شهد مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجات صاخبة ليل أمس الجمعة 30 تموز/ يوليو، بعد انقطاع شامل ومطلق للتيار الكهربائي، شمل كافة حارات المخيّم.
وقطع شبّان شارع العنان عند مدخل المخيّم بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على بلوغ الأزمة حدّها الأقصى، بعد نفاد كميّات المازوت من مزودي اشتراك المولدات الكهربائيّة.
وأظهر تسجيل مصوّر نشره ناشطون، استعمال الأهالي الإنارة الخاصّة بالهواتف المحمولة، للتنقّل بين أزقة المخيّم التي لفّها الظلام.
ووصف اللاجئ " أبو محمد كايد" حال المخيّم دون كهرباء، بالمقبرة الكبيرة، ينتظر فيها الأهالي موتاً جماعيّاً. ولا سيما أنّ الواقع الإيوائي للمخيّم يختلف عن كافة المناطق اللبنانية التي تعاني ايضاً من انقطاع الكهرباء، بسبب تلاصق المنازل وضيق الأزقّة، وشحّ التهوية، وسط فصل صيف حارق.
وحمّل "كايد" في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مسؤولية ما آلت إليه الأمور في المخيّم، لكل من وكالة " أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية، وسفارة السلطة الفلسطينية بيروت، مًتسائلاً عن صمتهم وعدم تحرّكهم لإنقاذ أهالي المخيّم، الذي يعجّ بالمرضى وكبار السنّ.
وتساءل اللاجئ، عن دور الأطر الفلسطينية الرسميّة ووكالة "أونروا" في ظل الأزمة، وما اذا كانت كل تلك المؤسسات والفصائل، غير قادرة على توفير الحد الأدنى من الدعم المالي لتزويد المخيّم بالمازوت، لتجنيب المخيّم الظلام المطلق. مؤكداً بذات الوقت على قدرة منظمة التحرير توفير كميّات من المازوت من السوق السوداء إذا ارادت ذلك، نظراً لكونها تتلقّى مداخيلها بالدولار الأمريكي، ولا يعجزها توفير طنّ من المحروقات شهرياً.
وفي وقت سابق، حمّل عضو اللجنة الشعبية لمخيّم برج البراجنة أسعد محمود، المسؤوليّة عن تأمين المحروقات للمخيّم لوكالة "أونروا" والمرجعيات الفلسطينية، و انتقد في حديث لموقعنا، أداء الوكالة في التعاطي مع مجمل الأزمات التي تعانيها المخيّمات، سواء أزمة الدواء، أو إدارة أزمة جاحة "كورونا" ووصف أداؤها بالضعيف.
الجدير بالذكر، أنّ أزمة الكهرباء في مخيّم برج البراجنة، قد أثرّت بشكل حاد على عمل كافة المؤسسات الصحيّة والخدميّة، وعلى رأسها مستشفى حيفا التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو ما ينذر بكارثة تهدد حياة عشرات المرضى. إضافة إلى تأثّر عيادة علاج الحروق التابعة للدفاع المدني الفلسطيني، حسبما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق.