يشارك مجموعة من الشبّان في مُخيّمات اللاجئين في قطاع غزّة في مبادرة "كوشان بلدي" حيث يقومون يجمع وثائق إثبات ملكيّة اللاجئين الفلسطينيين بأراضيهم وعقاراتهم المحتلة عام 1948 والتي هُجّروا منها عنوةً وبقوّة السلاح على أيدي العصابات الصهيونية.
مبادرة "كوشان بلدي" لاقت رواجاً واسعاً في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما وأنّ الوثائق التي يجمعها القائمون على المبادرة سيتوجهون فيها لمحاكم الاحتلال والمحاكم الدولية لمقاضاة الاحتلال على كل جرائمه بحق اللاجئين الفلسطينيي، من سرقة للأراضي والبيوت والممتلكات.
تم تشكيل تجمع من الشهود الأحياء على النكبة
يقول منسق مبادرة "كوشان بلدي" أكرم جودة لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ أعضاء المبادرة يجلسون في بيوت ودواوين العائلات ويتناقشون معهم فيجدون لديهم الوثائق المطلوبة، مشيراً إلى أنهم يتشاورون مع هذه العائلات بشكلٍ يومي من أجل تطوير المبادرة، وبالفعل تم تشكيل تجمّع "كبار السن"، أي من الشهود الأحياء على النكبة الفلسطينيّة.
لدينا كل الوسائل التي يفهمها المجتمع الدولي
ويضيف جودة أنّ المبادرة انطلقت في مسارها، وهي إضافة نوعية جديدة لطبيعة مطالبة الشعب الفلسطيني بحقوقه، وتابع بالقول: احنا لازم نقاضي قادة الاحتلال، ولازم نرفع دعاوى ونخلق اشتباك قانوني أمام القضاء "الإسرائيلي" والقضاء الدولي، وذلك لإيصال رسالة أنّنا نمتلك كل الوسائل التي يفهمها المجتمع الدولي.
يتجوّل القائمون على المبادرة في أزقّة المُخيّمات ويوجهون اللاجئين حول طرق إثبات حقهم في أرضهم، يُتابع جودة: الناس بتعرض علينا وثائق ونحن نعرض عليهم إرشادات، وفعلاً لديهم وثائق يزيد عمرها عن 300 عام، كواشين أرضهم وعقاراتهم الأصليّة، ولديهم مقتنيات، فمثلاً في أحد البيوت وخلال زيارة ميدانية لفريق "كوشان بلدي" وجدنا عند أحد اللاجئين من ورثة كبار السن لديه سيف كان يحمله جده، وهذا موثّق بتاريخ قبل 300 عام.
ويُشير جودة لموقعنا، إلى أنّ هناك العديد من الأسر اللاجئة لا تمتلك هذا الكوشان نتيجة اعتداء العصابات الصهيونيّة عليهم لدى تهجيرهم من البلاد، لذلك الآن توصلنا إلى كيفية حصول هؤلاء الناس اللاجئين على كواشينهم من خلال مؤسّسة فلسطينيّة استلمت الكوشان من تركيا والآن موجودة في أبو ديس اسمها مؤسسة "ميثاق"، ويحق لكل فلسطيني لاجئ بعد إجراءات قانونية وحصر إرث التوجّه لهذه المؤسّسة للحصول على كوشانه الخاص.