انطلقت مساء أمس الأربعاء 8 سبتمبر/ أيلول، عدة مسيرات إسناديّة للأسرى الفلسطينيين في عددٍ من مناطق التماس وميادين مدن الضفة الغربية المحتلة وأخرى في قطاع غزة، وذلك لإسناد الأسرى في ظل الهجمة الشرسة التي ينفذها الاحتلال بحقهم انتقاماً منهم عقب نجاح ستّة أسرى في تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" يوم الاثنين الماضي.
ونظّمت القوى الوطنية والإسلامية مسيرة جماهيرية حاشدة بمدينة غزة دعماً للأسرى في سجون الاحتلال ومحرري "نفق الحرية"، حيث انطلقت المسيرات من عدد من مساجد مُخيّم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة بعد صلاة العشاء مباشرة، حاملين لافتات تضامنية مع الأسرى داخل سجون الاحتلال وما يتعرضون له من حملات قمع.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية عوض السلطان خلال الوقفة التي نُظمت على دوار الشهداء وسط مُخيّم الشاطئ، إنّ هذه الوقفة تأتي دعماً وإسناداً للأسرى في ظل ما يتعرّضون له من تنكيل بعد العملية البطولية للأسرى الستة في سجن جلبوع، موضحاً أنّ ما قامت به مصلحة السجون الصهيونية بعد هذه العملية البطولية من اقتحام للسجون والتنكيل بأسرانا وأسيراتنا لن يكسر عزيمتهم.
وحمّل السلطان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى داخل السجون، مُؤكداً أنّ المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي حال وقع أي مكروه بحق الأسرى، داعياً مؤسّسات حقوق الانسان والصليب الأحمر لأخذ دورهم الطبيعي في هذا الوقت للذهاب إلى السجون ووقف كل الانتهاكات "الإسرائيلية" بحقهم، وعلى مصر التدخّل قبل فوات الأوان.
وخرج مئات الفلسطينيين في مسيرة حاشدة نظمتها حركة حماس في مُخيّم جباليا شمالًا نصرةً للأسرى، حيث حمل المشاركون لافتات تدعم وتحيي الأسرى وتدعو لإسنادهم.
هذا وقمعت قوات الاحتلال مسيرات تضامنية خرجت نصرة للأسرى عند حاجز حوارة بنابلس، حيث انطلقت مسيرة من شارع القدس بمشاركة المئات واتجهت نحو حاجز حوارة وسط هتافات مساندة للأسرى ورافضة للإجراءات القمعية التي تقوم بها مصلحة السجون ضدهم.
وأشعل المتظاهرون الإطارات المطاطية قرب حاجز حوارة، وشرع الجنود بإطلاق قنابل الغاز بكثافة، ما أدى لوقوع عديد حالات الاختناق بين المتظاهرين.
وفي بلدة بيتا، أغلق المتظاهرون مدخل البلدة بالإطارات المطاطية المشتعلة، ودارت مواجهات مع قوات الاحتلال أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز بكثافة.
وفي رام الله، نظمت القوى الوطنية والإسلامية مسيرة تضامنية مع الأسرى على دوار المنارة وسط رام الله، حيث شارك عشرات الفلسطينيين والأسرى المحررين وقيادات في الفصائل في المسيرة التي طافت مركز رام الله، وسط هتافات تحيي الأسرى وتشيد بصمودهم في جميع السجون.
وهتف المشاركون بعبارات الوحدة الوطنية، والوحدة في سبيل نصرة قضية الأسرى، كما رددوا هتافات "من رام الله لجلبوع عالسجن مفش رجوع.. يلي بتحكي انقسام فتح بتهتف للقسام"، في حين دعا المشاركون إلى التضامن مع الأسرى وقضيتهم في ظل الهجمة الشرسة والقمعية التي يشنها الاحتلال ضد الأسرى.
وعقب المسيرة توجه عشرات الشبان باتجاه المدخل الشمالي لمدينة البيرة المقابل لمستوطنة "بيت ايل" وشرعوا بإغلاق الطرقات ووضع المتاريس تمهيداً لمواجهة الاحتلال.
وفي الخليل، شارك عشرات الفلسطينيين في التظاهرة التي انطلقت من دوار ابن رشد إلى منطقة باب الزاوية وسط الخليل، وردد المشاركون هتافات داعمة للأسرى ورافضة لعمليات القمع داخل السجون، ورفعوا لافتاتٍ تشيد بهروب ستة أسرى عبر نفق من سجن جلبوع.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية عقب المسيرة، وأطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت دون التبليغ عن إصابات، كما اندلعت مواجهات عنيفة في مُخيّم العروب للاجئين الفلسطينيين بعد القاء عدد من الزجاجات الحارقة على البرج العسكري.
وانطلقت أيضاً مسيرة حاشدة دعت لها حركة الجهاد الإسلامي في جنين، فيما انطلقت مسيرة أخرى في شوارع مخيم نور شمس شرق طولكرم، فيما أطلق مسلحون النار بالهواء محذرين من التمادي في المساس بالأسرى في سجون الاحتلال.
وصعّد الاحتلال من اعتداءاته بحق الأسرى الفلسطينيين عقب الكشف عن تحرر ستة أسرى عبر نفق من سجن "جلبوع" يوم الاثنين، حيث شنّت قوات الاحتلال هجمة شرسة على أسرى "جلبوع"، و"النقب"، و"ريمون" و"شطة"، ورد الأسرى بحرق 7 غرف رفضاً لممارساته.
وتشهد جميع محافظات الضفة الغربية ومُخيّماتها مسيرات احتجاجيّة رفضاً لقمع الأسرى في السجون، كما تشهد عدة نقاط مواجهة مع الاحتلال.
يوم أمس، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للتحرك الآن وفوراً لوضع حد للنازية "الإسرائيلية" التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال ووحدات القمع في عدّة سجون.
وحذرت الهيئة من الصمت الدولي المعيب، مشددة على أن استمرار التصعيد بهذا الشكل يعني حرب حقيقية داخل السجون والمعتقلات، والمساس بحياة الأسرى لن يقابل إلا بمواجهة حقيقية ترتقي إلى مستوى الأحداث داخل السجون وخارجها.