أصدرت لجنة مناهضة التطبيع في مالمو/ السويد مؤخراً بيانًا ترفض فيه توظيف الدين الإسلامي في التطبيع مع الحركة الصهيونيّة، ودعت المؤسّسات الفلسطينيّةَ والعربيّة والاسلاميّة في المدينة إلى رفض مشروع "أمانة" الذي وصفته بـالتطبيعي.

هذا البيان جاء بعد إجراء شخص يدعى الشيخ "صلاح الدين بركات" نشاطات تطبيعية ولقاءات متكررة مع الحركة الصهيونية ومؤسساتها في السويد، والتي بحسب البيان كان آخرها تعاونه مع الحاخام الصهيوني "موشي ديفيد هاكوهين"، المستوطن والضابط السابق في جيش الاحتلال الصهيوني والذي يعمل سراً وعلناً ضد الشعب الفلسطيني، وهو شخصية صهيونية تنشط منذ خمس سنوات على اختراق الجاليات العربية والإسلامية في السويد من خلال علاقته مع بعض القائمين على مؤسسات دينية وتأسيس مجموعة مشتركة تدعى" أمانة – أوروبا"،  بحسب البيان.

وكان صلاح بركات ينوي تنظيم لقاء مع هذه الشخصيات في "أمانة"  يوم الأربعاء الـ12 أيلول/ سبتمبر 2021 تحت شعار " حوار الأديان" في نفس المكان والوقت الذي يقام فيه ما يسمى "المنتدى الدولي لذكرى الهولوكست لمواجهة معاداة السامية"  والذي سيحضره مئات الشخصيات السياسية في العالم وعلى رأسها رئيس كيان الاحتلال الصهيوني ووزير حكومة الاحتلال.

لذا اعتبرت لجنة مناهضة التطبيع أن هذا اللقاء في حال تمّ فإنّه تطبيعي بامتياز و"أن أي لقاء مع بركات قبل استنكاره التطبيع يعتبر تطبيعياً" . 

ولكن بعض الناشطين عقدوا  لقاءً مع بركات لإقناعه بالعدول عن هذا اللقاء.

توقف انعقاد المؤتمر ولكن ما تزال مخاطر الوقوع في فخ التطبيع قائمة

  مسؤول "جمعية الإبداع الفلسطينية 65 " في السويد خالد أبو خرج حضر اللقاء وأخبر موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن بركات لم يكن لديه معلومات كافية للذي سيحدث، وقد أوضح أبو الخرج لبركات أنّ عقد لقائه في نفس موعد منتدى "معاداة السامية" وفي نفس المكان وفي قاعتين بجانب بعضهما البعض، يعني أنّ كل ما يصدر من المنتدى الأول بخصوص منع تجريم الاحتلال بحجة "معادة السامية" سيصار إلى فهمه بأن رجال الدين في المؤتمر الآخر موافقون عليه.

وأكّد أبو خرج أنّ بركات أبدى تفهمه، وألغى المؤتمر. 

لاحقاً عمم بركات بياناً عبر الواتس أب فقط حول  تضامنه مع القضية الفلسطينية، ولكنه لم يستنكر التطبيع ولم ينكر لقاءه مع الحاخام "هاكوهين" واعتبر أن لقائه مع شخصيات سماها فقط "يهودية" رغم أنها صهيونية أيضاً بأنه "يحقق مصالح مشتركة" .

إلغاء المؤتمر جيد، لكن ما يزال الفلسطينيون في السويد وأوربا عموماً يواجهون الالتباسات والمخاطر التي قد تجرها لهم أي مؤسسات يكون ظاهرها طبيعياً بينما في لُبِّ بعض أنشتطها ما هو تطبيعي، لا سيما وأن اللوبي الصهيوني ناشط بقوة في البلدان الأوروبية ويحاول اختراق الفلسطينيون والعرب هناك، عدا عن كونه يقيم المؤتمرات والمنتديات والنشاطات، ومنها منتدى يوم غد الأربعاء حول ما يسمى "معاداة السامية".

بيان صلاح بركات لاقى رفضًا من بعض النشطاء المناهضين للتطبيع، ومنهم عضو لجنة مناهضة التطبيع في السويد إياد أبو العلا، الذي قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ البيان ناقص والمطلوب من بركات استنكار التطبيع بشكل واضح، مضيفاً أن "صلاح بركات يلتقي منذ عامين مع أحد الحاخامات وهو ضابط سابق في جيش الاحتلال إضافة إلى أنه مستوطن سابق في فلسطين، ويقيم حالياً بالدانمارك وتحت حجة التعايش الديني يمرر أجندات متعلقة بالتطبيع و يحاول إداراجها في صفوف الجالية المسلمة والعربية في السويد وفي مدينة مالمو تحديداً".

الحركة الصهيونية تحاول اختراق الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا ودول عربية تساعد في ترويج التطبيع

وأوضح أبو العلا أنهم كناشطين فلسطينيين موجودين في السويد ينظرون لأي تحرك مشابه بعين الريبة والحذر، خاصة عندما يحاول البعض ترويج التطبيع تحت غطاء ديني متسلحين بالقوانين الأوروبية الخاصة بمعاداة السامية.

  أبو العلا اتهم بركات بتلقي دعم خارجي وقال: "حسب المعلومات لدينا لقد تلقى بركات دعمًا ماليًّا سعوديًّا اماراتيًّا لعقد هذا المؤتمر في سياق ما يسمى اتفاقات أبرهام وأعتقد أن وراءه مشروعًا مدروسًا لترويج التطبيع في الجاليات والمجتمعات العربية في السويد"، والكلام لأبو العلا .

وأوضح أبو العلا، أن الحركة الصهيونية تحاول اختراق الجاليات العربية والمسلمة وتقوم دائما بنشر رواية الاحتلال فيما يخص الأحداث بفلسطين، مشيرًا الى أنّ اعلام  اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا ضعيف جداً و ما يضعفهم أكثر  رواية السلطة الفلسطينية فيما يخص "حل الدولتين"، وهو ما يقسم المتضامنين، لذا هم  كناشطين يحاولون نشر الرواية الفلسطينية الثالثة التي لا يتداولها أصحاب السلطة أوالاحتلال ويحاولون تغيبيها "بأننا نحن الفلسطينيون الموجودون في أوروبا حتى لو كسبنا جنسية ثانية إلا أننا فلسطينيون لاجئون لن نتنازل عن حقوقنا ولن ننسى".

ما يجري في أوروبا هو عملية مواجهة وصراع على الفلسطينيين فهم معادلاتها

يقول رئيس مؤتمر الجالية الفلسطينية في الجمهورية التشيكية طارق أبو بسام في هذا الصدد: أن هناك العديد من المحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف حكومات ومؤسسات من أجل دعم وتشجيع التطبيع مع الكيان الصهيوني وذلك عبر مجموعة من النشاطات منها ما هو معلن ومنها ما هو سرّي حيث تدعو البعض لعقد اللقاءات والمؤتمرات وتقدّم الدعم المادي لها، وهذا ما تقوم به دول مثل الإمارات والسعودية وغيرهما، تحت اسماء مختلفة كحوار الأديان وحوار الثقافات وتقوم بجلب مجموعة من الشخصيات السياسية والدينية وبعض الناشطين بهذه اللقاءات بعد أن تكون قد نصبت لهم فخًا بوجود صهاينة في هذه اللقاءات.

وبحسب أبو بسام فإن الفلسطينيين في أوروبا يقومون بمواجهة هذه النشاطات، عبر تنظيم نشاطات أخرى وندوات ومهرجانات تحذر من مخاطر التطبيع.

ويضيف أن هناك الكثير من النشاطات التي تسمح بها القوانين الأوروبية، لكن على الفلسطينيين في أوروبا إتقان طرق العمل وفهم القوانين بشكل جيد، وأن يكونوا مستعدين لتحمل الصعوبات، مشيراً إلى أن هناك صعوبات كثيرة وتهمة معاداة السامية جاهزة لكل من ينتقد الاحتلال الصهيوني.

ويصف أن ما يجري في أوروبا هو عملية مواجهة وصراع، على الفلسطينيين فهم معادلاتها والاستفادة من الأصدقاء الأوروبين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وأن يكونوا مستعدين لكافة الاحتمالات دون التخلي عن أهدافهم.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد