بعد عدوانٍ شرسٍ شنّه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزّة في أيار/مايو الماضي، دخل الفرح أخيراً إلى مُخيّمات اللاجئين في القطاع التي طالها القصف والدمار والمجازر خلال العدوان، من باب نتائج الثانوية العامّة "التوجيهي"، إذ حقّق العديد من أبناء وبنات المُخيّمات الفلسطينيّة نتائج مرتفعة بل وحجزوا لهم مكاناً بين الأوائل على فلسطين بأكملها.

خلال فترة العدوان كنا نتوقع الموت في أي لحظة

تقول الطالبة أسيل الحلبي التي حصلت على المرتبة الأولى في الفرع الأدبي بمعدّل 99.7 لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ ظروف الحياة كانت صعبة للغاية، وخاصّة خلال أزمة فيروس "كورونا"، إذ كان التعليم وجاهياً تارة وإلكترونياً تارة أخرى وهذه بحد ذاتها معاناة للطالب الفلسطيني في قطاع غزّة.

إلا أن أسيل وهي لاجئة من المجدل، تؤكد أنّها أحسنت التوفيق ما بين هذين النوعين من التعليم، وخلال فترة الحرب كانت الظروف صعبة جداً، فتعطّلت الدراسة وكان لدينا تخوّف من أن لا يتم تأجيل الاختبارات ونتقدّم لها خلال فترة الحرب وعشنا حالة كبيرة من التوتر والخوف.

 وأشارت إلى نوع من الإحباط عاشه طلاب الثانوية العامة خلال فترة العدوان: "كنّا نتوقّع الموت في أي لحظة وهذا انعكس بانخفاض عدد ساعات الدراسة بسبب حالة التشتّت التي عشناها خلال أيّام الحرب، وأنا كلاجئة أتمنى إيصال قضية فلسطين إلى كل بلدان العالم لكي يعلموا مدى المعاناة التي نعيشها في قطاع غزّة خصوصاً وفي فلسطين عموماً، وحتى نستطيع التخلّص من الاحتلال الصهيوني."

أمّا اللاجئة الفلسطينيّة المتفوقّة إسلام الهبيل، فقالت لموقعنا إنّ طموحها التميّز بحد ذاته بغض النظر عن التخصّص، لكنّها تفضل تخصّص الطب.

الطالبة الهبيل المهجّرة من قرية الجورة حصلت على معدّل 99.7 في الفرع العلمي، تقول: أنا كلاجئة في مدينة غزّة أعاني من كل الظروف التي تُحيط باللاجئين الفلسطينيين، ومن شدّة هذه الأزمات نُحاول التغلّب عليها لتستمر الحياة.

التعليم الالكتروني كان صعباً بسبب رداءة الانترنت وانقطاع الكهرباء

 ذلك أكدت الطالبة آية اسماعيل وهي الأولى على فلسطين في الفرع العلمي بعد أن حصلت على معدّل 99.7، على أنّ السنة الدراسيّة كانت صعبة منذ بدايتها، وكانت أزمة "كورونا" على أشدها وأجبرت الطلاب على الجلوس في المنازل والاعتماد على التعليم الالكتروني الذي كان صعباً بسبب رداءة الانترنت وانقطاع الكهرباء المستمر.

 تقول آية وهي لاجئة من بلدة السوافير المحتلة، والتي أنهت الثانوية العامّة من مدرسة عرفات الثانوية للموهوبين: عندما عدنا للدوام في المدارس كان الدوام جزئياً بمعدّل ثلاثة أيّام في الأسبوع، وهذه الأيّام غير كافية لطالب "التوجيهي" ليفهم المواد الدراسيّة بالشكل المطلوب، وخلال فترة العدوان الأخير زادت صعوبة الحالة النفسيّة عند جميع الطلبة، إذ كيف يمكن للطالب أن يدرس بتركيز وهو تحت القصف ويرى أيضاً ما يعانيه السعب الفلسطيني في الضفة الغربية لاسيما القدس وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

تنوي آية دراسة تخصّص البرمجة في جامعة خارج فلسطين، ومن ثم ستعود لتفيد بلدها بالخبرات والعلم، وتحلم  أيضاً بفتح أكاديميّةٍ لتعليم البرمجة للفتيات الصغار في قطاع غزة.

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد