بعد احتجاجاتٍ شعبيّة وفصائليّة في قطاع غزّة، اضطرّت إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى تعيين توماس وايت مديراً لعمليات وكالة الغوث في القطاع، خلفاً لماتياس شمالي الذي خرجت الاحتجاجات تُطالب برحيله من منصبه ومن القطاع على خلفية تصريحاته المسيئة لأهالي القطاع عقب العدوان الصهيوني الأخير في شهر أيار/ مايو الماضي.
يقول مسؤول دائرة اللاجئين في حركة حماس محمد المدهون لـبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّه بعد إزاحة شمالي ونائبه ديفيد من المشهد في القطاع هناك قرار بألّا يعودا مجدداً، مُؤكداً أنّ قرار إزاحتهما مرحب به وكان بناءً على دعوة من الفصائل وكل المجموع الفلسطيني لأنّ مؤسّسة "أونروا" حياديّة وتلتزم بأنظمة وقوانين الدول التي تعمل فيها، وبالتالي لم نشهد حقيقة حالة الالتزام بالشكل المناسب.
وبحسب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل فإن إنهاء عمل ماتياس شمالي في قطاع غزة جاء نتيجة هذا الضغط الجماهيري والفصائلي الفلسطيني الرافض لكل الإجراءات التي اتخذها شمالي خصوصاً المقابلة الصحفية الأخيرة التي تحدث فيها كناطقٍ عسكري للجيش الصهيوني ما بعد معركة "سيف القدس" وأعطى الحق للعدو لارتكاب المجازر ضد الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير الأبراج والبنية التحتية في القطاع.
ويقول مسؤول دائرة اللاجئين في الجبهة الديمقراطية أشرف أبو الروس: إنّه كان على شمالي بهذه الفترة أن يقف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني، وإلى جانب اللاجئ الفلسطيني الذي يعاني الأمرين منذ 15 عاماً من الحصار والإغلاق.
ويرى أبو الروس أنّ المطلوب من مدير العمليات الجديد وايت أن يعي جيداً وأن يهتم بكل هذه القضايا، وأن يعمل على معالجة كل ما اتخذه ماتياس شمالي من إجراءاتٍ تعسفية وظالمة ضد اللاجئ الفلسطيني في قطاع غزّة.
مطالبات لوايت بتحسين خدمات الوكالة وعدم تكرار مواقف شمالي الإعلامية
وبشأن المطلوب أيضاً من وايت، يقول القيادي في حماس محمد المدهون: إن المرحلة الأخيرة شهدت تراجعاً في خدمات الوكالة، متمنياً أن تعود هذه الخدمات برفقة عملية تطوير لها من أجل أن تقدّم الوكالة خدمة أفضل، مُؤكداً أنّ الوقوف إلى جانب "أونروا" هو وقوف سياسي وليس إنساني فقط.
ودعا المدهون كافة الدول التي تم مخاطبتها في العالم إلى دعم وكالة "أونروا" مالياً حتى لا تخضع الوكالة للابتزاز الأمريكي وللابتزاز الصهيوني.
ويضيف إنه يمكن الحديث الآن عن نقلة نوعية في شكل العلاقة مع كل مؤسسات الوكالة والمؤسسات الإنسانية على قاعدة خدمة المواطن الفلسطيني بعيداً عن أي مواقف سياسية وأحكام مسبقة، مطالباً المدير الجديد "توماس وايت" يأن يلتزم بكل هذه الأنظمة والقوانين التي تلتزم بها وكالة الغوث في كل مكان، وألا يكون هناك أي تكرار لأي حديث صحفي أو إعلامي أو مواقف سياسية تخدم الاحتلال كما فعل شمالي.
فيما عبَّر القيادي في الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، عن أمله بأن تكون الخطوات التي يتخذها توماس وايت مفضلة لدى اللاجئين في قطاع غزّة، وأن يخفف كافة الإجراءات التي اتخذها سابقاً ماتياس شمالي خصوصاً الكوبونة الموحّدة، وأيضاً التقليصات التي أحدثها شمالي على الخدمات المقدمة للاجئين وتوظيف الشواغر وغيرها من الأزمات التي صنعها شمالي.
ويوضح المسؤول في الجبهة الديمقراطية أشرف أبو الروس أنّ أكثر من 80% أو 70% من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون تحت خط الفقر فق قطاع غزّة، ويعتمد أكثر من 80% من القطاع على المساعدات الغذائية، لذلك على السيد وايت أن يُعالج كل ما خلّفه شمالي من إجراءات منذ 3 سنوات ونصف.
ويطالب "وايت" بمواصلة الضغط على المجتمع الدولي للإيفاء بالتزاماته تجاه مجتمع اللاجئين، وأيضاً في الجانب الأخلاقي والسياسي تجاه مجتمع اللاجئين في حقهم بالعودة إلى الديار التي هجروا منها وتقرير المصير.
وفي وقتٍ سابق، دعت دائرة شؤون اللاجئين في الجبهة الشعبيّة، مدير عمليات "أونروا" الجديد في قطاع غزّة توماس وايت، لتغيير مسار السياسات المجحفة بحق اللاجئين الفلسطينيين.
وشدّدت الدائرة في بيانٍ لها، على ضرورة أن يُكرّس السيّد وايت جهوده في خدمة قضايا وحقوق اللاجئين العادلة، حسب ما نصت عليها قرارات الأمم المتحدة وفي المقدمة منها قرار 194، والتراجع عن كافة الإجراءات والقرارات المجحفة التي اتخذها شمالي خاصة سياسة تقليص الخدمات وإنهاء وظائف مئات الموظفين والعاملين في "أونروا".
كما دعت الدائرة مدير العمليات إلى ضرورة إعداد خطة مالية وإدارية تضع اللاجئ واحتياجاته وحقوق الموظفين في صلب اهتمام المؤسّسة الدوليّة، وعدم تحميلهم أيّة أزماتٍ مالية، وضرورة جلب الموازنات اللازمة لدعم "أونروا"، مُؤكدةً أنّ المهمة العاجلة التي تنتظر وايت هو مساهمة "أونروا" في إعادة إعمار مئات المباني المدنية والتجارية والصناعية التي دمرها الاحتلال في العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزّة.