عتادت الناشطة المجتمعيّة في تجمّع المعشوق "نزهة الروبي" استخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتسليط الضوء على تجمع المعشوق، ونقل معاناتهم خلال الأزمات التي تعصف بهم وسط تجاهل المعنيين عن متابعة أحوالهم.
الروبي هذه المرة سلطت الضوء على ظاهرة خطيرة ولها تداعياتها على مستقبل أبناء اللاجئين الفلسطينيين في تجمع المعشوق بعدما فُوضت من قبل نساء وأمهات تجمع المعشوق للتحذير من مخاطر ظاهرة تصنيع وترويج أصناف من المخدّرات داخل التجمع، واستخدام الأطفال في ذلك، وباسم الأهالي طالبت المعنيين، بمن فيهم الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، بالتدخل لمكافحة هذه الظاهرة قبل استفحالها.
تهديدات من المروجين!
تقول نزهة الروبي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "على عينك يا تاجر بات الأطفال يتعاطون في المقبرة ويوزعون الحبوب داخل التجمعات أمام أعين الناس دون حسيب ولا رقيب، بالتالي ظاهرة المخدرات في التجمع لم تعد فرديّة، إنّما الأمر بدأ يطال أطفالاً أعمارهم بين 14 إلى 18 عاماً".
وتؤكد الروبي أن الظاهرة صارت تشكّل خطراً كبيراً على أطفال التجمع، وخصوصاً أنّ المروجين والمتعاطين يتعاطون المخدرات (حبوب وحشيش) عند المقبرة بشكل علني، في انتهاك لحرمتها، إضافة إلى تصنيع خلطات الحبوب داخل المنازل واستخدام الأطفال لترويجها.
بحسب الروبي فإن الجهات المعنية في المنطقة تعلم تماماً من هم الأشخاص الذين يتعاطون ويروجون المخدرات في تجمع المعشوق، وحين المطالبة بالقبض عليهم كان الجواب من قبل الجهات اللبنانية وغيرها أن لا مكان لديهم يستوعب كمية هذه الناس في السجون بسبب جائحة كورونا والأحوال الاقتصادية.
وتضيف: "حاولت أن أقنع أكثر من شاب لينضموا إلى جمعية أم النور لتلقي العلاج، ليس باستطاعتي أكثر من التدخل مع جمعيات دولية تعمل على التوعية من المخدرات في المنطقة وتدعو إلى تلقي العلاج، والتدخلات كانت خفيفة كثيراً دون علاج رسمي للموضوع".
تهديدات عدة تعرضت لها الروبي بعد عرض الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها وثقت الحديث عن الظاهرة بصور تظهر أماكن التعاطي والترويج في تجمع المعشوق وزودتها بتفاصيل حول آلية حدوث ذلك في وضح النهار.
تقول: تعرضت لتهديدات من أرقام غريبة تمسني شخصياً، وتمس إخوتي وأصدقائي وتفاصيل حياتي الشخصية، لدرجة تم تهديدي باتهامي أنني أنا من أوزع الحشيشة!.
وتتابع: ليس كل من شهد بهذه الاتهامات يأخذ بكلامه، فأنا شخص معروف في المنطقة وغير معقول أن شخص يروج مخدرات يقوم بتسجيل فيديو يحذر منها، وبعد المس بتفاصيل حياتي الشخصية كان ردي: "انشروا ما تريدون وإن كنت أروج أو اتعاطى فافضحوني".
ما إن عرض الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حتى بدأت الروبي تتلقى الاتصالات من قبل بعض المعنيين للتنسيق حول مكافحة مخاطر تعاطي وترويج المخدرات في تجمع المعشوق.
"أونروا" تتدخل
وبعد التباحث ما بين الروبي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تم الاتفاق على فتح مدرسة الطنطورة في التجمع بعد الدوام الدراسي، ليكون مساحة مخصصة للأطفال من أجل ممارسة الأنشطة بها. وبدورها تطوعت الروبي وهي مؤسسة مركز نون في المعشوق وكافة الفريق بتقديم أنشطة مختلفة للأطفال.
قلق الأمهات
" المخاطر كبيرة كتير ممكن ابني أو ابن غيري يمسك سيجارة حشيش عن الأرض ويدخنها دون أن يعلم"، بهذه الكلمات تناشد إحدى الأمهات في تجمع المعشوق، رفضت الكشف عن اسمها، المعنيين للتدخل بشكل عاجل والقبض على المروجين لمكافحة هذه الظاهرة قبل انتشارها بشكل أكبر.
وحذرت عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين أيضاً من "وجود بعض الأشخاص، لا سيما أحد أقاربها، داخل تجمع المعشوق يحضرون خلطات الحشيش داخل المنازل ويبيعونها للناس، وهم معروفون لكن دون محاسبة من أحد"، مشيرة إلى أنها طالبت المعنيين والفصائل ورجال الدين بالعمل لتوقيف قريبها، لكنهم لم يحركوا ساكناً.
تخاف السيدة على "ابنها من مخاطر قريبها المروج، فهو يمكن أن يكون عرضة للترويج دون أن يعلم".
مساع للمكافحة
"ظاهرة المخدرات منتشرة في كل لبنان وليس فقط في تجمع المعشوق، في كل مكان هناك حالات تعاطي وشرب كحول ليس فقط لدينا. لدينا فقط 4 أو 5 حالات لسنا معصومين لكن لا يستدعي تعظيم الموضوع ونشره على الفيسبوك"، هكذا رد إياد العنين، مسؤول اللجنة الشعبية في تجمع المعشوق، على شكاوى أهالي التجمع.
يقول العينين لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أبلغت الدولة اللبنانية عن وجود ظاهرة المخدرات داخل تجمع المعشوق، ليس الآن بل قديماً، وتحدثنا مع الأحزاب اللبنانية الموجودة معنا لأننا تجمع لبناني فلسطيني، وتحديداً أبغلنا عن شاب ومعه بعض الأطفال يروجون للمخدرات.
"السؤال هو إن دخن الشخص سيجارة ما أدرانا إن كانت سيجارة عادية أم حشيشة، فأنا شخصياً لا أعرفها، أما عن زجاجات البيرة فهي تباع في المحلات العادية بشكل طبيعي ولا داعي لتعظيم الأمور"، بحسب العينين.
ويضيف مسؤول اللجنة الشعبية في تجمع المعشوق: أنا أعمل على الموضوع بشكل دائم، وأتحمل مسؤوليته داخل التجمع، ويمكن التأكد من ذلك لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية التي أنسق معها لإيجاد الحلول.