عبَّرت المبادرة الوطنية البحرينيّة لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، اليوم الخميس 2 سبتمبر/ أيلول، عن استغرابها الكبير من الإصرار الرسمي على الاستمرار في عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني وعقد الاتفاقيات العديدة معه رغم رفض ومناهضة مكونات الشعب البحريني لهذا التوجّه الخطر على الجيل الحالي والأجيال القادمة، ليس على الفلسطينيين فحسب، بل يمتد ذلك إلى كل الدول العربية وشعوبها ومنها البحرين التي وقعت اتفاقية التطبيع قبل قرابة عام والحقتها بتوقيع مذكرات تفاهم وسعت للتعاون معه في أكثر من مجال وحقل وآخرها في المجال الصحي.
ولفتت المبادرة في بيانٍ لها، إلى أنّ وزيرة الصحة البحرينية فائقة الصالح رحّبت بالتعاون مع الاحتلال الصهيوني في المجال الصحي، وذلك أثناء لقائها في العاصمة المنامة مع القائم بأعمال السفارة الصهيونية في البحرين إيتاي تاغنر يوم 29 أغسطس 2021، لكنّنا نرى في إمعان الجانب الرسمي في التطبيع مع العدو الصهيوني وفي مختلف المجالات، هو توجه يناقض الموقف الشعبي البحريني ومؤسسات المجتمع المدني التي نمثلها، ويخالف المبادئ السامية التي تربينا عليها والقوانين المحلية وميثاق العمل الوطني وخصوصا في الفصل السابع الذي يؤيد الحق الفلسطيني ويؤكّد الوقوف ضد الاحتلال بكافة أشكاله وتلاوينه.
وقالت المبادرة إنّ هذا التوجّه تشجيع لكيان الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب جرائمه واطمئنانه بعدم محاسبته على عمليات القتل والتهجير وهدم منازل الفلسطينيين على أهلها وطردهم من ديارهم وممارسة أبشع أساليب النازية بحقهم وحرمانهم من أبسط حقوق الاستشفاء وإصراره على قتل الجرحى دون علاج بتركهم ينزفون في موقع اصابتهم برصاص جنود الاحتلال الحي ومنع طواقم الاسعاف الفلسطينيّة من اسعافهم، ورفض علاج الأسرى وتركهم يموتون ببطء في سجونه الرهيبة التي تشبه سجون النازية والفاشية.
وشدّدت المبادرة على أنّ تجارب البلدان التي طبعت مع العدو الصهيوني أكَّدت على أنّ هذا الكيان لا يمكن الركون إليه ولا الثقة به خصوصاً في الحقول والمجالات الحيويّة كالصحة والتعليم والمياه ومقومات الحياة الأخرى، الأمر الذي يقودنا إلى التأكيد على ضرورة ترك الجانب الرسمي لهذه السياسة والتوقّف عن السير في نهج التطبيع المدمر، فكلما طبعت دولة عربيّة معه وعقدت اتفاقيات سلام ومعاهدات وتحالفات، زاد الاحتلال من جرائمه في قتل الفلسطينيين بدم بارد ومضاعفة عمليات السطو ومصادرة المنازل والأراضي ومارس سياسية التهجير بطردهم من بلادهم.
وأشارت إلى أنّ تاريخ الشعب البحريني هو تاريخ ناصع في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومع مطالبه العادلة، ولم يسجل التاريخ أنّ هذا الشعب الأبي خذل أو طعن شقيقه الفلسطيني في ظهره، ما يفرض مطالبة الحكومة البحرينية بالتوقّف عن هذا النهج الضار الذي لن يقود إلا إلى تدمير القطاع الصحي البحريني.
وطالبت المبادرة بوقف التطبيع على كافة المستويات وإلغاء كافة اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال وإعادة الاعتبار لمكتب مقاطعة "اسرائيل" وفتحه من جديد، واحترام الموقف الشعبي البحريني المناهض للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني الغاشم والذي يقف دوماً في الجانب الصحيح من التاريخ.
قبل أيّام، كشفت إذاعة جيش الاحتلال، أنّ السفير البحريني الأوّل لدى "إسرائيل" خالد يوسف الجلاهمة وصل إلى "تل أبيب" وتولّى مهام منصبه رسمياً في الكيان.
وتأتي خطوة تولي السفير لمهامه رسمياً في كيان الاحتلال في سياق تنفيذ اتفاق التطبيع، حيث وقعّت كلّ من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، اتفاق ما وصفوه بـ"السلام" مع الكيان الصهيوني في حديقة البيت الأبيض برعاية من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مساء 15 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وجرت مراسم توقيع اتفاقيات التطبيع بحضور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد والبحريني عبد اللطيف الزياني.