غزّة عنوان المقاومة..

المؤرخ سليمان أبو ستة: عودة الفلسطينيين إلى قراهم المهجّرة ممكنة

الإثنين 08 نوفمبر 2021

 

قال رئيس المؤتمر الشعبي الأوّل لفلسطيني الخارج المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة، إنّه لو قُدّر لنا العودة فاستعادة مخططات القرى والأملاك متاح وسهل، مُؤكداً على أهمية أن يكون للشعب الفلسطيني ممثليه في المجلس الوطني، بحيث يمثل 14 مليون فلسطيني في الداخل والخارج، ولا نقبل بأي جهة أو شخص يتنكر للتمثيل الفلسطيني دون مجلس وطني يمثل الجميع.

وبيّن أبو ستة خلال مشاركته في مؤتمر "اللاجئون وتحديات العودة" في مدينة غزّة، أنّ نصف القرى الفلسطينية حتى اليوم خالية من السكان والنصف الآخر فيها كيبوتسات لكنها جميعاً تحت السيطرة الصهيونية العسكرية، لذلك لو قدر لشعبنا للعودة فسيعود إلى قراه وهي فارغة من السكان، فالعودة ممكنة لأراضي 48 من فلسطين المحتلة لأنها غير مأهولة بالسكان، وكافة اليهود يعيشون في 12% من فلسطين المحتلة، وسكان الجليل نصفهم أصلاً متواجدين هناك، وعودة البقية سهلة، فيما استعرض عدد من القرى المهجرة وكيف غيّر الاحتلال معالمها فيما خرائطها وأسمائها موجودة.

ووصف أبو ستة اتفاق "أوسلو" بالجريمة وأكبر وأخطر على الفلسطينيين من وعد بلفور لأسباب كثيرة، لأنّه عند اتخاذ القرار في الشؤون الوطنية يجب أن يتم تفضيل مصلحة فلسطين على جميع المصالح الفئوية والحزبية، مُعتبراً أنّ حق العودة هو الصخرة التي تتحطم عليها مشاريع الاعتداء على الشعب الفلسطيني.

وأشار أبو ستة إلى أنّ قطاع غزة هو المكان الأكثر حيوية في تاريخ القضية الفلسطيني منذ الأزل، وظلّ القطاع عنوان فلسطين في المقاومة، ومع حلول عام 2030 سيكون لدينا 20 مليون فلسطيني، نصفهم في داخل فلسطين والنصف الأخر بمحيطها، وغزة هي البقعة الوحيدة في فلسطين التي لم ترفع إلاّ علم فلسطين، وهذا الجزء الذي لم يتجاوز 1،3 من فلسطين بقي هو عنوان فلسطين في التصميم والإدارة والحق والعدل والمقاومة، وهذه البقعة بقيت تحمل صورة وصوت فلسطين ففيها أول حركة فدائيين عام 48، وفيها نشأت أول حركة فدائيين تقاوم المحتل من غزة إلى الخليل.

وخلال حديثه، عرض أبو ستة الذي يزور غزة للمرة الأولى، مجموعة من الخرائط للأراضي الذي احتلها اليهود حتى بحضور الجيش البريطاني المكلف بحماية السكان والأراضي التي تقع تحت انتدابه، وقدّم خرائط لـ220 قرية فلسطينية هجرت بوجود الجيش البريطاني وقبل إعلان قيام ما تُسمى دولة "إسرائيل"، فيما استعرض المذابح التي قامت بها العصابات الصهيونية لإجبار السكان على الرحيل، حينما نفّذوا 156 مذبحة، وعندما أعلنت "إسرائيل" قيامها كانت دماء الفلسطينيين لم تجف في مذبحة برير قبل 10 ساعات من إعلان قيامها وبعد 12 ساعة من مذبحة قرية شوشة.

كما أشار أبو ستة إلى أنّ جنوب فلسطين كان يضم نحو ربع مليون فلسطيني في 247 قرية مقابل 3000 يهودي قبل أن تدخل الجيوش العربية لإنقاذنا المزعوم؛ لذلك لم يتمكن اليهود إلاّ من السيطرة على بقعة شمال فلسطين في يافا، وبدلاً من أن تحافظ الجيوش العربية على الأراضي العربية في فلسطين سلمت ما تبقى من أرض فلسطين لليهود، تحت ستار الهدن المتعاقبة أو بحجج اختراق حزام دفاعاتهم.

وحول مسمى قطاع غزّة، أوضح أنّه كلمة اخترعتها الأمم المتحدة والعصابات الصهيونية، وخط الهدنة الذي فرز القطاع كقطعةٍ من فلسطين، ويبعد عن الخط الحالي لغزة 3 كيلومتر عن الداخل المحتل بمساحة 553 كم وليس 365 من كما هو الآن، لكن اتفاق حصل بين محمود رايض وصلاح جوهر بإنشاء منطقة عازلة لمنع الفلسطينيين والفدائيين من العودة إلى قراهم؛ فرسموا الخط الحالي لغزة في اتفاقية سرية اسمها اتفاقية التعايش بغياب أهل غزة، ووقعت في العوجا؛ أي أنّ "إسرائيل" اقتطعت 220 كلم من غزة، وما يدهش أن الاتفاقية في ذلك الحين لم تلقَ أي اعتراض ولا من أي جهة فلسطينية، وحتى اليوم لم تعترض أيضاً أي جهة على استمرار هذه الاتفاقية المنتهية الصلاحية.

وحول المقاومة، أكّد أبو ستة أنّها حق مشروع طبقاً لكافة القرارات الدولية بكافة الوسائل المشروعة، وعلى الأمم المتحدة مساعدة الفلسطينيين في تحقيق هذا الحق المشروع، كما يقع على عاتقنا التربية الوطنية في الأسرة والمجتمع والمدراس ليصبح أولادنا فدائيين ومقاومين، داعياً إلى ضرورة العمل على تحسين العلاقات الفلسطينية العربية ومواصلة اختراق العالم الغربي؛ لتسويق الرواية الفلسطينية ونقل الصورة للعالم وتوعيتهم بالقضية الفلسطينية وربط النشاط الوطني مع العالم العربي والإسلامي والغربي.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد