منذ عام 2017 تنتظر عائلة مريم عيسى دورها في عملية ترميم منزلها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، سنة تتلوها أخرى والوعود تتأجّل، حتّى حلّت الكارثة ظهر أمس الاثنين ووقع جزء من سقف شرفة المنزل الكائن في مخيم برج البراجنة جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت.
العائلة هرعت عند سماع الصّوت، وقد قدّر الله ولطف أنه لم يوجد أحدٌ في المكان، واقتصرت الأضرار على الماديّات، لكنّ هذه الواقعة أشعلت غضب الشابة العشرينية، التي تطرق منذ سنوات هي وأمّها جميع الأبواب المعنية لترميم بيتهما، والتأخّر دائماً كانت حجّته واحدة "هناك بيوتٌ أكثر أولوية".
تقول مريم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: اليوم عرفنا أن الأولوية تكون للبيت الذي يسقط فوق رؤوس ساكنيه، اليوم بدأت تنهال عليّ الاتصالات، بعدما عجزنا لسنوات ونحن ننتظر، وقد قمنا بترميم سقف صالة الاستقبال على نفقتنا الخاصة لكنّ المشاكل عادت من جديد، السقف متصدّع جدًا ومهدد بالسقوط بأيّ لحظة، الجدران أكلتها الرطوبة، كلّ زاوية تحتاج إلى ترميم وإصلاح.
وعند وقوع الحادثة تواصلت مريم مع لجنة تحسين المخيم وأرسلت لهم الصور، فأخبرتها عضو اللجنة سعاد عبد الرحمن أنها ستتابع الموضوع مع وكالة "أونروا"، وأخبرتها بأن اسمهم غير مدوّن في قائمة مشروع الإعمار الجديد.
توضح سعاد عبد الرحمن بموقعنا: أنّهم كمجموعة تحسين المخيّم لم يكن لديهم علمٌ مسبق بوضع بيت عيسى، وعلموا من العائلة أنّهم بالفعل كانوا قد قدّموا منذ سنوات أوراقهم لترميم منزلهم ولكن المشروع الأوروبي القديم توقّف وكان محصوراً بعددٍ محددٍ، مشيرةً إلى أنه منذ فترة وجيزة زار مهندسو المجموعة منزل أخ مريم عيسى للاطلاع على وضعه، ولم يخبرهم ببيت أهله، ورغم ذلك أشارت عبد الرحمن إلى أنها على الفور أرسلت صور بيت عيسى إلى مديرة مكتب تنمية مشروع CIP فاطمة ديب، التي التي أخبرت موقع بوّابة اللاجئين أنها طلبت من مريم تقديم أوراقها إليهم للمباشرة للقيام بالإجراءات اللازمة.
وأكّدت عبد الرحمن أنّ اللجنة التقنية لتحسين المخيم والتي أنشئت منذ سنتين وتضم أعضاء من المجتمع محلي واللجان شعبية والروابط الأهلية، تعمل عبر الأرض، وتزور جميع البيوت التي قدّم أصحابها أوراقهم لوكالة "أونروا"، ويقوم فريق المهندسين بمعاينة المنزل، وعلى إثره يتم قرار الترميم للأكثر أولوية.
ومن ضمن عملهم تسليط الضوء على هذه الفئة من الناس لإيصال صوتها الى كلّ الجهات المعنية، للحصول على هذا الحقّ المكتسب وهو العيش في بيتٍ آمن مستقر.
وأردفت: نحن نقوم بعملنا بشكلٍ تطوعيّ وموجودون لأيّ حالة طارئة وهدفنا هو خدمة الناس وتيسير أمورهم وإيصال معاناتهم وطلباتهم للجهات المعنية لحلّ مشاكل وتحسين أوضاعهم، مشيرةً إلى أنّ المشاريع السابقة فشلت بسبب عدم المتابعة الصحيحة والمحسوبيات.
يذكر أنّ اللجنة التقنية المنبثقة عن مجموعة العمل مع وكالة "أونروا" استلمت مشروع تحسين المخيم منذ سنتين، وهي تضم كما ذكر سابقاً أعضاء من جمعيات أهلية ولجان شعبية وروابط أهلية، إضافة الى فريق من المهندسين يقيّمون البيوت التي تحتاج الى ترميم ومسجلة لدى "أونروا".
ووضع الفريق 10 بنود للعمل عليها، منها الترميم وشبكة الكهرباء والبنية التحتية و بناء طابق لغسيل الكلى وحواضن للرضع في مستشفى حيفا التابع للهلال الاحمر الفلسطيني ، وعدة أمور تساعد على تحسين فرص العمل للشباب.
وعن عملية ترميم البيوت، تقوم هذه اللجنة بتقييم وضع البيت والتأكّد من مدى حاجة الناس وحاجة البيت للترميم، إضافةً إلى التأكّد من أن أصحاب المنزل يسكنون فيه.
بدوره أوضح عضو لجنة تحسين المخيم أبو أشرف أنّ هناك 800 بيتٍ قدّم أصحابه أوراقهم لوكالة "أونروا" لإعادة إعماره أو ترميمه، موضحاً أنّ "أونروا" في المرحلة الاولى رممت 30 منزلاً.
وأكد أبو أشرف أنّهم يسيرون وفق برنامج وهناك تعاون من قبل "أونروا"، وتبقى الأولوية للبيوت الأكثر حاجة أومعرّضٌ أهلها للخطر.
هذا المنزل لم يكن الأول ولن يكون الأخير المعرض للانهيار، فعشرات المنازل الأخرى في مخيم برج البراجنة مهددة بالسقوط في حال لم يتم ترميمها، وعليه تناشد هذه العائلات وكالة "أونروا" والفصائل الفلسطينية بالتدخل سريعاً لحلَ مشاكلهم خصوصا أنهم يعيشون وضعاً اقتصادياً مزريا يمنعهم من ترميم منازلهم على نفقتهم الخاصة، ما يجعلهم معرضين للخطر المستمر.