نهال نصر كساب، طفلة فلسطينية، لا تتجاوز من العمر 9 سنوات، سقطت ليل أمس السبت، ضحية جديدة لاشتباك مسلح بين مجموعتين في مخيم البداوي.

مظاهرة غاضبة.. "يا فصائل وينك وينك"

ولكي لا تكون نهال، رقماً جديداً يضاف إلى من سبقوها من ضحايا إطلاق الرصاص العشوائي الصادر عن الاشتباكات، خرج المئات من أبناء المخيم في مظاهرة غاضبة هتفت ضد تفلّت السلاح، وضد قتلة نهال، مطالبين وضاغطين على الفصائل الفلسطينية العمل على ضبط الأوضاع الأمنية في المخيم، خاصة أنّ نهال هي ثاني فتاة تسقط برصاص اشتباك في أقلّ من أسبوعين.

وفي المظاهرة الغاضبة، هتف الأهالي "يا فصائل وينك وينك.. ابني مات قدام عينك"، "المخيم عالدمار.. حاكمين شوية زعران"،  كما أكد الأهالي في صرخاتهم أنّ الفصائل الفلسطينية بكاملها عاجزة عن ضبط الأوضاع في المخيم، فيما عمد آخرون إلى مهاجمة الفصائل وكوادرها، والتأكيد على أن لا ثقة باجتماعاتهم وقراراتهم، قائلين "الفصائل لا قدرة لها على اعتقال المتسببين بعمليات القتل"، فيما أكد آخرون على ضرورة الضغط من أجل الوصول للحقيقة.

عائلة الضحية: التفلت سيد الموقف ولا حسيب أو رقيب

عائلة الفقيدة نهال كساب، وفي ورقة النعوة أكدوا على أنّ: "هذه الطفلة البريئة شهيدة الظلم والقهر الذي يقع على كاهلنا جميعًا، لعدم وضع المسؤول عند مسؤوليته في التفلت الأمني في مخيماتنا ونشر السلاح بين الناس دون حسيب ولا رقيب بأيدي أولاد غير مبالين بأرواح الناس. في هذه الأيام المباركة نحتسب الطفلة الشهيدة عند الله عزّ وجل، ونسأله تعالى أن يولي أمورنا خيارنا وأن يرفع هذا الظلم عن أهلنا".

الحاج حسام أبو قاسم، خال نهال، علّق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، على وفاة ابنة أخته، وقال: إنّ "تفلّت السلاح قضى على فتاة بعمر الورد، فتاة كان لها مستقبل، رحلت عن هذا العالم دون أن يكون لها علاقة بالمشكلة أصلًا".

وأضاف أبو قاسم: "سقطت نهال، عسى أن دمها سيولد غضبًا وشرارة لدى أبناء شعبنا، لتكون آخر شهيدة تسقط نتيجة لظاهرتي تفشي السلاح وتفلته وتفشي المخدرات في أحيائه، كما عسى ذلك أن يحرّك ضمير الفصائل الفلسطينية لتضع حدًا وتمسك زمام الأمور في المخيم".

وتابع: "الإشكال وقع بين أطراف معروفة بتجارة المخدرات، والخلاف حصل على المخدارت، ويتحملون كليهما نتيجة ما حصل من سقوط ابنة أختي شهيدة بريئة".

وأردف: "وعلى رأس الهرم، تتحمل الجبهة الديمقراطية، مسؤولية ما جرى كون عدداً من عناصرها قد شاركوا بالإشتباك، وأنّ غالبية عناصرهم من الزعران"، على حدّ وصفه.

معلومات بوابة اللاجئين

ووفق معلومات بوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإنّ سبب الإشكال يعود لخلاف شخصي بين أحمد منصور الملقب بالـ "كابوس" وأحد أبناء القيادي في الجبهة الديمقراطية أركان بدر وهو "جمال"، فيما التأكيد وفقًا لمصادرنا، على أنّ كافة المتسببين بالإشكال هم من تجار المخدرات.

 المتسببون بالإشكال في فيديوهات

هذا وعمد كِلا طرفي الخلاف، وعقب انتهاء الاشتباك، إلى الظهور عبر خاصية الفيديو ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيديو الأول الذي اطلعت عليه بوابة اللاجئين الفلسطينيين، يتحدث فيه أحمد منصور، الملقب بالـ "الكابوس"، وقال: "أعترف أنني قد تسببت بالمشكلة، لكني لا أرضى على نفسي قتل فتاة، وإن حزني عليها اليوم، كحزني على فقدان أخت لي".

وأضاف، "أنا شخص بريء من دم الفتاة، خلافي خلاف شخصي مع أبناء القيادي في الجبهة الديمقراطية أركان بدر، وهم من بادروا بإطلاق النار بشكل عشوائي وباتجاه الناس".

وتابع: "أتوجه لأخي أبو أحمد (والد الضحية) عزاك عزانا، بالله عليك سامحني، وأنت تعلم كم من الظلم عانيته خلال حياتي، فلا تظلمني اليوم أيضًا، ومع هذا سأبادر بتسليم نفسي لأني على علم وأكيد من براءتي".

ونفى "الكابوس" في الفيديو، تهمة تسببه بوفاة نهال، مؤكدًا أنه قد أطلق ثلاث رصاصات في الهواء، إلا أنّ أولاد القيادي أركان بدر وبوجود والدهم، قد عمدوا إلى إطلاق النار بشكل عشوائي، وفق قوله.

من جهته خرج القيادي في الجبهة الديمقراطية، أركان بدر، على المتظاهرين مدينًا الحادث وواعدًا بتسليم ابنه إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، وقال بدر أمام الحضور الذي رصدته كاميرات الهواتف، "لو كنت أنا ذاتي مسؤولًا عن حادثة القتل، لكنت قد سلمت نفسي، وهو لأهون عليّ أن يموت ابني ولا أن تموت هذه الطفلة البريئة".

وأضاف، "ما يحصل هي بلطجة وزعرنة وتعدي أنا لا أرضاها"، لترد عليه إحدى المتظاهرات، "ولماذا السكوت عن ذلك".

جهود لضبط الأمن

أمين سر الفصائل الفلسطينية الدوري في منطقة الشمال، أبو وسيم مرزوق، قال خلال حديثه مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إننا "كفصائل فلسطينية نعدّ لعدة ترتيبات جديدة، متعلقة بضبط عملية السلاح المتفلت، وأن نجد حلًا لها".

وأضاف مرزوق: "سنعقد اجتماعًا اليوم بعد الجنازة، التي ستنطلق بعد قليل، وسنباشر التحقيقات مع شهود العيان ونبحث في كاميرات المراقبة، لنعرف ملابسات الحادث".

وأكد مرزوق، "الفصائل الفلسطينية كانت قد بذلت جهدًا كبيرًا، لتسليم المتسببين بالإشكال، وهذا جهد مبارك لها، أما الآن فعلينا بحث كيف نتجنب مثل هكذا أحداث".

وعلّل مرزوق سبب كثرة الإشكالات الأمنية مؤخرًا، "الوضع الاقتصادي والأمني العام في لبنان، يدفع الشباب إلى الفورة، وفيما السلاح متوفر بين أيديهم فإنّ كلّ إشكال يتطور إلى معركة وإطلاق نار، طبعًا هذا الشيء مؤذي وغير مقبول".

ووفق خبر عمدت القوة الأمنية المشتركة، على نشره، فإنها أكدت متابعة الإشكال وتسليم المتسببين به إلى مخابرات الجيش اللبناني، وهم "ج.ب." و "م.ب."، وذلك بالتنسيق مع قيادة الفصائل الفلسطينية، وفق ما جاء في الخبر.

من جهته، قال المسؤول السياسي لحركة حماس في الشمال، أبو بكر الأسدي، في حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ "الفصائل تبذل جهدًا من أجل فرض الأمن والأمان في المخيم، على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تسود الوضع اللبناني والذي يؤثر بدوره على المخيم، ولكن حالة التفلت في السلاح لا يجب السماج لها بأخذ أرواح أبنائنا، وسنعمل جاهدين كي نفرض الأمان ونحصر السلاح، حتى عودتنا إلى فلسطين".

وعلّق الأسدي، على حادثة الإشكال بالقول إنها "مؤسفة"، وتابع: "الفصائل تداعت إلى اجتماع، وعملت بالتنسيق مع القوة المشتركة على القبض على المخلين بالأمن دون اعتراض من أهلهم، وتسليمهم للأجهزة الأمنية اللبنانية".

بدوره، الناشط سامر طوسي، وخلال حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أكد أنّ "غضب الناس كان كبيرًا للغاية يوم أمس، أمر يدفع نحو الضغط على الفصائل الفلسطينية لناحية دفعها نحو العمل الجاد والدؤوب على تأمين الحماية لأهالي المخيم".

وأضاف طوسي، "مشكلة تفلت السلاح وانتشار آفة المخدارت، أزمتان كبيرتان تهددان سلامة وأمن المخيم، وعلى الفصائل أن تضع حدًا لهذا الأمر" بحسب قوله.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد