تشهد مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، انتشاراً ملحوظاُ لوباء "كورونا"، في موجته الجديدة التي تجتاح لبنان ودول المنطقة والعالم، وتسجّل ارتفاعات قياسية في أعداد المُصابين، بلغت 6811 إصابة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة في عموم لبنان بحسب بيانات وزارة الصحّة اللبنانية حتّى تاريخ أمس الجمعة 14 كانون الثاني\ يناير.

وبدأت تحذيرات اللجان الشعبية والأهليّة، والهيئات الصحيّة العاملة في إطار مكافحة الوباء في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، بإطلاق تحذيرات واسعة ومشددة، تطالب الأهالي بالتزام إجراءات الوقاية، وضرورة التوجّه لأخذ اللقاح المخصص، لاثبات فاعليته في الحماية من الأعراض القاتلة للإصابة.

الوفيات في صفوف غير المطعّمين

مسؤول وحدة التدخّل الصحّي لمكافحة وباء "كورونا" في مخيّم البص بمدينة صور جنوب لبنان عبد الحليم أبو عيّاش، أكّد لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" السبت، ارتفاع معدلات الإصابة بشكل كبير يوازي الفترات الأولى لانتشار الجائحة.

وقال أبو عيّاش، إنّ الوحدة تتابع منذ مطلع شهر يناير الجاري، 140 حالة إصابة للاجئين فلسطينيين، موزعين بين مخيّم البصّ ومجّمع الرز والمساكن الشعبيّة في صور، فيما جرى نقل 7 إلى المستشفيات من مخيمي البص الرشيدية وتجمّع المعشوق 4 منهم قد فارقوا الحياة.

وعبّر أبو عياش عن أسفه، من عدم قناعة بعض اللاجئين بفاعلية اللقاح، وأشار إلى أنّ معظم الحالات التي تعاني من أعراض شديدة هم من غير المطعّمين، فيما طال الموت 4 أشخاص سجّلتهم الوحدة وهم من غير المطعّمين، فيما أبدى الحاصلون على جرعتي لقاح مقاومة عاليّة وبدت الأعراض التي ظهرت عليهم خفيفة ولم يتجاوز عددهم خمسة اشخاص من عموم المصابين.

ولفت مسؤول وحدة التدخّل الصحّي، إلى أنّ الموجة الجديدة من الوباء، تأتي في ظل ضعف الإمكانيات الصحيّة واللوجستيّة في المخيّمات عمّا كانت عليه خلال بدايات الجائحة.

وأوضح، أنّ الوحدة تعاني من نقص في مواد التعقيم والقفازات الطبيّة، ما جعلها تبرمج زياراتها للبمرضى بحسب الامكانيات الشحيحة وتقصير الجولات الميدانيّة، إضافة إلى نقص الدواء. مشيراً إلى أنّ كميات الدواء التي كانت بحوزة الوحدة والتي كان متوقعاً أن تكفي لأربعة أشهر، جرى نفادها بأسبوعين.

ودعا أبو عيّاش اللاجئين إلى التزام إجراءات الوقاية كغسل اليدين وارتداء الكمامة،  والابتعاد عن تنظيم المناسبات الشعبيّة كتجمعات الأفراح والأتراح وسواها، نظراً لخطورة الموقف الوبائي في المخيّمات عموماً، ومخيّمات الجنوب خصوصاً.

من جهتها، أهابت "لجنة المتابعة العليا للجان الاهلية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان" لكافة اللاجئين الفلسطينيين، بالتحلّي بالمسؤوليّة، والتزام الوقاية في ظل الأوضاع الوبائيّة، و تردي الأوضاع الصحية في المستشفيات و النقص الكبير في الأدوية والكوادر الطبية.

وناشدت اللجان في بيان وصل لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخة منه، الأهالي بضرورة ارتداء الكمامات اثناء الخروج من المنازل، و عدم المصافحة والالتزام بمبدأ التباعد الاجتماعي، إضافة إلى ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون جيدا واستخدام المعقمات بعد ملامسة الأسطح، و تنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي والتعقيم  وارتداء الكمامات داخل المساج.

كما دعت اللجان وكالة "أونروا" لتسهيل فحوصات "PCR"  للمخالطين، وضرورة التزام الوكالة، بتطبيق البروتوكولات الصحية داخل المدارس من حيث التعقيم وحجر المخالطين وإجراء الفحوصات الطبية لهم وإغلاق الصفوف التي حصلت بها إصابات وتعقيمها وحتى لو استدعى الامر اغلاق المدرسة بالكامل لمدة اسبوع على الاقل.

كما أشارت للأهالي، بضرورة اقتصار المشاركة بالجنائز، بالتعزية فقط عند المقبرة، دون إقامة تجمّعات للتعزية، إقتصار المشاركين بالمناسبات العائلية على أصغر عدد ممكن وتجنب الإزدحام في أماكن مغلقة، والتشدد بالإجراءات الوقائية للمرضى والمراجعين في العيادات والمراكز الطبية.

يأتي ذلك، في وقت تواصل وكالة "أونروا" وكافة الهيئات الصحيّة الفلسطينية العاملة في لبنان، دعواتها للاجئين الفلسطينيين لأخذ اللقاح الخاص بفايروس "كورونا" عبر التسجيل على منصة وزارة الصحّة، أو الاستفادة من حملات التلقيح التي تشهدها المخيمات.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد