على مدخل مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة الخليل المحتلة، يقيم جيش الاحتلال الصهيوني برجاً عسكرياً حول حياة أهالي المخيم إلى جحيم لا يطاق.

ولعل الحي الواقع في أول المخيم أكثر من يعاني من هجمات واعتداءات جنود الاحتلال شبه اليومية، والتي غالباً ما تتم بطريقة يصفها الأهالي بالوحشية حيث تتعمد قوات الاحتلال استفزاز اللاجئين الفلسطينيين بمداهمة بيوتهم وكسر أبوابها واعتقال من بداخلها ورمي قنابل الصوت والغاز في الأزقة وداخل البيوت، فيما تتمثل الانتهاكات بقوة في ملاحقة أطفال المخيم خلال عودتهم من مدارسهم ورميهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي.

اقتحامات متكررة للبيوت

تقول اللاجئة الفلسطينيّة في هذا الحي نعمة ماضي، وهي والدة الشهيد عمر ماضي: إنّ اللاجئين في المُخيّم يعيشون في حالةٍ من الضيق والاحتلال يشدّد الخناق على أهالي المُخيّم، لافتةً إلى أنّ أطفال المُخيّم لا يستطيعون اللعب في الأزقة، مشيرة إلى الاحتلال ينصب كمائن لاعتقال الأطفال، وبشكلٍ شبه يومي يضيّق على أطفال المُخيّم أثناء ذهابهم وعودتهم من المدارس، وحتى في وقت لعبهم ويطلق تجاههم قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

 تؤكد ماضي أن بيوت اللاجئين ليست آمنة لأنها لا تحتوي "بيت درج" وفي أوقات كثيرة يدخل جيش الاحتلال إليها عبر الأسطح غير آبه لخصوصية سكان البيوت.

 اللاجئ الفلسطيني المُسن حسن الجابرة  يعزو سبب هذه الانتهاكات المتواصلة إلى قرب بعض شوارع المُخيّم من البرج العسكري للاحتلال، ويؤكد كذلك أنّ سكّان المُخيّم يتعرّضون كل يوم للاعتقالات ولضرب الغاز، إذ ينفذ جنود الاحتلال حملات اعتقال ليليّة ويهاجم بيوت اللاجئين ويكسّر أبوابها، ولا يمر يوم دون اعتداءات أو تكسير أو اعتقالات.

تعمد استهداف الأطفال

الطفل يامن ماضي القاطن في الحي المحاذي لبرج الاحتلال في المخيم يتحدث عن اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق أطفال المخيم، ويقول إن جنود الاحتلال حين يطلقون قنابل الغاز تجاه الأطفال الذين لا يستيعون إغلاق أبواب بسرعة ما يسبب لهم مشاكل صحية، كما يروي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين حول تعمد الاحتلال اعتقال الأهالي أمام الأطفال لترويعهم .

 يتحدث الطفل ماضي عن حادثتين تعرض لهما بشكل شخصي، ففي إحدى المرات كان يلعب بالقرب من بيت جده وحين رآه جنود الاحتلال أطلقوا الكلاب البوليسية عليه، وفي حادثة أخرى ذهب ليشتري من الكان وفيما هو واقف مع صديقه جاء جنود الاحتلال ليهرب صديقه فيما يعتدي الجنود على يامن ويحاولون اعتقاله.

alarrob.mp4_snapshot_11.37.388.jpg

لا شك أن مثل حوادث الترهيب بحق الأطفال هذه لا تحدث سوى في فلسطين، حيث لا يقف رادع أمام جنود الاحتلال، وتعرض عشرات الأطفال في مخيم العروب بالذات للاعتقال والتعذيب من قبل الاحتلال الصهيوني في حوادث متكررة، منها تعرض الفتى محمد مقبل من المخيم للتعذيب والضرب أثناء اعتقاله ما أدخله للمستشفى العام الماضي.

 في تقرير سابق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين يؤكد الناشط السياسي صامد جوابرة من أبناء المخيم أن استهداف الاحتلال لأطفال مخيم العروب، ولكبار السن فيه، على حد سواء، أغلبه بسبب وجود "خط ستين" بالقرب منه، والذي يمر فيه المستوطنون بشكل دائم من "عتصيون" إلى مستوطنة "كريات أربع" بمحاذاة مخيم العروب وبلدة بيت أمر.

ويضيف أن جنود الاحتلال غالباً ما يستهدفون أطفال المخيم على مدخله، بحجة إلقائهم حجارة أو زجاجات حارقة، وينفي أن يكون الأطفال هم من يتحرشون بجنود الاحتلال، بل العكس فإن جنود الاحتلال يضيقون على أطفال المخيم أثناء عودتهم من مدارسهم ويمنعونهم من حرية الحركة في المكان، أو حتى التقاط الصور عبر أجهزة الهاتف، ما يستفز الأطفال.

ويؤكد أن المخيم بصفته محطة لجوء إلى حين العودة يؤوي أطفالاً رافضين لوجود الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، وها طبيعي ومشروع.

الأمر الذي يشير إليه اللاجئ الفلسطيني حسن الجابرة بالتأكيد أنه في ظل حالى التهجير من الوطن لا يجد أهالي المخيم سبيلاً سوى  رشق الحجارة على دوريات الاحتلال للتعبير عن رفضهم لوجوده وللدفاع عن أنفسهم من جنوده، حيث لا يملك أهالي المخيم أي سلاح آخر سوى المواجهة بالحجر.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد