شرح المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليبي لازاريني، الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها وكالة الغوث والصعوبات الأخرى التي تواجهها منذ أصدر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قراره بوقف تمويلها وعمل على تفكيكها.
وفي لقاء مع مجموعة الصحافيين، قال لازاريني، إنّ الوكالة عانت الكثير منذ توقف المساعدات الأمريكية واضطرت أن تأخذ العديد من الخطوات الترشيدية والإجراءات الاقتصادية لتوفير ما يمكن توفيره، ونحن الآن نركض ونناضل بحثاً عن السيولة النقدية، وهناك مساحة واسعة بين الدعم السياسي الذي تتلقاه الوكالة ودعم ولاياتها في تقديم المعونات التعليمية والصحية للاجئين الفلسطينيين إلى أن يكون هناك حل سياسي عادل، وبين مصادر التمويل من نفس الدول التي تتوقع أن يتم تقديم الخدمات التي تنص عليها ولاية الوكالة.
وبيّن لازاريني أنّه كمفوض عام للوكالة لا يعرف هل سيتمكن من دفع رواتب 28000 موظف في الوكالة في الشهرين القادمين أم لا، وعدا عن الرواتب فعلى الوكالة أن تبقي المدارس مفتوحة والمراكز الصحية فعالة وإجراءات الحماية الاجتماعية متواصلة.
وشدّد لازاريني على أنّ هذا الوضع يثير القلق ليس فقط للاجئين بل وللدول المضيفة للاجئين والتي تخشى من آثار هذا الوضع وما قد يسببه من قلاقل في حالة التقصير في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين، مُبيناً أنّ الوكالة رحّبت بعودة تمويل الولايات المتحدة، لكن مع عودة الولايات المتحدة هناك دول قلصت مساعداتها خاصة تلك الدول التي تعرضت لضائقة اقتصادية بسبب كوفيد-19، وأنا أقول لكم الآن لا أستطيع أن أؤكد أن أنشطة الوكالة ستستمر خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر، وسأقترح في مؤتمر تشرين الثاني/ نوفمبر أسلوباً جديداً لميزانية وكالة "أونروا".
وحول سوريا، قال لازاريني إنّ الوضع في سوريا صعب حيث تشابكت أمور اللاجئين مع الأوضاع المحلية ثم تشابكت أيضاً مع الأوضاع المتردية في لبنان، وهؤلاء لاجئون هجّروا من أماكنهم أكثر من مرة.
وبشأن اللاجئين في الضفة، أكَّد أنّ أكثر ما يقلق اللاجئين في الضفة الغربية التطورات على الأرض وخاصة عنف المستوطنين الذي تصاعد كثيراً وكذلك "التوتر" بين قوات الاحتلال "الإسرائيلي" والفلسطينيين بشكلٍ عام بمن فيهم اللاجئون.
وبيّن أنّ العام 2021 شهد نسبة أعلى من الذين "سقطوا قتلى" أو جرحى أكثر من السنوات الأربعة السابقة، أمّا غزّة فقد شهدت تصاعداً درامياً في "العنف" في أيّار/ مايو الماضي أضف إلى ذلك 14 سنة من الحصار، وهناك الناس يكافحون من أجل حياتهم اليومية.
وأشار لازاريني إلى أنّ أكثر سكّان القطاع لا يعرفون إلا الاحتلال أو الحصار أو المواجهات ومعظمهم يظل ينتظر ويسأل متى الجولة الجديدة من القتال؟ في غزة معظم السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية وتغطي "أونروا" 70 بالمئة من احتياجات السكّان الأساسية فغالبية السكان لاجئون، ونفس الوضع في لبنان فـ 75 بالمئة دون خط الفقر وينتظرون المساعدات الإنسانيّة من "أونروا".