عبَّر تجمع النقابات المهنيّة في قطاع غزّة، عن رفضه القاطع لإيقاف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مجموعة من العاملين فيها عن العمل بضغوطٍ "إسرائيليّة" بحجّة تعبيرهم عن انتماءاتهم الوطنية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وبيّن تجمّع النقابات في بيانٍ له، أنّه وفي الوقت الذي تزداد ممارسات الاحتلال الصهيوني الظالمة والهمجية ضد أبناء الشعب الفلسطيني على كافة الصعد بما فيها الحصار المطبق على قطاع غزة بهدف كسر إرادته وتحطيم بنيانه وإضعاف صموده وثباته فوق أرضه ومقدساته، تُفاجئنا إدارة وكالة "أونروا" بإجراءاتٍ وممارساتٍ مستهجنة ومرفوضة بحق مجموعة من العاملين، بإيقافهم عن العمل بضغوط من مؤسّسات صهيونيّة بحجّة تعبيرهم عن انتماءاتهم الوطنيّة عبر منصات التواصل الاجتماعي وعدم التزامهم بما يسمونه الحياديّة.
وقال التجمّع: وكأن الفلسطيني قدره أن يلغي مشاعره وعواطفه ومطلوب منه أن ينسى تاريخه ووطنه وأن يعيش مشرداً مهجراً ولا يرفع صوته من أجل كرامته ووطنه، مُستهجناً ما وصفه "استسلام" إدارة الوكالة للإرادة "الإسرائيليّة"، التي تعمل ليل نهار على تصفية قضية اللاجئين وحقهم بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وعنوان هذا إنهاء وكالة الغوث كشاهدٍ حي على استمرار معاناة شعبنا الفلسطيني.
وشدّد التجمّع على أنّ استجابة وكالة الغوث لهذه الضغوط تفقدها حياديتها وتتناقض مع التفويض الممنوح لها، والذي يؤكّد على دور الوكالة في خدمة اللاجئين وحمايتهم والدفاع عن حقوقهم الأصيلة وفي مقدمتها العودة، مُطالباً إدارة الوكالة بالتراجع فوراً عن هذه القرارات المرفوضة وعودة الموقفين إلى عملهم.
كما حذَّر التجمّع إدارة الوكالة في حال استمرت بهذه الممارسات بالقيام بخطوات نقابية غير مسبوقة، داعياً المؤتمر العام لاتحادات الموظفين في وكالة الغوث للتحرّك الفوري لحماية الموظفين والدفاع عن حقوقهم، وعدم السماح لأي جهة كانت بابتزازهم في لقمة عيشهم للتنازل عن انتمائهم الوطني.
وفي ختام بيانه، دعا التجمّع السلطة الفلسطينية والفصائل والمؤسّسات الوطنية والحقوقيّة للقيام بواجباتهم تجاه العاملين في المؤسّسة الدولية وحمايتهم وضمان الأمن الوظيفي لهم.
يوم أمس، قالت دائرة اللاجئين في الجبهة الشعبيّة، إنّ إدارة وكالة "أونروا" اتخذت في الآونة الأخيرة مجموعة من الإجراءات ذات أبعاد سياسيّة بحق عدد من الموظفين، وقامت بالتوقيع على تفاهمات مع الإدارة الأمريكية يتيح للأخيرة التدخّل الفج في قضايا اللاجئين.
وحذَّرت الدائرة في بيانٍ لها، من استمرار إدارة وكالة "أونروا" في تجاوزاتها الخطيرة التي تمس حقوق شعبنا الثابتة وفي المقدمة منها قضية اللاجئين، وتُشكّل تجاوزاً لصلاحياتها، ومساساً لدورها المناط به في خدمة اللاجئين.
قبل أيّام، أكَّد مصدر خاص يعمل في وكالة الغوث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ هناك فعلاً العديد من المراجعات الداخليّة التي تُجريها "أونروا" مع الموظفين، لكنّه شدّد على أنّ كل ما يُشاع في الإعلام حول فصل مدراء مدارس أو موظفين آخرين هو عارٍ عن الصحّة.
وبيّن المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسيّة منصبه، أنّ هناك هجمة شرسة على وكالة "أونروا" من قِبل المنظمات الصهيونيّة الداعمة لـ"إسرائيل" وخاصّة بعد أن أقدمت إدارة الرئيس بايدن على إعادة التمويل المقطوع للوكالة، فجنّ جنونهم، لذلك علينا الحذر في كل خطوة أو كلمة أو الطريقة التي تتناول فيها وسائل الإعلام المختلفة هذه القضية.