طالبت الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية المنضوية ضمن " الشبكة التنسيقيّة للمؤسسات والجمعيّات الأهليّة" في منطقة صور جنوب لبنان، وكالة "أونروا" بضرورة إصدار بطاقة تمويليّة بشكل شهري، لكل لاجئ فلسطيني في لبنان، أسوة بالبطاقة التي ستصدر عن وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية للمواطنين اللبنانيين، استجابة للأزمة الاقتصاديّة في لبنان.
جاء ذلك، ضمن ورقة مطالب أطلقتها الشبكة عقب لقاء طارئ عقدته يوم أمس الإثنين 23 آب/ أغسطس، لمناقشة المستجدات الأخيرة إثر الأزمة الاقتصاديّة اللبنانية المتفاقمة، وانعكاساتها الحادّة على مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين.
وأثار المجتمعون، مسألة تقصير وكالة "أونروا" تجاه التعاطي مع الأزمة التي تعصف بالمخيّمات ومجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، عبر مناقشة عدّة قضايا ومنها المساعدة النقديّة التي اعتبرهتها الشبكة غير كافيّة رغم أنّها خطوة جيّدة، نظراُ لكونها تُمنح لمرّة واحدة ومقتصرة على فئة العائلات التي لديها أطفال، دوناّ عن العائلات الفقيرة التي ليس لديها أطفال وتلك التي قوامها من كبار السنّ والمُعطّلين عن العمل والأرامل وسواها.
كما رحّبت الشبكة خلال اجتماعها، بقرار "أونروا" بالعودة إلى المدارس حضوريّاً، "ولكن مع الأهمية أن يُراعى الوضع الصحي المستجد لوباء كوفيد_19، وأن تكون العودة آمنة مع مراعاة التباعد داخل الصفوف وأن لا يتجاوز العدد 22 طالب في الصف الواحد."
كما طالبت بتأمين المواد القرطاسية للطلاب نتيجة تردي الوضع المعيشي، وتأمين وبدل النقل لطلاب مدارس الثانويات من برج الشمالي وتجمعات الساحل، و توفير الكهرباء والمياه النظيفة داخل مرافق المدارس.إضافة إلى توصيّة بضرورة تقديم أسبوعين على الأقل كدعم نفسي وترفيه للطلاب في بداية العام الدراسي.
كما عبّر المجتمعون عن رفض كلّ من الشبكة التنسيقيّة، والائتلاف اللبناني الفلسطيني لحق العمل، قرار وكالة "أونروا" المتعلق بإغلاق مكتب خدمات التوظيف في منطقة صور ونقله إلى مركز سبلين. وأعتبروا القرار "غير مسؤول وغير مبرر ويعود بالضرر على شريحة الشباب المستفيدين من المشروع."
و دعت الوكالة للتراجع عن قرارها والحفاظ على المشروع داخل المنطقة ومراكز الأونروا كثيرة للاستفادة منها داخل المخيمات والتجمعات في منطقة صور.
ورحّبت الشبكة كذلك، بتقديم المساعدات النقدية لرياض الأطفال عبر جمعية التعاون واليونيسيف، الّا أنّها عبّرت عن استغرابها من استثناء بعض مؤسسات رياض الأطفال تحت مبرر عدم وجود ترخيص لها. معتبرةً ذلك "يتنافى مع حق كل طفل لاجئ أن يحصل على المساعدة أسوة ببقية الأطفال في الرياض الأخرى في نفس مجتمع اللاجئين" ودعت الجهات المعنيّة للتراجع عن هذا الأمر الذي وصفته بـ " التمييز".
وتأتي مطالب الشبكة التنسيقة، بالتوازي مع تحركات احتجاجية ومطلبيّة تشهدها تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان، تطالب وكالة "أونروا" بإقرار خطّة طوارئ إغاثيّة عاحلة، بالتوازي مع ارتفاع نسب الفقروالبطالة إلى مستويات غير مسبوقة، فاقت 80%، بالتوازي مع استمرار الانهيار الاقتصادي والمعيشي مع تدهور قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار بنسبة فاقت 90%.
وتعيش عموم مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أزمة خانقة في تأمين التيار الكهربائي، منذ أشهر، بسبب شحّ مادّة المازوت وانعدام سبل تأمينها حتّى اللحظة، وهو ما انعكس على مولدات الاشتراك، التي أطفأت محركاتها في عدّة مخيّمات، وسط مطالب متكررة للوكالة برفد المخيمات بمادة المازوت، بعد أنّ بات يهدد فقدانها عمل المؤسسات الصحّية والطبيّة، ما ينذر بكارثة انسانيّة وشيكة.