تعيش العائلات الفلسطينيّة أوضاعاً قاسية في المُخيّمات الفلسطينيّة، خاصّة مع دخول فصل الشتاء، فألواح "الزينقو" التي تغطي أسقف تلك البيوت، لا تقيهم ماء المطر أو البرد على حدٍ سواء، إضافة إلى البنى التحتية المتهالكة في المُخيّمات، في مشهدٍ يختصر واقع اللجوء الذي يعيشه الفلسطيني.

منزل اللاجئة الفلسطينيّة بدرية عفانة لا يختلف عن باقي منازل مُخيّم الشاطئ، فهي أم لثلاثة أطفال أحدهم لديه أمراض مزمنة وتعيش في منزل مسقوف من "الأسبست"، إذ تقول خلال لقاءٍ مع وكالة (APA) إنّ فصل الشتاء من أقسى فصول العام علينا، فالمنزل من "أسبست" ويكون في قمة البرودة، ولا يوجد ما أدفي فيه أطفالي.

وتُبيّن عفانة أنّه "لا يوجد في المنزل أي مقومات حياة، لا أمتلك غسالة أو غاز لطهي الطعام للأطفال، فيما تستغل عفانة اشعالها للنار لطهي الطعام لتدفئة أبنائها، وفي كل مرّة تشعل النار يلتف أبنائها حولها أملاً بالحصول على الدفء.

كما أكَّد عفانة أنّ أكثر ما يحزنها هو عدم قدرتها على تدفئة نفسها وأبنائها، مما يجعلهم مرضى بأمراض البرد لفتراتٍ طويلة، في ظل أنّه لا يوجد في منزلها سوى "بطانيتين" فقط، يتغطى بها جميع أفراد الأسرة البالغ عددهم خمسة.

في المقابل، يُحاول زوج عفانة أن يخلق لنفسه فرصة عمل ليُعيل عائلته وينقذها من الفقر، فيخرج كل يوم صباحاً يبحث عن البلاستيك ويبيعه للمصانع المختصة، ليعود لأطفاله بشواكلٍ معدودات ولا تتجاوز 5 شواكل، هذا ما قالته الزوجة التي طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتوفير فرصة عمل لها أو لزوجها، وتقديم مساعدة غذائية ذات قيمة غذائية أكثر كونها مصدر غذاء أساسي لمئات العائلات اللاجئة.

وتعيش آلاف العائلات في قطاع غزّة داخل المُخيّمات الفلسطينيّة المكتظّة بأعداد السكّان والمآسي والمعاناة في ذات الوقت، إذ يهل فصل الشتاء ثقيلاً لا سيما في ظل انتشار البطالة وقلّة فرص العمل وتقليصات وكالة "أونروا" التي تطال المساعدات الغذائيّة والماليّة التي يعتبرها آلاف اللاجئين مصدر قوتهم الوحيد.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد