وجّه رئیس برنامج التربية والتعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الأردن عروبة الموسي، رسالة مفصّلة لكافة أولياء أمور الطلبة الذين يدرسون في مدارس وكالة الغوث، إذ تضمنت الرسالة آخر تطورات افتتاح العام الدراسي وجاهياً، ونصائح للأهالي للتعامل مع أطفالهم في ظل مواصلة انتشار فيروس "كورونا".
وأعلن الموسى في رسالته، أنّه تقرّر العودة الوجاهيّة للمدارس اعتباراً من الأوّل من أيلول القادم، أي يوم غدٍ الأربعاء، وذلك بعد ابتعادٍ قسري لما يُقارب العام والنصف جرّاء جائحة "كورونا"، ومع حلول بدء الفصل الأول فهناك ترتيبات للعودة الوجاهية لطلبة المدارس بهدف المحافظة على استمرار التعليم في ظروفٍ صحيّة آمنة.
استمرار البرنامج التعويضي حتى 10 أيلول
وبيّن الموسى أنّه وانطلاقاً من حرص الوكالة على معالجة بعض ما فقده الطلبة من تعلّم طيلة فترة التعلّم عن بعد في الشهور الماضية، فقد تم فتح أبواب المدارس مبكراً هذا العام في 2021/8/15 لتقديم برنامج تعويضي في المباحث الأساسيّة الأربع لمن يرغب من الطلبة في كافة الصفوف، وقد كان إقبال الطلبة متزايداً بشكلٍ يومي مما كان يدعو للاطمئنان إلى اهتمام الطلبة بتعلمهم وشوقهم لمدارسهم.
وقال إنّ العمل في المدارس سيستمر في تنفيذ البرنامج التعويضي لبرنامج الفاقد التعلمي في المواد الأساسيّة الأربع وكذلك لبقية المباحث حتى يوم الخميس 2021/9/10، ولكن حسب برنامج الحصص الأسبوعي الذي سيوزع على الطلبة في يوم دوامهم الأول، مُشيراً إلى أنّ ترتيبات العودة الآمنة للمدارس التي اتخذتها وكالة الغوث وانسجاماً مع ترتيبات وزارة التربية والتعليم، اعتمدت توزيع الطلبة على الغرف الصفية بتخصيص 1 متر مربع لكل طالب في الغرفة الصفية، الأمر الذي يتوافر في معظم غرفنا الصفية، والذي في حال عدم توافره في بعضها جراء تزايد أعداد الطلبة، سيتم توزيع الطلبة على شعب أصغر، وقد يلجأ إلى تحويل طلبة تلك الشعب إلى التعلم المدمج بالتناوب بحيث يداوم طلبة هذه الشعب، ثلاثة أيّام في الأسبوع الأوّل، ويومين في الأسبوع الثاني مع التبديل أسبوعاً بعد آخر، وسيتم تعميم ذلك الترتيب على الطلبة حال الاضطرار للجوء اليه.
وأوضح الموسى أنّه في حال اللجوء لهذا الخيار، فسيدرس الطالب عدداً من الحصص الدراسية للمباحث المختلفة داخل الغرفة الصفية بإدارة المعلم المعني، على أن يتم الاستفادة من الوقت المخصص لكل مبحث عن طريق التعلم الذاتي من خلال استخدام الكتاب المدرسي، والمواد المكتوبة والمواد الإلكترونيّة التي سيتم الإعلان من قبل الإدارات المدرسيّة عن طريقة الوصول إليها، إضافة إلى أوراق العمل والواجبات البيتية، وعلى أولياء الأمور دعم تعلم أبنائهم الطلبة والتواصل مع إدارة المدرسة المعنية، لتقديم أيّة مقترحات أو ملاحظات بهذا الخصوص.
شروط إغلاق أي مدرسة أو صف
وكشف الموسى أنّه الدوام في اليوم الأوّل الأربعاء 2021/9/1 سيقتصر على طلبة الصفوف الفردية (الأول، الثالث، الخامس، السابع والتاسع)، بحيث يكون دوام اليوم الثاني الخميس 2021/9/2 لطلبة الصفوف الزوجية (الثاني، الرابع، السادس، الثامن والعاشر)، وسوف يتم تسليم الطلبة الكتب المدرسيّة، كل في يوم دوامه وكذلك توزيع الجدول الدراسي الأسبوعي، وذلك لتيسير حصر أعداد الطلبة المسجلين في المدرسة، وتدريب الطلبة على البروتوكول الصحي وسبل الوقاية من الكوفيد 19.
وبيّن أنّه سيتم التشديد على مغادرة الطلبة للمدرسة مباشرة بعد انتهاء دوامهم ومنع التجمّع في ساحات المدرسة أو ممراتها، وذلك منعاً للاكتظاظ وحفاظاً على سلامة الطلبة، كما سيكون هناك رقابة مستمرة على الوضع الصحي داخل المدارس وبشكلٍ يومي وبما يشمل نسبة الإصابة بعدوى الكوفيد 19، ومدى الالتزام بارتداء الكمامات من قبل الطلبة والعاملين في المدرسة، ومدى الالتزام بالتباعد الاجتماعي، ومدى تفعيل البروتوكول الصحي، وسيتخذ قرار بإغلاق المدرسة والتحوّل للتعلم عن بعد اذا وصلت نسبة الإصابات بين مجتمع المدرسة (طلبة وعاملين) 10%، كما يتم تعطيل كافة الطلبة في الصف اذا بلغت نسبة الإصابة 10% من مجموع طلبة الصف الواحد في آن واحد.
عينات عشوائيّة لفحص الطلبة يومياً
ودعا الموسى أولياء الأمور لعدم السماح لأي من أبنائهم الطلبة الحضور للمدرسة إذا ظهرت عليهم أي بوادر مرضية أو توعك، أو ارتفاع في درجة الحرارة وستقوم المدرسة في حال ملاحظة، وأي أعراض مرضية أو ارتفاع في الحرارة على أي طالب سيتم استدعاء ولي أمره لاصطحابه للمركز الصحي المختص وعدم العودة للمدرسة إلا بعد التعافي التام، كما سيقوم المسؤول المختص في المدرسة بأخذ عينات عشوائية من بعض الطلبة لإجراء الفحص السريع يومياً لتقصي حالات الإصابة بالكوفيد 19، واجراء اللازم بشأنها.
وكإجراء خاص، قال الموسى أنّه يمكن للطلبة المصابين بحالات مرضية مزمنة تضعف من مناعتهم كالسرطان مثلاً مواصلة دراستهم عن بعد، شريطة أخذ الموافقة المسبقة من إدارة المدرسة بعد إبراز التقارير الداعمة، مع التعهّد بحضور الامتحانات داخل المدرسة.
كما أكَّد الموسى أنّ ترتيبات العودة الوجاهيّة شملت تقصير فترة الاستراحة التي تنتصف في اليوم المدرسي، على أن تكون الاستراحة لنصف الطلبة داخل الغرف الصفية، والنصف الآخر في الساحة المدرسية وتحت إشراف المعلمين في كلتا الحالتين، وذلك تلافياً لتجمهر الطلبة، وحفاظاً على صحة الطلبة، داعياً أولياء الأمور لتشجيع أبنائهم على تناول وجبة الإفطار في منازلهم قبل الحضور للمدرسة وعلى اصطحاب عبوة ماء للشرب وما يحتاجون من وجبات صحية خفيفة كالساندويشات أو البسكويت أو الفاكهة أو العصير لتناولها اثناء الاستراحة داخل الغرفة الصفية.
ودعا الموسى أولياء الأمور أيضاً لتشجيع أبنائهم الطلبة على غسل أيديهم بالماء والصابون بتكرار، أثناء تواجدهم بالمدرسة وفي كافة الأوقات لضمان نظافة الأيدي، وكذلك اصطحاب عبوة صغيرة من معقم الأيدي (طالما كان ذلك ممكنا)، لاستخدامها بعد لمس أيّة أسطح داخل المدرسة وكذلك الالتزام بارتداء الكمامة منذ لحظة مُغادرة المنزل باتجاه المدرسة وحتى العودة له.
80% من كوادر التعليم تلقوا اللقاح
وشدّد الموسى على أنّ وكالة الغوث تطبّق على كوادرها سياسة الالتزام بالرعاية، والتي بدأت من خلالها مبكراً بتشجيع كوادرها على تلقي المطعوم، (ما يزيد عن 80% من العاملين بالتعليم تلقوا المطعوم حتى الآن)، إلى أن أصبح الآن أحد شروط دخول مؤسّسات "أونروا" تلقي المطعوم أو إبراز نتيجة سلبية لفحص PCR أسبوعية، وذلك الضمان سلامة الكوادر وبالتالي سلامة بيئة العمل وتقديم الخدمة، لافتاً إلى أنّ وزارة الصحة فتحت الباب للتطعيم ابتداءً من عمر 12 عاماً، لذلك نشجّع أولياء الأمور على تمكين أبنائهم ضمن هذه الفئة العمرية من تلقي المطعوم، ما لم يكن هناك مانعاً صحياً أخر.
وفي ختام رسالته، شدّد الموسى على ضرورة عدم التراخي أو التساهل بدافع الاطمئنان إلى تزايد أعداد الحاصلين على المطعوم، أو إلى أنّ أحدهم قد أصيب سابقاً وهو الآن بمناعة كاملة، فالأمر ليس كذلك، فبالرغم من أنّ احتمالية الإصابة تصبح أقل مع توافر هذين العاملين، إلا أنّها تبقى قائمة، وإن أصبحت أخف وطأة وشدّة وأقل خطورة من حيث المضاعفات، لكنّنا نعلم أنّ هناك "متحورات" تُصيب الأطفال من أعمار طلبة المدارس، لذا نؤكّد على ضرورة تظافر جهودنا وجهودكم في توعية أبنائنا لحمايتهم وتمكينهم من مواصلة تعلمهم بعد الابتعاد الطويل عن مدارسهم.