ساعات تقنين الكهرباء ترهق مخيمات الفلسطينيين شمالي لبنان وتحركات احتجاجية

الجمعة 02 يوليو 2021

مدٌّ وجزْرٌ في الاتصالات بين اللجان الشعبية في مخيمي نهر البارد والبداوي في طرابلس شمالي لبنان وأصحاب مولّدات كهرباء الاشتراك، وتحرّكاتٌ على كافّة الأصعدة من أجل منع دخول المخيمين في عتمةٍ دائمة.

اجتماعات حصلت بين الطرفين، بعد تحذيرات أطلقها أصحاب المولّدات بأن الأحد المقبل 4 تموز/ يوليو  آخر يومٍ لتشغيل المولّدات والسبب بات معروفًا وهو انقطاع مادّة المازوت في لبنان.

ساعات التقنين ترهق المخيم

وفي حديثٍ لـ بوّابةِ اللاجئين الفلسطينيين يقول مسؤول الحراك الفلسطيني في مخيم نهر البارد محمد أبو قاسم: إنّ المخيم يعاني من أزماتٍ متعددة والأخيرة هي التقنين القاسي للكهرباء التي تغذّي بها الدولة اللبنانية المخيم والتقنين الأقسى للاشتراكات التي كانت بحسب تعبيره " الروح المتبقية لأهالي المخيم".

ويشير أبو قاسم إلى أنّ تسعيرة كهرباء الاشتراك في المولدات باتت غالية جدًا، كما أنّ اعتماد ساعات التقنين أرهقت أهالي المخيم لا سيّما المرضى منهم، معتبراً أنّ المرحلة صعبةٌ جدًا والمستقبل مجهول، فلا يوجد استقرار أمنيّ ولا اقتصادي ولا اجتماعيّ، وعليه يجب أن تتحمل المرجعيّات الفلسطينية وبالدرجة الأولى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مسؤولياتها للتخفيف من هذه المعاناة، مطالبًا الوكالة بالإسراع في إغاثة أهالي المخيمات الفلسطينية عبر صرف مبلغ نقديّ بقيمةِ ٥٠$ لكل فردٍ بالحدّ الأدنى حتى يستطع تخطّي هذه الأزمة.

كما طالب المجتمع الدولي بمساعدة ومساندة وإغاثة الشعب الفلسطيني بكلّ المخيمات وعلى رأسهم مخيم نهر البارد "لإنّه مخيم استثنائي مغلق عسكريًا والوضع فيه صعب جدًا والبطالة تعدّت التسعين بالمئة"

تحذيرات من انفجار اجتماعي

من جهته، يقول أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد فؤاد موسى: إنّ الحالة الاقتصادية في لبنان ترتّبت عليها تأثيرات ضخمةٌ في مخيم نهر البارد "المنكوب"، وحذّر موسى من انفجار اجتماعي واضح بعد الضغوط الهائلة على الشعب الفلسطيني في المخيمات عامة ونهر البارد خاصّة الذي حتى الآن لم يعاد إعماره كله.

وأوضح موسى، أنّ هناك تقاعساً من وكالة "اونروا" بموضوع المساعدات الغذائية أو النقدية، مشيراً إلى أن المخيم يعاني من مشاكل كثيرة منها الكهرباء التي تعمل فقط فقط ساعة واحدة طوال اليوم، والمولّدات تغذّي المخيم لساعات قليلة في النهار وفي الليل، بعد أن أصبحت أسعارالمازوت باهظة جدًا، وعدم تمكّن أصحاب المولّدات من الحصول على المازوت المدعوم.

3-1.jpg

 

 ويضيف: أنّه منذ فترةٍ زار مندوبٌ لوزارة الاقتصاد اللبنانية المخيم وأكّد أنّه يمكن حماية الناس من خلال تركيب عدادات للكهرباء وفق تسعيرة الدولة، لكنّ الناس رفضت هذا الأمر،لكن اليوم وبعد نقاشٍ طويل مع أصحاب المولّدات، تبيّن أنّهم لا يحصلون على مادّة المازوت وفق السعر الرسمي وبالتالي لا يمكنهم تسعير العدادات على هذا الأساس، لذلك تمّ الاتفاق على حثّ الناس على موضوع تركيب العدادات فيدفع كلّ مشتركٍ ثمن ما يصرفه على أن يكون سعر الامبير الواحد ١٠٠ الف ليرة لبنانية، وهذا الاتفاق جاري حتى نهاية الشهر.

ووجّه موسى من خلال "بوّابة اللاجئين الفلسطينيين" نداءً  لوكالة "أونروا" من أجل تأمين مادة المازوت، كما طالبها بتأمين مساعدات غذائية ونقدية، وحمّلها تداعيات الانهيار الاجتماعي لما تحمله من مسؤولية على عاتقها وهي تشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشتات حتى العودة الى فلسطين.

تحركات احتجاجية

وكان عدد من الشبان أغلق في مخيم نهر البارد، الشارعَ العام عند مفرق التعاونية، احتجاجاً على رفع أصحاب المولدات تسعيرة اشتراك الكهرباء،وعبّر الشبان عن غضبهم من وصول تسعيرة الـ2 أمبير إلى 250 ألف ليرة لبنانية، كما عبروا عن استيائهم الكبير بسبب غلاء الأسعار والأوضاع المعيشية الصعبة، مطالبين كل المعنيين بالتحرك لإيجاد الحلول السريعة.

3-2.jpg

 

مساع لإيجاد حلول

وفي السياق، قال مسؤول اللجان الشعبية في منطقة الشمال (البداوي ونهر البارد) أحمد غنومي لـ "بوّابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ لديهم معلومات تفيد أن اصحاب المولدات لديهم كمية كافية من المازوت لحين حل هذه الأزمة، فالدولة اللبنانية لم ترفع الأسعار الى الان وهنا كتجاذبات بين الوزارة والشركات.

وأشار غنومي إلى أن اللجنة الشعبية تسعى إلى إلزام اصحاب المولّدات بتسعيرة وزارة الطاقة المتعلقة بتوزيع التيار الكهربائي "الاشتراك" على البيوت، موضحًا أنّ هناك ارتفاعاً غير مقبول بالاسعار أعلى من مناطق مدينة طرابلسعلى الرغم ان هناك تغذية بالتيار بطرابلس اكثر من المخيمات.

وأردف غنومي" نحن بهذا الإطار أرسلنا رسالة الى أمانة سر اللجان الشعبية في لبنان وطلبنا منهم بالتحرك عبر الجهات المعنية لتأمين مازوت للمخيمات باعتبار أن هذه المسألة ملحّة خصوصا بهذه الأجواء الحارّة".

يُذكر ، أنّ الاغلبية الساحقة من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان تفتقد لأبسط مقومات الحياة، وبدأت الأزمة تأكل ما تبقى من قدراتها، وسط غياب أي استراتيجية حماية اجتماعية تمنعها من الانهيار التام.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد