا إيّاها "بالتقصير عن أداء خدماتها وواجباتها تجاه اللاجئين وعدم تشغيلهم أو متابعة أوضاعهم".
ويضيف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، "انقطاع الكهرباء يؤثر على أبناء المخيم، فيما ليس بمقدور الجميع تحمل كلفة الاشتراك بمولد كهربائي نظراً لارتفاع تكلفته، ما يؤثر على نمط حياتهم لناحية أنشطتهم الدراسية أو الاجتماعية".
وتابع: "الحال أوصلنا للتعتير أيضاً، الشعب معتر وموجوع، وكثر لم يعد بمقدورهم أن يتحملوا هذا الوجع جراء الأوضاع التي نعيشها، تخيلوا أنّ اللاجئين باتوا يتشاجرون على كيلو أرز هنا، وكيس حليب هناك، للأسف الشعب الفلسطيني موجوع بشكل كبير".
وكانت مبادرة للسفارة الفلسطينية باسم رئيسها محمود عباس، قد أسهمت في تقديم مولد اشتراك كهربائي قبل نحو 8 سنوات، يخفّف من عبء أزمة الكهرباء على اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، لتبلغ قيمة الاشتراك بهذا المولد 135 ألف ليرة لبنانية، إلا أنّه ليس بمقدور جميع سكان المخيم الاشتراك فيه، ليوفر خدماته لنحو 150 عائلة.
مسؤول اللجنة الأهلية في مخيم الضبية، وسام قسيس، قال: إنّ انقطاع الكهرباء يؤثر بشكل مباشر على اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، لناحية أوضاعهم الحياتية والمعيشية، فيما ارتفاع كلفة فاتورة الاشتراك هي الأخرى، باتت حملًا ثقيلًا على اللاجئين".
وأضاف قسيس، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا تسجل غياباً شبه كامل، فلا تسأل ولا تجتمع ولا تقدم خدماتها المسؤولة عنها، ما عدا جمع النفايات والعيادة، لنتساءل عن سبب هذا الإهمال لمخيم الضبية المنسي أصلًا".
وأشار قسيس، إلى أنّ، "انقطاع الكهرباء أثر على ساعات الضخ من البئر لمخيم الضبية، وبسبب انقطاع الكهرباء بدأ التقنين على البئر ما أثر سلباً على قدرة وصول المياه إلى للمخيم، وذلك لعدم توفر مادة المازوت، ساهم في انقطاع المياه جراء التقنين القاسي على المحطة، لمدّة 3 أيام تقريبًا عن المخيم، فيما الخشية من تكرار مثل هكذا حوادث".
وشدد قسيس، على أنّ "أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيم أضحت جدًا صعبة، فالبطالة متفشية والواقع مؤلم، فيما كثر من العائلات لم يعد بمقدورها تأمين قوت يومها".