فلسطيني سوري في قطاع غزّة يبيع السجائر تحت المطر.. يروي معاناته

الإثنين 22 نوفمبر 2021

ظروف معيشيّة قاهرة تعيشها الأسر الفلسطينية المهجّرة من سوريا، وعادت إلى قطاع غزّة المُحاصر منذ العام 2012، اثر اندلاع الأحداث السوريّة وانعاكاستها على المخيّمات، ولا سيما مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، والذي أدّى تدميره لتشتت سكّانه ونيلهم كافة أشكال المعاناة في شتّى مناطق تواجدهم.

محمد تميم، لاجئ فلسطيني من مخيّم اليرموك ومدرّس لغة عربيّة، ممن قصدوا قطاع غزّة، يقف ساعات طويلة تحت الأمطار في شوارع القطاع، بغية تحصيل رزقه من خلال بيع السجائر، لقاء مبلغ زهيد وقدره " 2 شيكل" كي يتمكّن من تدبّر معيشته بعد أن أغلقت في وجهه كافة الأبواب.

وفي تسجيل مصوّر نُشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يقول تميم، إنّ تحصيله العلمي لم يمكّنه من تحصيل عمل مناسب له، بعد وصوله إلى قطاع غزّة، مشيراً إلى أنّه كان يعمل مدرساً للغة العربيّة في سوريا، الّا أنّه في قطاع غزّة لم يجد فرصة عمل مناسبة، بعد أن طرق كافة الأبواب كوزارتي التربية والتعليم و الشؤون الإجتماعيّة ووكالة "أونروا".

وقال تميم، إنّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لم تقدّم له شيئاً منذ وصوله إلى القطاع في العام 2019، سوى وعود بالاتصال به، حيث أنّه في كل مراجعة يقولون له " اترك لنا رقم هاتفك ونحن نتصل بك". أمّا لجان الزكاة والجمعيات فرفضت مساعدته لكونه ليس متزوجّاً، وفق قوله.

وبدأت معاناة تميم، بعد رحلة تعب كبيرة قضاها في جمهوريّة السودان وهي المحطّة الأولى التي توجّه إليها بعد خروجه من سوريا، وقبل اختياره التوجّه إلى قطاع غزّة.

ويروي تميم بهذا الصدد، أنّه قضى عاماً كاملاً في السودان ينام في الشوارع، بعد أن تعرّض لحادث أفقده أوراقه الثبوتيّة، واضطرّ للبحث عن عمل من أجل تأمين تكاليف استخراج "بدل فاقد" والتي بلغت 400 دولار.

ويتابع تميم، أنه بقي عاماً كاملاً يمشي من منطقة إلى منطقة، حتّى وصل إلى الحدود مع مصر، حيث جرى اعتقاله من قبل السلطات هناك، والتحقيق معه وتخييره بين الذهاب إلى سوريا أو إلى قطاع غزّة في فلسطين، فإختار غزّة، وكان ترحيله إليها في شهر كانون الثاني\ يناير إلى القطاع، لتبدأ رجلة معاناة جديدة لمحمد متواصلة حتّى تاريخه، دون عمل ومكان للعيش واستمرار تخلّي وكالة "أونروا" وكافة الجهات المعنيّة عن مسؤولياتها تجاهه.

ويقيم في قطاع غزّة نحو 170 عائلة فلسطينية مهجّرة من سوريا، وهو عدد من تبقّوا منهم من أصل 400، اضّطر معظمهم إلى البحث عن طرق هجرة والهرب من الأوضاع المعيشيّة والاجتماعيّة القاسيّة في القطاع المحاصر.

وتتنوّع معاناة فلسطينيي سوريا هناك، بين تأمين السكن وفرص العمل، وتفاقمت أزماتهم عقب قرار اتخذه مدير "أونروا" السابق في قطاع غزّة ماتياس شمالي بقطع بدل الإيجار عن العائلات الفلسطينية السوريّة منذ العام 2014، وهو ما اظهره تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد