لُقّب بـ " ملك الذرة" الشاب الفلسطيني ابن مخيّم بلاطة للاجئين الفلسطينيين بالضفّة الغربيّة المحتلّة، مهران حمادة، لقاء 23 عاماً قضاها في مكافحة البطالة بعربة ذرة يجرّها بين الحواري والأزقّة منذ ساعات الصباح الباكر حتّى منتصف الليل، ليتحصّل على ما تيسر مما يسدّ قوت أولاده.

يقول مهران البالغ من العمر 39 عاماً لوكالة "APA" إنّ توفير قوت يوم أبنائه وعائلته، كان الدافع الأساسي لبيع أكواز الذرة بسعر بسيط يراعي الظروف اللاقتصادية لأبناء المخيّم، ليتحصّل على ما قيمته 30 دولار يومياً.

ظروف استثنائيّة يعيشها مهران، تعطيه دافعاً للكدّ والتعب في سبيل لقمة العيش، واتباع أساليب محببة لكسب الزبائن. فطريقته المميزة في سلق الذرة على الحطب وإكسابها نكهات مميزة، جعلها مفضلّة لدى أبناء المخيّم.

9788da06-0684-409f-86fc-cf6e7f7370ab.jpg


ومن تلك الظروف، إصابة إحدى بناته بمرض القلب. فمهران متزوج وله 6 أبناء، أكبرهن 18 عاماً وأصغرهم 6 أعوام، إلى جانب  ووالدته وأخته اللتان تعيشان معه بنفس المنزل، ويتكفّل بإعالتهما، وهو ما يجعله يتمسّك بهذه المهنة المُتاحة له، يواجه بها غلاء المعيشة في الضفّة الغربيّة، ويعبّر عن رغبته بالاستمرار بها بعد تحقيقه شهرة واسعة.

"أشتغل ليل نهار ولا أمد ايدي للناس" يقول مهران. فحاجته لتوفير علاج ابنته المريضة بالقلب، وتغيير إحدى الصمامات بشكل دوري لها، دفعته وشجعته لاستكمال مشواره ليل نهار، غير آبهٍ بإرهاقه الجسدي فحياة طفلته البالغة من العمر 11 عاماً جعلته يؤمن أكثر بعمله.

ظروف، لم تحوّل مهران إلى إنسان منزوٍ عن فعل الخير والعطاء، ففاقد الشيء يعطيه كما تثبت حالته، فهو معروف بإكرامه للجميع وخصوصاً للصغار ويتحدث عن أحد المواقف قائلاً: "عندما يأتي أحد الصغار وليس معه سعر كوز الذرة فأنني أعطيه إياه بلا مقابل أملاً في أن يبارك الله في رزقي ورزق أبنائي"، وأن تبقى " سمعته الطيبة" بين أبناء المخيم تسبقه في كل الأوقات.

cdebb667-973c-4489-a299-bc3d0646c202.jpg

وبعد يومٍ مرهق من التجول في أروقة المخيم، يذهب مهران إلى بيته حاملاً ما اكتسبه في جيبه، مستلقياً بجسده الهزيل والمتعب على فراشه البسيط، ليريح قدميه من تعب الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة.

ويطمح حمادة، لبناء مستقبل أبنائه وأن يحقق مشروعه نجاحاً أكبر وأن يكبر أبناءه دون الحاجة إلى طلب العون والرزق من أحد.

الجدير بالذكر أن حالة الشاب مهران حادة واحدة من مئات الحالات في مخيّم بلاطة التي تعاني من البطالة والتهميش من قبل مؤسسات السلطة الفلسطينية في توفير فرص عمل كريمة لهم.

وتُشير سجلّات وكالة الغوث إلى ارتفاع نسب البطالة في مُخيّم بلاطة، حيث تصل إلى (25) بالمائة، علماً بأنّ نحو (20) بالمائة من سكان المُخيّم أعمارهم بين (15-24) عاماً، وما نسبته (35) بالمائة أعمارهم (25-60) عاماً، وهي الأعمار الفتيّة والشابة والمرتبطة بالتعليم والإنتاج وسوق العمل ومستقبل العائلات في المُخيّم، وتتأثر نسبة البطالة بسبب الظروف التي يُعاني منها المُخيّم والإهمال الذي يتعرّض له، بالإضافة إلى عدم إمكانيّة الوصول إلى سوق العمل داخل الأراضي المُحتلّة عام 1948.

 

d0064d53-fd68-4733-89cd-e2feb0e96b01.jpg
c3a24f29-1c1f-43b6-95c8-3faa38b07762.jpg
c5c95248-5dfd-4b7e-abab-2785ecad7c04.jpg
bdc82fa4-aaea-440b-aceb-32daddb8daf0.jpg
b76f7a4d-558e-4b86-bab1-1e9c2e7cc830.jpg
بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد