المخيمات الفلسطينية في قلب الانهيار الاقتصادي اللبناني

وقفة في مخيم مار الياس تطالب "أونروا" بدعم الطلاب على أبواب العام الدراسي

الخميس 09 سبتمبر 2021

ناقوس خطرٍ جديد يقرعه اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، همٌّ جديد يضاف إلى همومه التي لا تعد ولا تحصى، عنوانه: من يتحمّل معنا أعباء العام الدراسي الجديد؟!.

فأيام قليلة تفصل الطلاب عن العام الدراسي الجديد، وتخوّفات الأهالي من عدم القدرة على إرسال أبنائهم إلى المدارس يقلق مضجعهم، لذا نظّم المجتمع المحلي والمدني في مخيم مارالياس وسط بيروت وقفة أمام مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وقفة للتعبير عن غضبهم مما وصفوه تباطؤاً تنتهجه وكالة "أونروا" في وضع خطة طوارئ عاجلة، تشمل ترتيبات جديدة في قسم التعليم يراعي الأوضاع الاقتصادية المنهارة.

تحذيرات من زيادة التسرب المدرسي

 يقول أمين سر اللجان الشعبية ببيروت والمشرف على مخيم مار الياس "أبو عماد شاتيلا":  إنهم ليسوا ضد وكالة "أونروا" وموظفيها بل هم في مركب  واحد، ومطلبهم الرئيس رفع صوتهم للدول المانحة والأمم المتحدة المسؤولة عن النكبة الفلسطينية، مؤكداً أنّ الظروف الحالية التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني ليست بارادته وليست من صنعه، إنّما هي أزمة عامة ومصيبة كبيرة تقع على الشعب اللبناني ومئات آلاف الفلسطينيين الموجودين بلبنان.

وحذّر شاتيلا من خطورة التسرب المدرسي مشيرًا إلى أنّ هناك عقبة جديدة تقف بطريق الأهالي  تتمثل بمسألة تنقلّات الطلاب من بيوتهم الى المدارس.

وفي هذا السياق أوضح أنّ أصحاب الباصات أبلغوا الأهالي بالتسعيرة الجديدة وهي ٣٠٠ ألف ليرة لبنانية وهذا السعر قابل للارتفاع طالما استمرت أزمة المحروقات وصعوبة الحصول عليها وارتفاع سعرها بشكل جنوني، لذلك طالب "أونروا" بدراسة وضع الطلاب تحديداً الذين يسكنون بمناطق بعيدة عن مدارسهم عبر توفير البدائل، مشيراً إلى أنه لدة الوكالة خيارات متعددة منها تأمين باصات لنقلهم أو دعم أصحاب الباصات أو تمويل الأهالي بالمال الكافي لإرسال أبنائهم إلى المدارس.

14-1.jpg

في ظل غلاء معيشي تشهده المخيمات الفلسطينية في لبنان صارت الأولوية لدى العائلات اللاجئة تأمين الطعام والشراب، ما يخلق كثيراً من التخوفات بأن تستغني العائلات عن إرسال أبنائها إلى المدراس لعدم امتلاكها المال الكافي من أجل شراء القرطاسية أو الزي المدرسي أو دفع أجرة باصات النقل.

تحذير من انفجار شعبي

من جهته ، قال عضو اللجنة الشعبية بمخيم مار الياس أبو علي حيدر:  إنّ هذا التحرك بسيط يتبعه خطوات تصعيدية، موضحًا أنّ "أونروا" منذ النكبة الى الآن هي المسؤولة عن الشعب الفلسطيني في مناطق عملها الخمسة، وللاجئين الفلسطينيين في لبنان خصوصية نتيجة القوانين التي تحرم الفلسطيني من العمل، بحسب تعبيره.  

 وحذر حيدر وكالة "أونروا" من أنها قد تتحمل لاحقاً انفجار وثورة الشعب الفلسطيني، "لأن سقف الفلسطيني هوّ الأونروا، لذا نحن نعمل من خلال تحركاتنا إلى إعادة عمل الوكالة الى سكّته الطبيعية وهي إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وأن لا تتهرب من واقعها، أتمنى من شعبنا أن يستمع إلى الصرخة ويتحرك بشكل عاجل".

تجديد المطالبة بخطة طوارئ عاجلة وشاملة

 تقول عضو اللجنة الأهلية في مخيم مارالياس غادة عثمان ضاهر: قرعنا ناقوس الخطر في العديد من التحركات والاعتصامات أمام مراكز الأنروا ومقرها الرئيسي في بيروت مطالبين بخطة طوارئ اقتصادية وصحية وإغاثية عاجلة وشاملة ومستدامة وأن تسعى كافة المرجعيات المعنية بشعبنا لممارسة دورها

ومع اقتراب افتتاح العام الدراسي الجديد استغربت عثمان من الغياب الكامل لأي خطة تربوية في هذا الوضعالذي وصفته بالمعقّد،  وترك الطلاب والأهالي في حالة خوف شديد على مستقبلهم التعليمي "خصوصاً في ظل غياب الدور الفعلي لإدارة الأونروا ولجان الأهالي وعم طرحهما حلولاً لكافة المشاكل بدءاً من مشكلة المواصلات المزمنة والمضاعفة في الآونة الاخيرة والتي باتت بحاجة الى حل جذري خاصة في ظل عدم وجود مدارس إعدادية أ وثانوية في مخيمنا، وغلاء أسعار المحروقات الفاحش والمتزايد، وصولاً الى مشكلة القرطاسية والتحضيرات الكاملة للعام الدراسي التي تتطلب دعماً مادياً عاجلاً للاجئين الفلسطينيين في لبنان".

 تطالب عثمان بالشروع الفوري في تطبيق خطة طوارئ اقتصادية وصحية وإغاثية وتربوية متكاملة عاجلة وشاملة ومستدامة لعموم الفلسطينيين في لبنان، وتوفير مادة المازوت الحيوية للمخيمات والضرورية لتوفير الكهرباء والماء.

14-2.jpg

مطالبات بدعم مادي للطلاب

التخوّفات من تأثير الأزمة الاقتصادية على العام الدراسي تثير قلق الطلاب كما الأهالي، مصطفى الزمار وهو طالب في الصف الحادي عشر بمدرسة الجليل، يقول: ربّما يأتي يوم ولا أذهب فيه إلى المدرسة بسبب ارتفاع تسعيرة المواصلات، لأن العبءعلى أهلنا أصبح كبيرًا جدًا بسبب الفواتير الباهظة لمولّدات الاشتراك وللمواد الغذائية.

وعليه طالب الزمّار وكالة "أونروا" بدعمهم بالقرطاسية وبالمصروف الشهري الذي يشمل تكلفة   المواصلات والمصروف اليومي للمأكل والمشرب.

ومقارنة بين الخدمات التي تقدّمها وكالة أونروا للتعليم منذ عشرات السنين والآن، قالت لطيفة نعيم وهي ناشطة بالمجتمع المحلي في مخيم مارالياس: إنّ التراجع بلغ نسبة ٩٠ بالمئة، وتوضح: "كنتُ طالبة في مدرسة الأونروا وعندي أبناء طلاب في مدارس الأونروا اليوم، ومقارنة بين الوضع الحالي والسابق للأسف كان الزمن الماضي أفضل بكثير فبدل أن تتطور الأمور وتتماشى مع التكنولوجيا ومتطلبات الحياة نحن نتراجع، على سبيل المثال كانت الوكالة تقدّم لنا مواصلات مجانية مكتوب عليها باص UN وتقدم لنا الكتب والقرطاسية الكاملة للعام الدراسي والزي المدرسي، كما تقدم وجبات غذائية خلال الدوام الدراسي إضافة إلى وجود مركز دعم وترفيه كنا نذهب اليه في أيام العطل، أما اليوم فكل هذا غر موجود".

 تقول نعيم: إن "أونروا" هي الشاهد على النكبة الفلسطينية وعليها أن تستمر في عملها وتتابع قضايا اللاجئين وتلتفت الى معاناتهم حتى تساعدهم في الصمود أمام الأزمات التي تعصف بالمجتمع اللبناني والفلسطيني على حدٍّ سواء.

14-3.jpg

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد