في العقد الأخير ازدادت شكاوى اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة من رداءة الخدمات الصحية المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وخاصّة في ظل انتشار جائحة "كورونا" التي ألقت بظلالها على اللاجئين في القطاع المحاصر منذ قرابة 16 عاماً.

عدم توفر الأدوية في عيادات "اونروا"

يقول اللاجئ الفلسطيني إبراهيم العكش من مُخيّم البريج لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّه عندما يتوجّه للعلاج في عيادة وكالة "أونروا" يكتب له الطبيب اسم العلاج المطلوب على ورقةٍ خارجية ليشتريها من صيدلية خارجيّة، وذلك بسبب عدم توفر الدواء في العيادة.

ويلفت العكش إلى أنّه عندما يذهب لشراء العلاج من الصيدلية الخارجية يتفاجأ بأنّ سعر العلاج 100 شيكل و120 شيكل و150 شيكل، علماً أنّه لا يملك شيكلاً واحداً في جيبه، وعندما يتوجه إلى إدارة وكالة "أونروا" وإدارة الصحة في الوكالة لتوفير هذه الأدوية، تتم الإجابة عليهم بأنّ هناك قائمة محددة لا يستطيعون تغييرها من أصناف الأدوية.

ويضيف العكش أنّ هناك قائمة أيضاً مربوطة ومحددة للتمويل خارج العيادة والمستشفيات الخاصة لإجراء بعض العمليات، ولكن هل يجوز للاجئ فقط أن يمرض بالزائدة (الدودية) ويمرض بالكلى مثلاً أو بمرض العيون حتى يتم توفير العلاج له. المعروف أنّ اللاجئون يعانون من أمراضٍ متعددة ومتنوعة وبالتالي الخدمة يجب أن تتلاءم مع احتياج اللاجئين وليس مع التنصيف الذي تصنفه إدارة وكالة "أونروا" كيفما شاءت.

وفي هذا الإطار أيضاً، تحدّثت اللاجئة الفلسطينيّة من بلدة بيت طيما فائقة الصوص لموقعنا بالقول: المضادات الحيوية غير متوفرة في عيادات الوكالة ونضطر لشرائها ونحن غير قادرين على شراء المضادات الحيوية من الصيدليات الخارجية وأسعارها فوق طاقة أي لاجئ.

أطباء عامون وليس اختصاصيين في العيادات

ومن جهته، قال مدير اللجان الشعبية في قطاع غزة عادل منصور، إنّنا نتأثر بالمستوى الموجود في داخل مراكز الرعاية الأولية من قبل وكالة الغوث من حيث الأطباء، فالسواد الأعظم منهم أطباء عامون مبتدئون وليس هناك من متخصصين في مراكز الرعاية الأولية إلا في بعض التخصصات أو من خلال الخبرة التراكمية لهم في داخل وكالة الغوث، مُؤكداً أنّ هذا يؤثر على تقديم جودة الخدمة أو العلاج للمرضى.

وحول الأدوية، أشار منصور إلى أنّ هناك أدوية بين الفينة والأخرى تنقص، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة، مُؤكداً أنّ هذا نتيجة لعدم التزام المانحين بالتزاماتهم ونحن دائماً ندعو والدكتور أحمد أبو هولي مدير دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، في كل المحافل الدولية لإيفاء المانحين بالتزاماتهم تجاه دعم وكالة "أونروا".

طبيب واحد لكل 100 مريض!

وفي السياق، يوضح رمضان العمري، وهو مدير مالي سابق في وكالة "أونروا"، أنّ المريض في عيادات وكالة "أونروا" يمضي مش أكثر من 3 دقائق مع الطبيب، وهذا الطبيب المعالج لا يستطيع إعطاء الوقت الكافي لكل مريض لأن معدل المرضى عند أي طبيب يتجاوز الـ 100 وهذا طبعاً في كل المعايير نسبة عالية جداً ولا تجوز ولا تعطي المريض حقه.

ولفت العمري إلى أنّ "أونروا" تحتاج إلى ترشيد الإنفاق، والعمل ضمن الموازنة المتاحة ضمن التمويل المتاح، مع العلم أنّ هناك إسراف كبير حصل في السنوات السابقة، وصرفت الوكالة أكثر من 60 مليون دولار على تجديد الحوسبة وهي ليست أولوية في حياة اللاجئين، وأيضاً صرفت ما يعادل 60 مليون دولار أخرى على ما يسمى في حينه مبادرة التطوير الإداري التي لم تكن ضرورية بتاتاً، لا سيما وأنّ اللاجئ والموظف في "أونروا" لم يلمسا أيّة ناتج أو أي عائد من هذا الإنفاق.

 

شاهد الفيديو

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد