بدقيقتين استطاع اللاجئ الفلسطيني ابن مخيّم نهر البارد شمال لبنان "أحمد ليلى" أن يوصل رسالة للعالم، مفادها:" العودة إلى فلسطين حتميّة وأن اللاجئ الفلسطيني في الشتات رغم كلّ الظروف والمعوّقات قادر على الإبداع وتحقيق الإنجازات".
"ليلى" إعلامي فلسطيني وصانع أفلام منحدر من قريّة صفّوريّة قضاء الناصرة شمال فلسطين المحتلّة، فاز بجائزة أفضل فيلم مؤثر عن فيلم (كورونا في المخيمات الفلسطينية/الشتات) ضمن مهرجان الفيلم القصير على هامش بطولة آسيا للفنون القتالية المختلطة المقامة في قرغيزستان.
تحديّات كثيرة واجهت ليلى أبرزها ضيق الوقت، فأيّام قليلة كانت تفصله عن السفر للمشاركة بالمسابقة، لكنّ تجاوب الشباب والأطفال وسلاسة التعامل معهم سهّل الأمر، واستطاع بعدسته تصوير فيلمٍ ترويجيٍّ للمنتخب الفلسطيني المشارك بالمسابقة، وأيضًا تصوير فيلمٍ عن تأثير تفشي فايروس كورونا في المخيّمات الفلسطينية بلبنان.
أحداث الفيلم الترويجي دارت في مخيميّ برج البراجنة ومار الياس في بيروت، تفاعل أبطاله مع الكاميرا بكلّ عفويّة، فكانت لقطاته واقعيّة، وتلك التلقائية كانت سبباً رئيسيّاً لملامسته قلوب الحاضرين في المسابقة، وفق ليلى.
بمائةٍ وعشرين ثانية نقل أحمد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات الشتات في لبنان لا سيّما الرياضيين منهم، فمن الأزقّة الضّيقة خرج منتخبٌ رياضيٌّ شرّف اسم فلسطين بفوزه بثلاث ميداليات، ومن رحم المعاناة وُلِد حبّ الإبداع وحبّ الفوز والوصول إلى العالميّة.
الهدف من الفيلم تغيير الصورة التي حاول الاحتلال ترويجها عن مجتمع اللاجئين الفلسطينيين
يقول ليلى لـ بوّابة اللاجئين الفلسطينيين: إنه لم يلتفت خلال تصويره للفيلم إلى الناحية الفنية بل إلى الناحية الإخراجية وعمق فكرته، فمنذ اللحظة الأولى للتصوير كان هدفه تغيير الصورة التي حاول الاحتلال الصهيوني توجيهها للمجتمع الدولي وهي أنّ مجتمع اللاجئين الفلسطينيين غيرموجود وغير مؤثّر، كسر ليلى هذه الصورة المزيّفة ونقل من خلال فيلمه زاويتين متناقضتين لكنهما موجودتين داخل المخيمات: وهما معاناة وحرمان بالتوازي مع إصرار وتحدّي ونجاح، فاللاعب الفلسطيني في مخيّمات لبنان لا يملك معسكرات تدريب احترافية لرفع مستوى اللعب عالمياً، إضافة إلى عدم وجود دعم مادي للاعبين الذين يتدربون بعد العودة من أعمالهم اليومية، ورغم هذا فازوا.
الرئيس الدولي للفنون القتالية: فيلم من مخيمات الفلسطينيين في لبنان يعطي دافعاً لكل رياضي
ضغوطٌ كبيرةٌ مورست كي لا يشارك الفيلم بالمسابقة كون معاييره كانت أعلى من المطلوب وصوّر عبر الكاميرا وليس بالهاتف كما شروط الدخول إلى المسابقة، حيث إن ضيق الوقت حال دون إعادة تصويره، لكنّ هذا الجهد لم يضع سُدى، ففي اليوم الأخير وبعد توزيع ميداليات لأبطال المنتخب الفلسطيني دخل على المسرح الرئيس الدولي للفنون القتالية الكسندر، وقال: إنّ هناك فيلماً يجب عرضه لأنّه سيعطي دافعاً لكلّ رياضي يحاول أن يحقق إنجازاً، وأصرّ الكسندر أن يعرض الفيلم بشكل استثنائي، وبالفعل لاقى الفيلم إعجاباً شديداً من الحضور الذي صفّق بحرارة، كما قابلت اللجنة الإعلامي أحمد ليلى وحيّته على مجهوده في نقل معاناته وأهله في الشتات.
يقول أحمد: إن اللقطة الأخيرة في الفيلم والتي جاءت بعفويّة أكّدت للحضور وللمجتمع أن اللاجئين عائدون إلى فلسطين وأنّ طموحهم أوسع من تلك الأزقّة الضيقة المظلمة، بل أكبر من المشاركة في بطولات عالميّة، طموح الفلسطيني أن يستضيف يومًا ما بطولةً رياضيّة على أرضه المحررة.
يذكر أن الفريق الفلسطيني المشاركة في بطولة آسيا للفنون القتالية المختطلة استطاع تحقيق إنجاز لافت حيث الأسير الفلسطيني المحرر يزن جابر، ذهبيّة اللعبة على مستوى آسيا فيما نال اللاجئ الفلسطيني في مخيّم عين الحلوة جنوبي لبنان، عبد العزيز دحابرة، ميدالية فضيّة في لعبة "MMA" بعد مباراة نهائيّة واجه فيها بطل جمهوريّة كزاخستان، ونال اللاعب الفلسطيني يحيى سويدان الميداليّة البرونزية في التصفيات الأولى عن فئة وزنه في الألعاب القتالية.