خمسة أيام فقط، وتنتهي المدّة التي أعطتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينينن "أونروا" لنفسها كي تبدأ توزيع المساعدات المالية على اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى لبنان، خمسة أيام، ولم ترسل وكالة الأونروا الرسالة النصيّة التي ينتظرها اللاجئون لاستلام مساعدتهم، علماً أنّها قد تأخرت عن موعد تسليم المساعدة المالية خمسة أيام أيضًا.
إذ كان من المفترض أن تبدأ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" توزيع مساعداتها المالية على فلسطينيي سوريا بداية الشهر الحالي، إلا أنّ أموراً عدّة قد دفعتها إلى تأخير توزيع مساعداتها. لتصدر الوكالة بيانًا جاء فيه: أنّه "نتيجة للجهود الحثيثة التي بذلتها وكالة الأونروا مع المصارف والمؤسسات المالية منذ أشهر، تمّ التوصل الى اتفاق لدفع المستحقات النقدية للاجئين الفلسطينينن من سوريا بالدولار الأميركي. لكن بسبب صعوبة تأمين الأوراق النقدية ستُدفع المستحقات للاجئين الفلسطينيين من سوريا كل شهرين في دفعة واحدة وذلك خلال الثلث الأول من شهر تموز على أن يحدد في أقرب وقت يوم بدء التوزيع.
وأضاف البيان: "المساعدات النقدية المتعددة الأغراض التي كانت تدفعها الأونروا لعائلات اللاجئين الفلسطينيين من سوريا وهي 100 دولار أميركي للعائلة شهريًا، لم يطرأ عليها أي تعديل وسوف تُصرف بالدولار".
وتابع البيان: "أما بالنسبة لمساعدة بدل الغذاء، كما ذكرنا سابقًا، فإن مبلغ الـ 27 دولارًا للفرد الواحد الذي كان يُدفع للاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان قبل سنة أو أكثر فهو لم يعد معتمداً من قبل برنامج الأغذية العالمي، ومنذ أيار 2020 تم استبدال هذا المبلغ بمبلغ 100,000 ليرة لبنانية للشخص الواحد شهرياً. لذلك ولتسهيل الدفع بأوراق نقدية صغيرة بالدولار سيُعتمد مبلغ 15 دولاراً للشخص الواحد للغذاء كل شهرين دفعة واحدة".
"أونروا": اللوجستيات سبب التأخير
بدورها، أوضحت المتحدثة الإعلامية باسم وكالة "أونروا" في لبنان، هدى السمرا، أنّ أمورًا لوجستية كانت وراء عملية تأخير صرف المساعدات المالية.
وقالت السمرا في حديثها مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ "انتقالنا للدفع بالدولار الأميركي، بعد أن كان الدفع يتمّ بالليرة اللبنانية، ساهم في تأخير عملية صرف المساعدات، وذلك لأنّ العملية تتطلب ترتيبات تتعلّق بتأمين كلّ القطع النقدية الخاصة بالدولار، وهي عملية غير سهلة".
وأكدت السمرا، "صرف المساعدات، سيبدأ قبل حلول 10 تموز، وسنعلن خلال اليومين المقبلين عن التفاصيل الخاصة بالأمر، فيما سيحصل اللاجئون على رسالة نصية تتضمن كلّ المعلومات والتوضيحات".
وتابعت: "بياننا الأخير يوضح أنّ صرف المساعدات ستكون بالدولار الأميركي، وستصرف مرّة كل شهرين عند فروع شركة (ليبان بوست) وفق المبالغ المحددة شهريًا".
رفض لخطة الوكالة
بدورها، رفضت إحدى المستفيدات من المساعدة المالية خطة وكالة الأونروا تقسيم عملية توزيع المبالغ المالية، لتسدد كلّ شهرين مرّة.
السيدة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، دعت خلال حديثها لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، "اللاجئين إلى التوجه لأمام مقر الأونروا الرئيسي والتظاهر والاحتجاج أمامه"، مؤكدة أنّ "التظاهر هو للمطالبة بحق أبنائنا بالعيش الكريم، ولو أنني لم أكن بحاجة لهذا المبلغ لما طلبته".
وتابعت: "اليوم يعِدوننا بالدفع كلّ شهرين، بعد مدّة سيتم تحويل الدفع إلى كل 3 أشهر، إلى حين إلغاء المساعدة المالية، وحينها من أين سنأكل؟".
وأردفت، "كنت أتأمل أن أشتري ملابس العيد لابني، وأن أذهب به لأعاين عينه المصابة، وأن أدفع أجار المنزل، وأن أشتري الدواء.. لكن هذا لم يحصل بعد، فيما التكاليف كبيرة للغاية".
مخاوف من أن لا تصدُقَ الوكالة
بدوره قال الناشط، إبراهيم المدني، إنّ "بيان وكالة الأونروا يدعو للقلق وغير واضح".
وأضاف المدني، في حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ "آلية صرف المساعدات ما زالت غير واضحة، وتثير الكثير من التساؤلات ما يدفعنا لعدم تصديق ما تقوله الوكالة، ويدعونا للقلق، وتحديدًا بعد توضيح أنّ المستحقات ستدفع كلّ شهرين معًا، هذا مؤشر كبير بأنّ سياسة المماطلة أصبحت كضوء الشمس، وعلى عينك يا تاجر".
ودعا المدني، وكالة الأونروا إلى التراجع عن بيانها الصادر، وتأمين بدائل وآليات واضحة لأيّ حوادث طوارئ أمنية قد تحدث في البلاد وتوفير الخدمات المتكاملة لأبناء شعبنا الفلسطيني الذي ما زال يتعايش مع أزمة خانقة في لبنان تقلقه في ظلّ غياب واضح ومتعمد من قبلها".
وتابع المدني، "نرفض قيمة بدل الغذاء الذي حددته وكالة الأونروا، باعتمادها مبلغ 15$ عن شهرين لكل فرد"، مشيرًا إلى أنّه "أمر غير مقبول بأن يعطى للشخص ما قيمته 7 دولارات فقط في الشهر".
وأكد المدني، أنّ "ذلك لا يتناسب مقارنة بقيمة تدني العملة اللبنانية والانهيار الاقتصادي الحاصل، لكنه يؤكد لنا أنّ الوكالة تتنصل من مهامها".
حديث عن فتنة ومخطط!
من جهته، قال الناشط والإعلامي، أمجد بدوي: إنّ "بيان وكالة الأونروا أريد منه إثارة فتنة في المخيمات الفلسطينية بين اللاجئين المقيمين والمهجرين من سوريا، إذ إنّ الحديث بدأ يدور عن أنّ الفلسطينيين من سوريا سيتقاضون مساعدات بالدولار الأميركي، أمر أحدث بلبلبة في الشارع الفلسطيني، فيما تعامل وكالة الأونروا مع الموضوع كان غامض المعالم".
ووضع بدوي، ما تقوم به وكالة الأونروا في "خانة السياسة المتعمدة والممنهجة، التي تبدأ من سياسة التقليصات، ولا تنتهي بسياسة إذلال الشعب الفلسطيني".
وتابع بدوي، "الفلسطيني السوري إن لم يكن منتمياً لتنظيم أو حزب، فإنه لا ولن يملك مدخولًا يحصل منه على قوته".
وأشار بدوي، إلى أنّ "تغيبًا واضح المعالم لسفارة السلطة الفلسطينية والمنظمة والقيادة الفلسطينية، أمر يدفعنا إلى التساؤل ما إن كان هذا متعلق بسياسة دولية يتحمل عبأها الفلسطيني المهجر من سوريا".