مع كل منخفض جوي يشهده مُخيّم جباليا شمالي قطاع غزة تغرق الشوارع والبيوت بمياه الأمطار، فبنية المُخيّم التحتية مهترئة، والبيوت مسقوفة بالزينكو ولا تقوى على مواجهة المطر، كما في غالبية المُخيّمات الفلسطينيّة.
يقول اللاجئ الفلسطيني في المخيم "أبو أدهم الحواجري": إنّ المخيم يعاني منذ 50 عاماً من ذات المشكلة، وفي كل فصل شتاء تغرق بيوت المُخيّم رغم المناشدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والبلدية بأن يقوما بدورهما في المُخيّم ويصلحا البنية التحتية فيه.
وأضاف الحواجري: إنّ شوارع المُخيّم غير مؤهلة، والمنطقة كلها غير مؤهلة لفصل الشتاء، وهذا يدل على تقصير وكالة "أونروا" في الخدمات التي تقدمها للمُخيّم، وفي المنخفضات يغرق المُخيّم كله، وكثير من المنازل تغرق لأنها مكونة من "اسبست" وزينكو وشوارع ضيقة والصرف الصحي بالأخص هو السبب الوحيد في غرق المُخيّم، بحسب ما يقول.
اللاجئ الفلسطيني يحيى عودة يقول: إنّه أضرب أمام وكالة "أونروا" بسبب غرق المُخيّمات في الشتاء، ولكن لا حياة لمن تنادي، المُخيّم كله يغرق في الشتاء.
ومن جهته، يوضح اللاجئ الفلسطيني حاتم بعلوشة: أنّ منزله يغرق بالكامل خلال الشتاء، وكل أثاث البيت يغرق ويخرجه إلى الشارع مع ملابسه وملابس أطفاله ولا يعرف أين سينام أطفاله.
وأشار بعلوشة إلى أنّه ناشد جميع المسؤولين ولكن رسالته لم تصل إلى أحد، لا سيما أن ظروفه أساساً صعبة وساقه مبتورة وبيته يغرق كل شتاء، وطفله الصغير يئن ويشكو من برد الشتاء، والأب لا يقوى على تدفئته جرّاء هذه الأوضاع الصعبة التي يتشاركها سكّان المُخيّمات الفلسطينيّة في قطاع غزّة.
يُذكر أنّ المنخفض الجوي العميق الذي يضرب البلاد منذ الأسبوع الماضي تسبّب بزيادة معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مُخيّم جباليا، حيث غرقت بعض الشوارع في المُخيّم بشكلٍ كامل ما تسبّب بإعاقة التنقّل والمرور.
وأعلنت طواقم الدفاع المدني بمحافظات قطاع غزة، أنّها نفّذت 152 مهمة مختلفة، خلال المنخفض الجوي منذ ظهر الخميس الماضي وحتى مساء السبت الماضي، حيث تركزت طبيعة الحوادث الناتجة عن المنخفض الجوي، في تجمعات مياه الأمطار، وتطاير ألواح معدنية عن أسطح بعض المنازل، وسقوط أشجار، وحرائق.
ويُشار إلى أنّ المُخيّمات الفلسطينيّة المكتظّة بأعداد السكّان تعيش أوضاعاً صعبة خاصّة في فصل الشتاء الذي يزيد من هذه المعاناة المستمرة.