وجّهت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" (PACBI) التحيّة لكافة القائمين والقائمات على الأعمال الثقافية العربيّة الذين قرروا استثناء الفنانين والفنانات الذين سبق لهم التورّط في التطبيع - ولم يتراجعوا عنه - من أعمالهم أو أنشطتهم.
وشدّدت الحملة في بيانٍ لها، أنّ هذا الفعل له مساهمة هامّة في دفع جهود مناهضة التطبيع في مجالات السينما والموسيقى وغيرها، لافتةً إلى أنّ التراجع المقنع والعلنيّ عن التطبيع والالتزام بعدم مُخالفة معايير مناهضة التطبيع بشكلٍ عمليّ ممكن في أي وقت، لكنّ دفع ثمن التطبيع، حتى ولو كان باهظاً مثل خسارة فرص مهمة، هو أمر لا مفرّ منه.
وأكَّدت الحملة أنّه على من اختار أن يكون جزءاً من ماكينة البروباغندا "الإسرائيلية" بمشاركته في أعمالٍ مسيئة للشعب الفلسطيني وتبرّر الجرائم بحقه، مثل مسلسل "فوضى"، أو أعمال تتماهى مع البروباغاندا "الإسرائيلية" المعادية بالضرورة للشعب الفلسطيني في مؤسسات إعلامية صهيونية رسمية مثل "مكان"، أو أيّة مشاريع تطبيعية أخرى حسب معايير مناهضة التطبيع التي أقرها ممثلو الشعب الفلسطينيّ في كافة أماكن تواجده، أن يعلم جيّداً أنّه وبالإضافة إلى تضرّر السمعة، هناك ثمن مادّي تفرضه الجماهير برفضها الاحتفاء بـ /أو التعامل مع من أساء لها ولنضالها دون اعتذار وتراجع مقنِع، مُؤكدةً على ضرورة مقاطعة هذه الأعمال.
وفي وقتٍ سابق، دعت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، لمقاطعة جميع الأفلام والمسلسلات "الإسرائيلية" المشابهة، الغارقة في عنصريتها ضد العرب وفي تبرير جرائم الاحتلال، والتي تشكل جزءاً لا يتجزّأ من حملة "وسم إسرائيل" (Brand Israel) والبروباغاندا المرافقة لها.
واعتبرت الحركة المشاركةَ في هذه الأعمال، بالذات من قبل الفنانين والفنانات ومزودي الخدمات الفلسطينيين والفلسطينيات، والسوريين والسوريات (من الجولان المحتل)، من أخطر أشكال التطبيع الثقافي، مُؤكدةً أنّ هذه المشاركة تتناقض مع معايير المقاطعة العينيّة، خاصةً لفلسطينيي أراضي العام 1948، إذ أنّ الغطاء الرسميّ الذي وفّرته قيادة دولة الاحتلال وجيشها للمسلسل، إضافةً إلى تسويقه من قبل الشبكة العالمية Netflix ضمن برامج "الإثارة السياسية"، يجعلان من هذه المشاركة تمثيلًا دولياً لـ"إسرائيل" وشركاتها الخاضعة للمقاطعة وغطاءً للنشاط الدعائيّ الصهيونيّ حول العالم.
وأشارت الحركة إلى أنّ الرئيس "الإسرائيليّ" روبي ريفلين كان قد استضاف في مقرّه، يوم 7 شباط/ فبراير 2018، طاقم مسلسل "فوضى" في لقاء احتفاليّ جمعهم بقيادة وحدة "المستعربين" في جيش الاحتلال، "ياماس"، والمئات من جنود الاحتلال، وعبّر طاقم المسلسل عن امتنانه للمستعربين باعتبارهم "مصدر الإيحاء" للمسلسل و"حماة الحياة"، كما عبّر رئيس دولة الاحتلال عن "امتنانه" لمُنتجي الفيلم.