أكَّد المتحدّث الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سامي مشعشع، أنّ الآمال معلّقة بشكلٍ كبير على مؤتمر المانحين الذي سيُعقد يوم غدٍ الثلاثاء، لا سيما وأنّ وكالة "أونروا" تعاني من أزمة مزدوجة خانقة.
وبيّن مشعشع خلال حديثٍ لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، أنّ هذا المؤتمر يجري الاعداد له منذ وقتٍ طويل في محاولة لإيجاد دول صديقة ومتبرعة وشركاء لوكالة "أونروا" ليساعدوا في الارتقاء في مستوى التبرعات، والهدف الأساسي من المؤتمر كان رسم آليات تمويلية مستدامة طويلة الأمد والدخول مع الدول المتبرعة باتفاقيات متعددة السنوات لكي تُخرِج "أونروا" من دوامة العجز المالي المتكرّر.
ولفت مشعشع إلى أنّه بدون هذه الآليات لن تستطيع وكالة "أونروا" تطوير عملها وخدماتها والارتقاء بها، وهذه الخدمات تراجعت كماً وكيفاً بسبب شح الموارد المالية، مُؤكداً أنّ الأزمة الوجودية التي تواجه وكالة "أونروا" هي أزمة مزدوجة، أزمة مالية متجذرة بعجز مالي يصل إلى 100 مليون دولار مع غياب تدفق مالي سلس ما أثّر على دفع الرواتب في مواعدها خصوصاً هذا الشهر والشهر القادم، حيث لا يوجد هناك أموال كافية حتى اللحظة، بالإضافة إلى أنّ هذا الوضع يتوافق مع هجمة سياسية مركّزة لا تكل ولا تمل منذ أشهر طويلة لا بل منذ عدة سنوات تحاول التشكيك بكل شيء تقوم به وكالة "أونروا" في محاولةٍ ومدخلٍ لإضعاف ملف اللاجئين عبر بوابة وكالة "أونروا" وإن جاز التعبير التشكيك بالحيادية والمناهج وغيرها.
وبالإضافة إلى "إسرائيل" تحدّث مشعشع عن الجهات التي تقف خلف مُحاربة وكالة "أونروا" سياسياً، إذ قال إنّ هناك جهات بحّاثة وصحفيين ممولين جيداً ولهم أذرع في أوروبا وأمريكا وهم يعملون بشكلٍ ممنهج مع البرلمانات وصناع القرارات وأصحاب الرأي الذين يكوّنون الرأي العام في هذه البلدان، وبدأوا يؤثّرون على التصويت بالقرارات المتعلقة بوكالة "أونروا" أو ربط المساعدات المقدمة للوكالة بتغييرات في المناهج وحيادية وغيرها، وبالتالي هذه القضية متعبة جداً ومقلقة وترافقت التحدي الكبير لمؤتمر المانحين وهو كيف يمكن تأمين موارد مالية للشهر الحالي والشهر القادم لكي نبقي على خدمات الاستشفاء وخدماتنا الأساسية التعليمية والصحية وتوزيع المواد الغذائية والمنقذة للحياة للاجئين في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ختام حديثه، أشار مشعشع إلى أنّ الولايات المتحدة أرجعت تبرّعاتها لوكالة "أونروا" بعد انقطاعها وهذا جيد، ولكن ترافق ذلك مع تراجع الدعم من دول أخرى صديقة، ولكن تداعيات فيروس "كورونا" وتردي الاقتصادات في العديد من الدول أثّرت على الأموال التي ترصدها للمؤسسات الإنسانيّة.
وفي وقتٍ سابق، قال المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، إنّ التخفيضات في ميزانية وكالة "أونروا" بما في ذلك خفض بريطانيا لمساعداتها إلى النصف تعني أنّ "أونروا" على وشك الانهيار.
وأوضح لازاريني في تصريحٍ لصحيفة "الغارديان" البريطانيّة، أنّ بريطانيا خفضت منحتها الأساسية المقدمة لوكالة "أونروا" بأكثر من 50٪ من 42.5 مليون جنيه إسترليني في عام 2020 إلى 20.8 مليون جنيه إسترليني في عام 2021، لافتاً إلى أنّ الوكالة تواجه أزمة وجودية بسبب نقص 100 مليون دولار (74 مليون جنيه إسترليني) هذا العام، وبسبب طريقة التمويل التي ثبت أنها غير مستدامة.