عادت قضيّة مرضى الثلاسيميا في مخيّمات لبنان، وخصوصاً في مخيمات الجنوب ذات الانتشار الأوسع للمرض، إلى الواجهة، مع مناشدات أطلقتها الناشطة في ملف مرضى التلاسيميا سوسن رحيل وعدد من المعنيين، لتأمين الدواء لهذه الشريحة من المرضى، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، جراء انعكاسات أزمة الانهيار اللبناني.
مناشدات أثمرت تبرعات بكميات من الأدوية، وزعتها وحدة التدخل الصحّي في مخيمات وتجمعات صور، يوم 12 شباط\ فبراير الجاري، في مركز جنين التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمخيم البرج الشمالي.
ممثلة مرضى الثلاسيميا في مخيمات الجنوب سوسن رحيل، أكّدت في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الأوضاع الاستثنائيّة التي يعانيها مرضى الثلاسيميا، في ظل الأزمة الحاليّة، نظراً للتكاليف الباهظة للأدوية والتحاليل والمراجعات الدوريّة الواجب أن يجريها كل مريض، والتي يؤدي إهمالها إلى الوفاة.
وأوضحت رحيل، أنّ ثمن الأدوية الشهرية التي يحتاجها كل مريض شهرياً، إضافة إلى الفحوصات الشاملة المطلوب إجراؤها، كفحص الكبد والطحال وترقق العظام وسواها، تكلّف نحو 200 دولار.
وأشارت، إلى أنّ كل مريض يحتاج إلى أدوية دائمة، أبرزها " هيدرا" الذي يبلغ ثمن العلبة الواحدة 22 دولاراً أمريكياً، يعجز المرضى عن تأمينه الّا عبر التبرعات التي تتأخّر، ويضطر المريض لوقف تناول الدواء لمدد طويلة.
ولفتت رحيل، إلى أن التأخر في أخذ مريض الثلاسيميا للدواء، يتسبب له بمضاعفات كثيرة، ويصاب المريض بنوبات ألم، ويحتاج إلى تزويده بالدم بشكل أكثر، عدا عن إضعاف جهاز مناعته أمام الأوبئة والأمراض الأخرى ولا سيما فايروس " كورونا".
تأخر المريض عن أخذ الدواء وإجراء الفحوصات الدورية، ينتج عنه مضاعفات تؤدي إلى موت المريض
وناشدت رحيل عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" كافة الجمعيات والمؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني ووكالة "أونروا"، مساعدة مرضى التلاسيميا بالدواء والفحوصات. مشيرةً إلى أنّ تحليل الدم يكلّف 400 الف ليرة لبنانية للتحليل الواحد، فكيف إذا كان المنزل الواحد يحتوي أكثر من مصاباً أو اعئلة بأكملها مصابة.
ونبهّت الناشطة الفلسطينية، لخطورة تأخّر مريض الثلاسيميا عن أخذ الدواء الدائم، والتخلّف عن إجرائه الفحوصات الدوريّة وخصوصاً فحص الدم، نظراً لما ينتج عن ذلك من مضاعفات تؤدي إلى موت المريض.
ويقدر عدد المصابين بمرض التلاسيميا في مخيّم برج الشمالي لوحده، بحو 230 مريضاً، نسبة كبيرة منهم من الأطفال، وفق ما أظهر تقرير سابق نشره " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
يأتي ذلك في ظل بلوغ نسب فقر في صفوف اللاجئين الفلسطينيين بلبنان 73% بحسب تقرير النداء الطارئ الصادر عن وكالة "أونروا" للعام 2022 الجاري.