لليوم السابع على التوالي واصل عشرات الأهالي في مخيم برج الشمالي بمدينة صور جنوبي لبنان اعتصامهم أمام مدخل المخيم للمطالبة بفتح ثانوية لأبنائهم الطلاب داخل المخيم.
وقد منع الاهالي والطلاب جميع الباصات المتوجهة الى مدرسة الأقصى في مخيم الرشيدية ومدرسة دير ياسين في مخيم البص من الخروج من المخيم لنقل الطلاب الى الثانويات، من أجل الضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لإنشاء ثانوية داخل المخيم أو دفع بدل المواصلات لكافة الطلبة.
وأكدت لجنة الأهالي أنها لن تتوقف عن التحركات إلا بحصولهم على وعد خطي من مدير عام وكالة "أونروا" في لبنان بإنشاء الثانوية.
وقال عضو لجنة أهالي طلاب الثانوي في المخيم مروان ابراهيم: إنّ التحرك الطلابي للصفوف الثانوية بدأ منذ أسبوعين وسبقه اعتصامات أمام مكتب مدير "أونروا"، لكن الاسبوع الماضي كان التحرك داخل الصفوف الشاغرة في المدارس المتوسطة والابتدائية الموجودة في المخيم لنثبت لإدارة اونروا أنه إذا كان لديهم النية في استحداث صفوف ثانوية فالصفوف موجودة وشاغرة وتتسع لجميع الطلاب الذين يبلغ عددهم في مخيم برج الشمالي حوالي ٣٠٠ طالب وطالبة.
وأوضح ابراهيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن على هؤلاء الطلاب التوجه صباحاً إلى مدرسة دير ياسين بمخيم البص وقسم آخر يتوجه إلى مدرسة الاقصى في مخيم الرشيدية، ويجاهدون عناء الذهاب والعودة والدخول والخروج من المخيمات الذي يستغرق من وقتهم قرابة ثلاث ساعات ما يرهق الطالب ويضيّع وقته ولا يبقى لديه وقت لمتابعة دراسته المنزلية.
وأشار ابراهيم إلى أن مطلبهم بإنشاء ثانوية داخل المخيّم بدأت منذ خمس سنوات تقريباً، لكن إدارة الأونروا التفت على هذا المطلب بدفع بدل نقل للطلاب لمدة ثلاثة شهور ومن ثمّ تراجعت عن قرارها وتوقف الدفع، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى هذا العام.
لكن هذا العام له خصوصية فهناك أزمة اقتصادية طاحنة يشهدها لبنان تأثّر بها بطبيعة الحال الفلسطينيون في المخيمات وحركة التنقل أصبحت صعبة للغاية بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، ونتيجة الوضع القائم وتجاهل الوكالة لمطالب الأهالي باستحداث صفوف للثانوي داخل المدرستين الموجودتين في المخيم يواصل أهالي طلاب الثانوي خطواتهم الاحتجاجية.
وأكد ابراهيم أنّ الاهالي يرفضون أخذ مال من وكالة "أونروا" كبدل نقل خوفاً من تكرار ما حصل في السابق، ويقول: "نحن نريد أن تتكفل الوكالة بموضوع تأمين المواصلات عبر وسيلة رسمية، وقد عقد قبل أسبوع اجتماع ضمّ ممثلين عن الفصائل واللجان الشعبية وأهالي الطلاب، وتوصلنا الى إنشاء لجنة فصائلية مصغرة تضم لجنة اهالي الطلاب"
وقبل يومين، عقد لقاء مع مدير المنطقة ومديرة التعليم التابعين لوكالة "أونروا" في صور وتم شرح كل هذه الامور، وبحسب ابراهيم لم يتم الحصول على أي مستند رسمي أو أي وعد رسمي موثّق بتغطية نفقات النقل، و"عليه قمنا اليوم بالتصعيد نتيجة تجاهل مطالب الأهل وقمنا بإغلاق مدخل المخيم على الباصات فقط المتوجهة إلى مدرسة دير ياسين في البص ومدرسة الاقصى في الرشيدية ولكن حركة المرور كانت عادية جدًا.
وعن بعض العائلات التي امتنعت عن المشاركة في الاحتجاج، قال ابراهيم:"هناك بعض الميسورين لم يلتزموا بالحراك والتحرك الشعبي الذي يهدف الى خدمة أبناء شعبنا واجيالنا المستقبلية في إقامة ثانوية أو تأمين النقليات حتى ذاك الوقت أو ايجاد حل مناسب، لكن نحن اليوم مستمرون في التحرك الشعبي والطلابي طوال هذا الاسبوع، فيما ستحدد الخطوات المقبلة بناء على المستجدّات".
وتأتي هذه التحركات في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، وارتفاع كلفة المواصلات حتى تجاوزت الـ ٢٠٠الف ليرة لبنانية على ١٠ أيام دوام فقط، ويحتمل ارتفاعها أكثر في حال ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية.