أكّد لاجئون فلسطينيون في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، بلوغ أزمة المواصلات في مخيّماتهم خصوصاً خان الشيح، خان دنون، وسبينة، حدّاً يتطلّب تدخلاً عاجلاً، ولا سيما مع اقتراب الموسم الدراسي، وتأثيرها على وصول طلبة الجامعات والمعاهد المهنيّة إلى جامعاتهم ومعاهدهم في العاصمة دمشق.
في مخيّم خان الشيح، يضطر الموظفين والعمّال العاملين في مناطق العاصمة دمشق، أو المناطق البعيدة عن المخيّم، ركوب وسائل نقل غير مخصصة للبشر، كسيارات نقل البضائع، المعروفة بـ " الهونداية" حسبما أظهرت شكاوى نقلها لاجئون عبر مواقع التواصل الإجتماعي. فيما يشكّل استمرار الوضع على ما هو عليه هاجساً للطلبة مع اقتراب الموسم الدراسي.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تواصل مع الطالب " يوسف نجم" من سكّان مخيّم خان الشيح، ووصف الأوضاع بـ"غير الإنسانيّة والمذلّة" للطلبة الذين يضطرّون للذهاب يومياً إلى جامعاتهم في العاصمة، بسبب شحّ وسائل النقل وعدم التزام سائقي "الميكروباصات" بكامل المسار المخصص لهم.
وأشار نجم، إلى انّ الأوضاع باتت أكثر سوءاً من العام الفائت، بسبب رفع أسعار الوقود، وتخلّي الكثير من سائقي السرافيس عن مهنتهم، إضافة إلى توجّه آخرين إلى بيع مخصصات المازوت المدعّم الخاصّة بهم في السوق السوداء. وسط غياب المراقبة والمحاسبة من قبل الجهات المعنيّة.
ويعني ذلك، وفق نجم أنّ الموسم الدراسي الحالي سيكون الأكثر صعوبة للطلبة، حيث من المتوقّع أن يقضي الطالب أكثر من 4 ساعات يوميّا، في البحث عن وسيلة نقل تقلّه إلى العاصمة، في حال لم تتدخّل الجهات المعنيّة بتأمين باصات مخصصة للطلبة، وهي مسؤوليّة تقع على عاتق مؤسسة اللاجئين ولجان التنمية والفصائل الفلسطينية، وفق قوله.
وتتشارك كافّة المخيّمات الواقعة في ريف العاصمة السوريّة دمشق، في هذه الأزمة، ولا سيما مخيّمات سبينة وخان دنون، الذي تبدو فيه الأوضاع أكثر استعصاءً، لالتباس الجهات البلدية المسؤولة عنه، حسبما أوضح أحد أبناء المخيّم "أبو جهاد" لموقعنا قائلاً إنّ المجالس البلديّة في المنطقة سواء الكسوة، الخيارة، الطيبة، لا تعتبر منطقة المخيّم في خان دنون ضمن صلاحياتها، وهو ما ظهر خلال تقدّم الأهالي بعدّة شكاوى تتعلّق بالأمور الخدميّة، وينسحب ذلك على مسألة المواصلات.
ويشير " أبو جهاد" إلى أنّ المخيّم متروك دون أيّة جهة مرجعيّة يلجأ إليها الأهلي، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية ومؤسسة اللاجئين، التي لم تنظر في شكاوى كثيرة تتعلّق بغياب وسائل النفل، وهو ما دفع الأهالي للاعتماد على بعص الحلول المحليّة، كتأمين حافلة للنقل ليلاً، الّا أنّ هذا الموضوع بات أصعب في الوقت الحالي، بسبب غلاء المحروقات وشحّها، وعدم كفاية هذا الحلّ لتأمين نقل مريح ومضمون للطلبة مع بداية الموسم الدراسي.
وأكّد "أبو جهاد" الذي لديه ابن وابنة في الجامعة، على ضرورة تدخّل الهيئة العامّة للاجئين الفلسطينيين العرب ممثلة بمديرها علي مصطفى، لإيجاد حلّ لمسألة نقل الطلّاب ذهاباً وإياباّ إلى جامعاتهم ومعاهدهم، معتبراً ذلك ليس بالمسألة الصعبة على الجهات الرسميّة.