لاقت خطوة تشكيل قوة أمنية فلسطينية جديدة تابعة لـ "حركة فتح" في مخيم الرشيدية جنوب لبنان، بقيادة أبو علاء الأشقر، تأييداً من الأهالي والوجهاء والمشايخ، رغم أنها ليست مشتركة كما يطالب الكثير من اللاجئين الفلسطينيين لا سيما في مخيم الرشيدية.

 بدأت اللجنة عملها بسلسلة زيارات إلى العائلات المعروفة والمشايخ قدموا فيها تأييدهم ودعمهم للتشكيل الجديد، خصوصاً بعد الظروف العصيبة التي مر بها المخيم، تمثلت باشتباكات دامية حدثت مؤخراً واستمرت لأكثر من 15 ساعة متواصلة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدد من الأهالي بجروح، ودمار في الممتلكات والمحال التجارية.

وبسبب قرار من القوة الأمنية الفلسطينية  بعدم التصريح لوسائل الإعلام، إلا في حال الضرورة القصوى في الأحداث المستجدة، حاورت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مسؤول إعلام "حركة فتح" في منطقة صور، محمد بقاعي، للحديث أكثر عن ظروف تشكيل قوة أمنية جديدة، وخطتها وأهدافها

مساع لإنجاحها

يقول بقاعي: "بعد الأحداث الأخيرة التي جرت في مخيم الرشيدية طلب مسؤول القوة الأمنية السابق أبو رامي إعفاءه من هذه المهمة، فتمت الموافقة على ذلك وتم تشكيل قوة أمنية جديدة يرأسها أبو علاء الأشقر، وهو أحد ضباط حركة فتح، وقد تم تشكيلها بكادر جديد من ضباطنا أصحاب السمعة الجيدة ومن هم علاقتهم طيبة مع الناس. وتم تعزيزها بناء على دعم كامل ومطلق من قائد منطقة صور اللواء توفيق عبدلله".

وحول خطة القوة الأمنية ورؤيتها لحفظ الأمن في مخيم الرشيدية، يقول بقاعي: إن "اللواء توفيق عبدلله وضع كل إمكانياته الموجودة بين يديه لإنجاحها. وخير دليل على ذلك عندما حصل إشكال فردي منذ بضعة أيام في المخيم، ومنذ اللحظة الأولى توجهت القوة الأمنية وكانت على الأرض، وتمت معالجته عن طريق استدعاء طرفي الإشكال إلى مقر القوة الأمنية وتنبيههم بعدم سماح القوة الأمنية بأن يحصل فلتان أمني داخل المخيم".

وحول إطلاق النار الذي حدث على محطة "أبو رضا" بسبب شجار على البنزين، يعتبر أن "الإشكال كان بسيطاً جداً نسبة للذي يحصل في باقي المناطق في لبنان. فهناك محطات يحدث فيها إطلاق نار ويحصد ضحايا. هذه الحادثة قامت القوة الأمنية بحلها بأقل من دقائق،  وكان هناك تنبيه للجهتين، وقد تمت مصالحة الشبان الذين قاموا بالإشكال. لذا يمكن القول أن القوة الأمنية وهي في بداية عملها لديها انطلاقة جيدة جداً" بحسب بقاعي

دعوات للإسناد والاحتضان

وعبر موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يوجه مسؤول إعلام "حركة فتح" في منطقة صور دعوة "إلى جميع أبناء شعبنا الفلسطيني في جميع مخيماتنا بالوقوف إلى جانب القوة الأمنية من أجل المحافظة على أمن وأمان أبناء شعبنا. كما أن قائد القوة الأمنية كان واضحاً عندما التقى بأبناء شعبنا والوجهاء والمشايخ بأن المسؤولية لا تقع فقط على القوى  الأمنية بل أيضاً على العائلات".

وحول كيفية التعاطي مع ظاهرة المخدرات في مخيم الرشيدية ومحاسبة المروجين، يوضح بقاعي أن "هذه الظاهرة في المخيمات هي ظاهرة قليلة جدا بالنسبة للمحيط الآخر، ولكن دائماً يتم تسليط الضوء على المخيمات في الظواهر السلبية. منذ اللحظة الأولى لتشكيل القوة الأمنية حدثت زيارات عدة بينها وبين الفصائل الفلسطينية في المخيم والعلماء، وبدوره قام قائد القوة الأمنية مع عدد من الضباط برفقة أمين سر حركة فتح في المخيم بجولات مهمة على كل أحياء مخيم الرشيدية، والتقوا مع العشائر والوجهاء والعلماء، وما زالت هذه الزيارات مستمرة. وهذه خطة أمنية محكمة لأن أول سبب من أسباب النجاح هو الاحتضان".

 

7-2.jpg
من لقاءات القوة الأمنية في مخيم الرشيدية
7-1.jpg
من لقاءات القوة الأمنية في مخيم الرشيدية

قرار سياسي بعدم تشكيل قوة أمنية مشتركة

ولطالما طالب أهالي مخيم الرشيدية بتشكيل قوة أمنية مشتركة من جميع الفصائل الفلسطينية في المخيم، لكن هذه الخطوة لم تتحقق حتى اللحظة، وقد تم تشكيل قوة أمنية جديدة تابعة لـ "حركة فتح" فقط.

يقول بقاعي حول ذلك: "لا يمكنني أن أذكر السبب  في عدم تشكيل قوة أمنية مشتركة، ولكن هذا الموضوع له علاقة بالقيادة السياسية على مستوى لبنان وليس فقط على مستوى صور، وهي التي وافقت على تشكيل قوة أمنية مشتركة في مخيمات صيدا وطرابس. ولكن نعد أننا سنكون حازمين قدر المستطاع من أجل حماية مخيماتنا. ومصرون على حفظ الأمن، وأدعو أهالي المخيم إلى مساندة القوة الأمنية إلى حين عودتنا إلى فلسطين بإذن الله تعالى".

وتجدر الإشارة إلى أن القوة الأمنية الفلسطينية ألقت القبض على المدعو ( ص.م ) المتورط بإلقاء قنبلة يدوية في حارة "نحف" بمخيم الرشيدية، وبعد إجراء التحقيق معه قامت بتسليمه إلى مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب.

وتعهد المتحدث بإسم القوة الأمنية الفلسطينية في مخيم الرشيدية "لأبناء شعبنا الفلسطيني بالحفاظ على أمن واستقرار أهلنا في مخيم الرشيدية، ولن تسمح لأي كان بالعبث بأمن أهلنا ولن تتهاون معهم أمام المصلحة العامة لشعبنا في المخيم".

7-3.jpg
لقاء القوة الأمنية بأهالي بلدة نحف

وفي سياق متصل، أصدر أهالي نحف بمخيم الرشيدية، بياناً أكدوا فيه "رفضهم لكل التصرفات التي تؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار بالمخيم".

وأضاف البيان: "بعد المتابعة والتدقيق والوصول للحقيقة وبعد التنسيق مع الإخوة في القوة الأمنية في مخيم الرشيدية قمنا بتسليم المتهم ( ص. م. ) لهم، والتي بدورها قامت بتسليمه للسلطات اللبنانية".

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد