نظمت المؤسسات الديمقراطية الفلسطينية اعتصامًا أمام مكتب خدمات "أونروا" في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، وذلك احتجاجاً على إهمال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ولمطالبتها باعتماد خطة طوارئ إغاثية واقتصادية وصحية شاملة ومستدامة في لبنان، وفي مخيم نهر البارد تحديدا.
وأعرب المعتصمون، من مسؤولي الفصائل واللجنة الشعبية الفلسطينية وممثلي الحركات ولجان المجتمع المدني الفلسطيني وحشد من المنظمات الديمقراطية وأهالي المخيم عن رفضهم لسياسة "أونروا" وتقصيرها تجاه الشعب الفلسطيني، وطالبوها بتأمين مساعدات مالية شهرية بما يتناسب مع حجم الضغوط التي قد تؤدي إلى انفجار اجتماعي.
ورفع المشاركون شعاراتٍ تدعو "أونروا" إلى اعتماد خطة طوارئ اغاثية ومالية عاجلة وشاملة ومستدامة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويافطاتٍ تطالب بتسريع وتيرة إعادة إعمار الجزء القديم والتعويض على العائلات في الجزء الجديد واعادة العمل بخطة الطوارئ وبدلالايجار لأبناء مخيم نهر البارد.
وخلال حديثٍ مع "بوّابة اللاجئين الفلسطينيين" قال مسؤول الفصائل في نهر البارد والبداوي ناصر سويدان، إنّ السياسة التي تنتهجها "أونروا" في لبنان هي سياسة تقليصية ممنهجة بامتياز تتّبع ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتتساوق مع الإدارة الاميركية في مشروعها للتخلّص من اللاجئين الفلسطينيين.
البؤس لم يدفع الوكالة لتتحرك وتقوم بدورها
وأكّد سويدان، أن الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان يعيشون وضعاً مأساويًّا، تفاقم منذ قرار وزير العمل اللبناني الذي يمنع الفلسطيني من العمل، وتدهور أكثر مع الأزمة اللبنانية الحالية. ورغم هذا البؤس حسبما تابع، لم تتحرّك "أونروا" على الإطلاق ولم تقم بدورها الذي أنشأت من أجله وهو إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وطالب سويدان "أونروا" بتقديم إغاثة مستدامة للاجئين وإعطاء أصحاب البيوت المؤجرة في مخيم نهر البارد مبلغًا نقديًّا شهريا وعدم التمييز بين لاجئ وآخر، ودعاها إلى التعاطي مع اللاجئ الفلسطيني بايجابية اكثر بما يدعم صموده في وجه العاصفة الاقتصادية في لبنان.
من جهته، انتقد عضو اتحاد لجان حق العودة في لبنان أبو نزار خضر تقصير وكالة "أونروا" حتى اليوم في إطلاق خطة اغاثية مالية وصحية استشفائية شاملة و مستدامة للاجئين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وخاصة في ظل تفشي جائحة "كورونا" وانهيار العملة اللبنانية وفقدان مجتمع اللاجئين للأمن الغذائي والاجتماعي.
على "أونروا" التحرّك العاجل عبر توجيه نداء استغاثة للأمم المتحدة والدول المانحة
وطالب خضر من خلال "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وكالة " أونروا" بالتحرك العاجل عبر توجيه نداء استغاثة للأمم المتحدة والدول المانحة، لتأمين أدنى مقومات الحياة في ظل انعدام الأمن الغذائي والاجتماعي والصحي والتربوي.
كما طالب الوكالة بضرورة تقديم اغاثة مالية وغذائية عاجلة وتغطية صحية كاملة للاجئين وتأمين أدوية الامراض المستعصية والأمراض المزمنة، وفتح باب التوظيف للخريجيين من الجامعات والمعاهد العليا مما يساهم في تخفيف البطالة.
ودعا خضر "أونروا" إلى زيادة عدد المستفيدين من برنامج شبكة الامان الاجتماعي في ظل انهيار الوضع الاقتصادي للأسر، كما دعا هيئة العمل الوطني المشتركة وسفارة منظمة التحرير الى ضرورة وضع خطة تحرك شعبي شاملة و مستمرة في كافة مخيمات و تجمعات اللاجيئن الفلسطينين في لبنان، لتشكل كتلة ضغط على "أونروا" و الدول المانحة حتى تستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني المحقة في ظل الازمة الاقتصادية وانتشار جائحة "كورونا. "
من مسؤولية الوكالة تأمين القرطاسية لعموم الطلاب في كافة المراحل
من جهته، جدد عضو قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) في لبنان حافظ وهبة دعوته لـ"أونروا" ومديرها العام بضرورة وضع خطة واستراتيجية تربوية مع بداية العام الدراسي القادم، مؤكدًا على المطالبة بفتح المدارس في الموعد المعلن وبدء العام حضوريا كما قررات وزارة التربية اللبنانية مع ضرورة اتخاذ الاجراءات الصحية اللازمة.
وبسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها اللاجيء الفلسطيني جراء انعكاسات التدهور الاقتصادي في لبنان، قال وهبة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ من مسؤولية الوكالة تأمين القرطاسية لعموم الطلاب في كافة المراحل وتأمين المنح للطلبة الجامعيين كي يتمكنوا من استكمال دراستهم الجامعية والمهنيّة.
كما دعا وهبة، إلى تأمين فرص عمل وفتح باب التوظيف للخرجين من الجامعات، وتعبئة الشواغر في كافة الأقسام، بما يسهم في مساعدةعائلاتهم و التخفيف من نسبة البطالة.
وفي ختام الاعتصام، قدّمت القيادية في المنظمة النسائية الديمقراطية (ندى) في لبنان ميساء مصطفى، مذكرة باسم اللاجئين للمفوض العام للوكالة ومديرها في لبنان، أشاروا فيها إلى حجم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والحياتية.
وحمّلوا فيها المدير العام لـ"أونروا" وادارته في لبنان مسؤولية التردي الحاصل في المخيمات الفلسطينية، وطالبوا الوكالة بالشروع الفوري بتوفير خطة طوارئ إغاثية تشمل كافة الخدمات المقدمة من الوكالة، وأن تتضمن مساعدات عينية ومالية لكافة ابناء الشعب الفلسطيني في لبنان، تأمين التغطية الصحية الشاملة الاستشفاء و العمليات الجراحية بنسبة مئة بالمئة، وتوسيع دائرة التعاقد مع المستشفيات إضافةً إلى تأمين الأدوية للعموم وفي مقدمتهم أصحاب الأمراض المزمنة (الكلى- الأعصاب- القلب-السرطان، بالإضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن الذين ليس لهم معيل.")
كذلك دعوا "أونروا" إلى تسريع اعمار مخيم نهر البارد وصرف بدل ايجار للعائلات المستاجرة وتأخر اعمار بيوتها في المخيم القديم والجديد، وشمول عائلات المشاعات والعائلات المستجدة في بدل الايجار، إضافة إلى تأمين التمويل لاستكمال إعمار المباني المهدمة في الجزء الجديد من المخيم والمشاعات وصرف تعويضات بدل الاثاث والخسائر الثابتة والمتحركة كما جاء في وثيقة فينا الخاصة باعمار البارد بجزئيه.
الشعب الفلسطيني لا يعفي الأونروا من واجبها في تقديم كل الخدمات واحتياجاته لحين عودته لفلسطين
وخلال المذكّرة، دعا المعتصمون الوكالة إلى مضاعفة عدد العائلات المستفيدة من برنامج شبكة الأمان الاجتماعي ورفع قيمة المساعدة المالية الشهرية لهم في ظل ارتفاع اسعار السلع والمحروقات.
وأكدّ المعتصمون، أن الشعب الفلسطيني "لا يعفي الأونروا من واجبها في تقديم كل الخدمات واحتياجاته لحين عودته لفلسطين، موضحين أن الوكالة الأممية تأسست بسبب اللجوء القسري للشعب الفلسطيني، وهي الشاهد على حق العودة، وشدد أمين سرّ اللجنة الشعبية فيمخيم نهر البارد فؤاد موسى خلال مقابلة مع "بوّابة اللاجئين " مشددين على أنّ تحرّكاتهم مستمرة حتى توفير المطالب المحقة للاجئين في لبنان، لا سيّما في ظلّ الأزمة اللبنانية التي انعكست بشكل خطير على المخيّمات التي يعيش أكثر من ٩٠ بالمئة منها حالة البطالة ، وغالبية العائلات أصبحت تحت خطّ الفقر، مع انعدام الكهرباء والمياه والدواء والحليب وكل الاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الإنسان على قيدالحياة.
وأشار موسى إلى أنّ تخلّي "أونروا" عن اللاجئ الفلسطيني وعدم قيامها بمسؤولياتها دفع الناس الى اللجوء للمبادرات الفردية التي تلبّي بعض الاحتياجات، مؤكّدًا أن هذه الأعمال التطوعيّة الفردية لا يمكن أن تغطّي كافّة المستلزمات، فمهما ارتفع حجم الإغاثة تبقى الحاجة أكبر بكثير، وأكّد موسى إلى أن اللجنة الشعبية تعمل على خطّين متوازيين فإضافة الى التحرّكات الاحتجاجية اليومية، تكثّف اتصالاتها بالقيادة السياسية الفلسطينية والمرجعية الفلسطينية (التحالف والمنظمة) ضمن العمل الفلسطيني المشترك لرفع معاناة الشعب الفلسطيني على أمل أن تثمر هذه الجهود على أرض الواقع.