وجّهت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" (PACBI) التحيّة للاعب الجودو الجزائريّ فتحي نورين الذي دفع ثمناً غالياً ومعه مدربه عمّار بن خليف بسبب موقفهما الرافض للتطبيع مع العدوّ "الإسرائيليّ".
وأدانت الحملة في بيانٍ لها، قرار اتحاد الجودو الدوليّ بحرمانهما من التنافس ضمن جميع البطولات التي ينظمها أو يرخّصها الاتحاد لمدة 10 سنوات، مُعتبرةً أنّ هذا القرار تعسفياً وجائراً ويخدم أنظمة الاستعمار والهيمنة، فيما لفتت إلى ما قاله اللاعب نورين وقت انسحابه حين قال "القضية الفلسطينية أكبر من هذه الأمور وهذا قرار لا رجعة فيه".
وبيّنت الحملة أنّ الالتفاف الشعبي حول نورين ومدربه لدى عودتهما إلى الجزائر برهن للجميع بأنّ شعوب المنطقة العربية الشقيقة ما تزال تعتبر فلسطين قضيتها المركزية وما تزال ترفض كافة أشكال التطبيع مع العدوّ "الإسرائيليّ"، بغضّ النظر عن مواقف بعض الأنظمة الرجعية الاستبدادية التي اختارت الخيانة ومصالحها الضيقة على حساب شعوبها وقضاياها العادلة.
كما استنكرت الحملة بشدّة هذه العقوبة القاسية التي اتخذها اتحاد الجودو، والتي يعزيها إلى قوانينه وإلى ميثاق الأولمبياد الداعي لحياد الرياضة، فهي في حقيقة الأمر مدفوعة بتحريض من حكومات الاستعمار الجديد، بالذات الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، لحماية منظومة الاستعمار والأبارتهايد التي تحاول بشتى الطرق والمجالات تقويض جهود المقاطعة ومناهضة التطبيع، ولا نرى إقحاماً للسياسة في الرياضة أكثر من إنزال عقوبة قاسية كهذه بحق رياضيّ لتحقيق مآرب سياسية.
وأشارت الحملة إلى أنّ ضغط العدوّ "الإسرائيليّ" الممنهج قد بدأ لمحاولة كسر العزلة الرياضية المفروضة عليه من شعوب المنطقة العربية وأحرار العالم عندما أسس الرياضيّ السابق "يوئيل رازفوزوف"، عضو الكنيست السابق ووزير السياحة الحاليّ، فريق عمل مختص بمواجهة المقاطعة الرياضية للرياضيين/ات "الإسرائيليين"/ات على رأسه المحامي الأمريكي المتطرف في صهيونيته وعدائه للفلسطينيين "آلان ديرشوفيتز".
وأكَّدت الحملة أنّ عدوّنا "الإسرائيليّ" يفهم أثر المقاطعة الرياضيّة وتهديدها جيّداً، وهو ما يظهر في تصريحات محامي فريق عمل مواجهة المقاطعة الرياضية، "ديرشوفيتز"، بقوله "قد تبدأ بالرياضة، لكنّها لن تنتهي بها"، في إشارة إلى جهود مقاطعة "إسرائيل"، وبحسب تصريحات القائمين على هذا الفريق، تكمن أهم التكتيكات المتّبعة لمواجهة المقاطعة الرياضية في تقديم شكاوى رسمية للجهات المسؤولة عند مقاطعة رياضيين "إسرائيليين"، ويوضح "رازفوزوف" أنّ التهديد الذي يخلقه هذا التكتيك فعّال، وأنّهم سينتقمون من كل من يقرر إهانة الرياضيين "الإسرائيليين".
ولفتت الحملة إلى أنّ نظام الأبارتهايد "الإسرائيليّ" يستغل كل المجالات الممكنة، ومن ضمنها الرياضة، في محاولة تلميع جرائمه الممنهجة بحقّ بنات وأبناء الشعب الفلسطينيّ وتحسين صورته المتضررة حول العالم، خاصة بعد التحاق منظمتيّ "هيومن رايتس ووتش" و"بيتسيلم" بالمؤسسات الفلسطينية وخبراء حقوق الإنسان والمدافعين عنها في تصنيف النظام "الإسرائيليّ" على أنه نظام أبارتهايد مركّب يحرم ملايين الفلسطينيين، من ضمنهم اللاجئين، من حقوقهم الأساسية بحكم هويتهم الفلسطينية.
ورأت الحملة أنّ الاحتفاء المبالغ به بأي مشاركة رياضيّة "إسرائيليّة"، وعلى الأخص في بعض الدول العربية مثل الإمارات، خلال دوري الجودو العالميّ، وتصريحات وزيرة الشباب والثقافة "الإسرائيلية" في حينه "ميري ريجف" التي اعتبرت المشاركة "الإسرائيلية" "انجازاً ضخماً"، هو دليل بالغ على توظيف الرياضة لأغراض البروباغاندا "الإسرائيليّة".
وشدّدت الحملة على ضرورة نشر وتصعيد المقاطعة الرياضية لـ"إسرائيل" ولكل من يمثلها في المحافل الدولية لنصل لمرحلة نستطيع فيها إرغام هذه الأجسام على طرد "إسرائيل" من عضويتها، كما طرد نظام الأبارتهايد الجنوب أفريقي من قبل، وذلك من أجل مواجهة تواطؤ المؤسسات والأجسام الدوليّة، المهيمن عليها من دول غربية، مع نظام الاستعمار والأبارتهايد "الإسرائيليّ" وظلمها للرياضيين أصحاب المبادئ والرافضين للتطبيع مع العدو.