بلغ عدد الصحافيين الذين تبلغوا بقرار فصلهم من قبل إدارة شبكة "دوتشه فيليه" الإعلامية الألمانية، خمسة صحافيين بين فلسطينيين ولبنانيين، معظمهم يعملون في مكتب المؤسسة في بيروت.
الصحفي اللبناني ومدير مكتب المؤسسة في بيروت باسل العريضي، كان من بين الذين تبلغوا بقرار فصله أمس الاثنين 7 شباط\ فبراير، تحت تهمة " معاداة الساميّة"، إلى جانب كلّ من الصحفيتنين الفلسطينيتين مرام سالم وفرح مرقة، والفلسطيني مرهف محمود، وداوود ابراهيم من لبنان.
القناة لم تُراعِ خصوصية الحالة اللبنانية، حيث أننا في حالة عداء وحرب مع إسرائيل
العريضي انتقد قرار فصله، واعتبر في تصريح لمركز "سكايز" للدفاع عن الحريّات الإعلامية في بيروت، أنّ القرار غير عادل، وجاء على خلفية منشور له، كتبه وفقاً لقوانين لبنان المعمول بها حيال الصراع العربي "الإسرائيلي".
وقال العريضي: "ما كتبته كان في العام 2014، في إطار نقاش على تويتر حول قضية التعامل مع إسرائيل، إذ كتبت أن العميل هو خائن ويجب إعدامه، وما قلته هو العقوبة في القانون اللبناني، لكن إدارة القناة لم تُراعِ خصوصية الحالة اللبنانية، حيث أننا في حالة عداء وحرب مع إسرائيل، لذلك قرار الإدارة غير عادل وغير مُنصف بحقّنا".
وكانت "دوتشه فيليه" قد شكلّت لجنة تحقيق في أوائل كانون الأوّل\ ديسمبر، لملاحقة آراء الصحفيين الفلسطينيين والعرب، ونبش منشورات للصحفيين يعود بعضها لعدّة سنوات، عبّروا فيها عن رأيهم بالاحتلال "الإسرائيلي."
فرض لسياسات "إسرائيل" على المؤسسات العاملة بالشرق الاوسط
" تجمّع نقابة الصحافة البديلة" في لبنان، عبّر عن تضامنه مع الزملاء الصحفيين المفصولين، وأعرب عن رفضه التام لمحاسبة الصحافيين على آرائهم السياسية والإنسانية.
واعتبر التجمّع، أنّ ماقامت به " دوتشه فيليه" "ليس إلا إذعاناً لسياسة إسرائيل التي تفرضها على المؤسسات العاملة في الشرق الأوسط وخصوصاً في مجالي الإعلام والديجيتال ميديا، لإسكات معارضي احتلالها. وليس إلا وجهاً من أوجه الحملة الشرسة لإسكات وإرضاخ الصحافيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، خصوصاً العرب منهم، وتحديداً في ألمانيا، بذريعة باطلة هي "معاداة الساميّة".
وأشار التجمّع، إلى أنّ هذه التهمة باطلة، لكون بعض شعوب المنطقة العربية هي "شعوب سامية"، وكون الاحتلال يرفضه وينقضه يهودٌ كثر حول العالم.
وأضاف التجمّع، أنّ "اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني وسياسة الفصل العنصري بحقه، كما انتهاكاته المتواصلة ضد الصحافيين والمراسلين العرب والأجانب العاملين في الأراضي المحتلة؛ لاسيما ما حدث في حرب غزة 2021 من إسقاط مبان ومجمعات لوسائل إعلامية واستهداف مباشر للصحافيين، لا يمكن أن يكون الرأي منه معاداةً لليهود، بل إنه موقف إنساني وتقدّمي يُفترض بالمؤسسات الإعلامية حمايته، كما تحميه القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتؤكده الأمم المتحدة."
يذكر، أنّ قناة "دويتشه فيله" كانت قد منعت صحفييها من تغطية انتهاكات الاحتلال العنصرية وجرائم الحرب المرتكبة في حروبه على قطاع غزّة، وذلك بموجب وثيقة داخليّة عممتها في خضم العدوان الصهيوني على غزة في ايار\ مايو 2021 الفائت.
واعتبرت الوثيقة التي سُرّبت إلى وسائل الإعلام حينها، أن "إرث المحرقة ومسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه إسرائيل لا يزالان حجر الزاوية في دستور البلاد وسياستها الخارجية.