شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان، اليوم الثلاثاء، سلسلة اعتصامات وإضرابات دعماً للقدس ونصرة للمسجد الأقصى، واستنكاراً للعدوان الصهيوني المستمر على المقدسات الفلسطينية، آخرها ما تسمى بـ "مسيرة الأعلام" التي نظمها كيان الاحتلال في مدينة القدس.
وبدعوة من قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، واللجان الشعبية، وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، شارك اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بوقفات دعم تخللها رفع الأعلام الفلسطينية والشعارات المساندة لصمود المقدسيين، داعيين إلى حماية المسجد الأقصى المبارك من اعتداءت الاحتلال والتصدي بقوة لاستفزازات المستوطنين في مدينة القدس.
في مدينة بعلبك، وتحديداً مخيم الجليل، أقامت فصائل المقاومة الفلسطينيّة وقفة غضب جماهيريّة في ساحة المخيّم، ذلك التزاماً بقرار النفير العام، وتأكيداً على وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
وفي مخيم البداوي بطرابلس شمالي لبنان، عبر اللاجئون الفلسطينيون خلال وقفة تضامنية عند مدخله عن استنكارهم لتنفيذ مسيرة الأعلام الاستفزازية في شوارع مدينة القدس. واعتبرها الحضور أنها خطوة استفزازية تهدف لتدنيس مقدساتنا الإسلامية.
دعم فلسطين واجب شرعي ووطني
وحول أهمية مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في مسيرات تضامنية داعمة لصمود الشعب الفلسطيني في الوطن، يقول، الصحافي ربيع فارس من مخيم نهر البارد شمالي لبنان لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": مشاركتي في الاعتصام ضد مسيرة الأعلام الصهيونية هي واجب شرعي وطني، قبل أن يكون واجباً إعلامياً".
ويرى أن "ما يحصل في مخيمات لبنان منذ معركة سيف القدس يجسد تفاعلاً كبيراً مع المدينة، ويعبر عن تمسك شعبنا بفلسطين كل فلسطين، وخاصة القدس التي تمثل رمزية دينية لدى المسلمين كما أنها عاصمة الفلسطينيين".
ويؤكد فارس أن "مسيرة الأعلام الصهيونية التي خرجت اليوم لا تلغي ولا تطمس هوية الأرض المقدسة، إنها أرض إسلامية كنعانية فلسطينية، إنها أرض كل فلسطيني في الداخل والشتات".
وشدد على "تمسك شعبنا بالقدس عاصمة لدولة فلسطين كاملة من النهر الى البحر، وبالمقاومة كخيار للدفاع عن التحرير والعودة".
وإلى مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث نظمت الهيئات الفلسطينية والأطر الشبابية واللجان الشعبية في المخيم وقفة دعم وإسناد للشعب الفلسطيني، التزاماً بقرار النفير العام في المخيمات.
وأكد الداعمون خلال الوقفة على وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وأن هذه التحركات داخل المخيمات تصب في إطار دعم مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وأنّ لا حلّ للاجئين الفلسطينيين إلا بالعودة إلى أرضهم.
دعوات لممارسة كل أشكال النضال
وفي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يقول مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مخيم برج البراجنة، أحمد سخنيني: "يهب شعبنا الفلسطيني اليوم موحداً في كل مناطق الشتات وفي الداخل المحتل عام ٤٨ والضفة وغزة والقدس للانتصار لقضيته المركزية في نضاله لعاصمته الأبدية".
ويتابع: "اليوم كل المخيمات تنتفض من جديد في هَبّة شعبية لمواجهة جيش الاحتلال في تهويده للمدينة المقدسة"، داعياً كل فئات شعبنا بكل أطيافه لممارسة جميع أشكال النضال، أي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في الوقفات الجماهيرية والسياسية، كل هذا يراكم في النضال باتجاه إنجاز حقوقنا الوطنية".
من ناحيته، يعتبر الحاج ناصر الطبراني، من مخيم برج البراجنة أنه "مهما فعلنا سنبقى مقصرين في حق أهلنا في فلسطين".
ويؤكد على "الاستمرارية في تنظيم فعاليات تضامنية في لبنان لتحفيز شعبنا الفلسطيني على مواجهة الاحتلال".
ويدعو "كل فلسطيني إلى الاستمرار في هذه المسيرات والفعاليات، وبإذن الله سوف ندخل نحن من مخيمات الشتات إلى فلسطين".
من ناحيته، يقول اللاجئ الفلسطيني فايز مطر، من سكان مخيم برج البراجنة: "نحن واثقون من أطفالنا وفتياتنا وشبابنا أنهم هم المقدمة لتحرير فلسطين، هؤلاء الشباب إذا قدمنا لهم غذاء الحب والمعرفة حول ما هي فلسطين لن يطول التحرير علينا، لأن همهم الوحيد هو فلسطين".
وجوب استمرار فعاليات الدعم
وإلى عاصمة الشتات مخيم عين الحلوة، حيث نظمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، وقفة غضب في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير عند المدخل التحتاني للمخيم. ذلك بحضور ممثلين عن القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية والاتحادات النسائية، وحشد من أهالي المخيم.
رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بأعلى صوت شعارات وطنية تدعم صمود المقدسيين أمام عدوان الاحتلال، منددين بمسيرة الأعلام الصهيونية التي أقيمت في مدينة القدس.
وفي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يؤكد اللاجئ الفلسطيني أبو حسام زعيتر، من سكان مخيم عين الحلوة، على "وجوب استمرار الفعاليات المساندة والداعمة لتحرك أهلنا في القدس والأقصى والداخل المحتل، وأن لا نتركهم وحدهم يواجهون هذا العدو الشرس".
ويضيف: "هذه الفعاليات في لبنان هي واحدة من ضمن الاستنفار العام لشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن وجوده رداً على محاولة إعادة تنظيم مسيرة الأعلام، والتي هي بدورها تحاول أن تكرس واقعاً جديداً، ذلك بعد أن كرس شعبنا الفلسطيني واقعاً بطولياً جسدته المقاومة في منع المسيرة السابقة".
وشهدت مخيمات مدينة صور وهي الرشيدية والبرج الشمالي والبص، فعاليات وتحركات مماثلة تأكيداً على تمسك اللاجئين بحق العودة ودعماً لصمود المقدسيين.