أعلنت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" (PACBI) رفضها لتوقيع جامعة الملك محمد السادس في المغرب مذكرة تفاهم تطبيعية مع الجامعة العبرية كان قد أُعلن عنها الأربعاء الماضي.
وأكَّدت الحملة في بيانٍ لها، "أنّ محاولة النظام المغربي نقلَ التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي من المستوى الرسميّ المتواطئ أصلاً إلى المستويين الأكاديميّ والشعبيّ هو إمعان في خيانة القضية الفلسطينية، التي لطالما اعتبرها الشعب المغربي الشقيق، كما شعوب المنطقة العربية جمعاء، قضيته المركزيّة"
وأعلنت جامعة "بن غوريون" التابعة للاحتلال كذلك عن نيّة الجامعة المغربية ذاتها توقيع اتفاقيّةٍ تطبيعية أخرى معها.
ورأت الحملة أنّه لا بدّ من التذكير بأنّ الجامعات "الإسرائيلية" جزءٌ لا يتجزأ من منظومة الاستعمار والأبارتهايد، ومتورّطة في الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطينيّ وشعوب المنطقة العربية، إذ تلعب هذه الجامعات دوراً أساسياً في تطوير المعارف والتقنيات القمعية، العسكرية والأمنية "الإسرائيليّة"، ما دعا المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ إلى إطلاق نداء المقاطعة الأكاديمية لهذه الجامعات المتواطئة، لزيادة عزلة العدوّ "الإسرائيليّ" دولياً، فمثلاً طوّرت جامعة "تل أبيب" ما يسمى بـ"عقيدة الضاحية" الداعية لتدمير البنية التحتية المدنية واستهداف المدنيين للضغط على المقاومة، مما يعدّ جرائم حرب حسب القانون الدولي.
وقالت: إنّ الجامعة العبرية، المقامة جزئياً على أراضٍ فلسطينية مسلوبة، متورطة في إطلاق برامج تعليمية مصمّمة لتسهيل حياة جنود جيش الاحتلال وأعضاء جهاز المخابرات، فيما تشتمل جامعة "بن غوريون" على معهد "الأمن الداخلي" المتخصص في تطوير التكنولوجيا العسكرية، وتتعاون هي الأخرى مع مكونات جيش الاحتلال في مجالات مختلفة.
وشدّدت الحملة على أنّ ما يزيد من إشكالية هذه الاتفاقيات الموقّعة، أو التي ستوقّع مع الجامعات "الإسرائيليّة"، هو أنّها جاءت بعد أشهر قليلة من التأييد الأكاديميّ الدوليّ غير المسبوق لقضيّة الشعب الفلسطيني ونضاله العادل نحو حقوقه الثابتة.
وأضافت الحملة في بيانها: أنّ توقيت هذه الاتفاقيّات التعاونيّة محاولة من العدوّ لحرف النظر عن الجهود الدوليّة المتنامية لعزله وكشف بشاعة جرائمه، فقد وقّع عشرات الآلاف من الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية على بيانات وتعهدات، أيّدوا من خلالها النضال الفلسطينيّ وربطوه بنضالات الشعوب الأخرى الواقعة تحت الاستعمار والقمع في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية، وتعهّدوا بدعم وإطلاق حملات المقاطعة التزاماً بنداء المقاطعة الفلسطينيّ، والالتزام بنداء المقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل"، فيما ذهب البعض إلى مطالبة حكوماته بوقف تورّطها في دعم منظومة الاستعمار والأبارتهايد.
وفي ختام بيانها، أكَّدت الحملة على إدانتها لهذه الخطوة التطبيعية، داعيةً طلبة وأساتذة جامعة الملك محمد السادس لمقاطعة كافة البرامج التي ستنتج عن هذه الاتفاقيات.
كما دعت مجتمع الجامعة والمجتمع المدنيّ المغربيّ لتكثيف الضغط المحليّ على الجامعة حتى تلغي هذه الاتفاقيات والتفاهمات بشكل نهائيّ، وذلك انسجاماً مع الموقف التاريخي للشعب المغربي الشقيق الداعم للقضية الفلسطينيّة أولاً، وانطلاقاً من موقف قوى الشعب المغربيّ التي أجمعت على رفضها لاتفاقية الخيانة وتطبيع العلاقات بين النظام المغربيّ والعدوّ "الإسرائيليّ" ثانياً.
وفي وقتٍ سابق، دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة القوى المغربية، كافة المؤسسات والأفراد والعلماء من المثقفين والسياسيين والنقابيين والحقوقيين لمزيدٍ من التعبئة والصمود لرفض ومناهضة مسلسل التطبيع.
وطالبت الهيئة في بيانٍ لها، بمزيدٍ من حشد الصفوف والجهود للتصدي لهذا السرطان الذي ينخر وحدة الشعب المغربي ويمس بتاريخه وهويته ويهدد نسيجه الاجتماعي، مُؤكدةً أنّ النظام المغربي بمؤسّساته الرسمية ما يزال مُصراً على مسلسل التطبيع المخزي الذي دشنه بتوقيع اتفاق العار في ديسمبر الماضي ولعل آخر فصوله وليس آخرها زيارة وزير خارجية الكيان "الإسرائيلي" يائير لابيد.
وكان المغرب أعلن مساء الخميس 10 كانون الأول/ ديسمبر الماضي عن تطبيع كامل العلاقات مع الكيان الصهيوني، ما قوبل بمجموعةٍ واسعة من الأنشطة والفعاليات التي عبّر من خلالها الشعب المغربي عن رفضه وإدانته لهذه الخطوة التي وصفها بـ"الخيانة" للقضية الفلسطينيّة.