ألمانيا-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
في ظل التغيّرات التي تطرأ بشأن اللاجئين في ألمانيا باتجاه سلبي، تخرج نماذج ناجحة من وقت لآخر للاجئين تمكّنوا من بناء حياتهم مجدداً في هذه البلاد.
إبراهيم شهابي ابن مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق الغربي، الذي تحدّثت عنه صحف ألمانيّة لعدة مرات، يسرد قصته لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وصل إبراهيم ألمانيا منذ عام وأربعة أشهر، وتمكّن من تعلّم اللغة الألمانيّة في زمن قياسي واستخدمها لمساعدة اللاجئين في الترجمة عند الأطباء وفي المشافي ودوائر الدولة مثل مكتب العمل ومكتب الأجانب وغيرها.
إرادة إبراهيم وقدرته على التعلّم بشكل سريع ومساعدة الآخرين، جمعت حوله أصدقاء ألمان ساعدوه في هذه البلاد، ولقي اهتماماً منهم نظراً لنجاحه.
يقول اللاجئ الفلسطيني إبراهيم شهابي للبوابة "هذه ليست المرة الأولى التي تكتب عني الصحف الألمانيّة، إذ كتبت صحيفة من حوالي سبعة أشهر عن سرعتي في التعلّم وطريقتي في الحديث، إذ ألقيت كلمة في حفل شكرت فيه الألمان على حسن استقبالهم لنا وتحدثت عن الظروف الصعبة في سورية والقتل والدمار والتشريد، بالإضافة إلى صعوبة الطريق من سورية إلى ألمانيا."
وكان اللاجئ شهابي التقى برئيس بلدية راتنغن ومديرة التجمع التربوي لتعيين المدرّسين ومديرة منظمة "Diakonia" الإنسانية، ومديرة المدرسة التي يعمل بها، وتحدّثوا عن الطرق والوسائل لتعليم الطلاب العرب في المدارس الألمانيّة بسرعة، ونتيجة النجاح الذي قدّمه شهابي في هذا العمل قامت إدارة مطار "دوسلدورف" بالتبرع بمبلغ (2500) يورو لدعم مشروع تعيين مدرّسين عرب مساعدين للاجئين، ووعدت الإدارة بتقديم المزيد من الدعم.
كما طلب رئيس بلدية راتنغن لقاءً خاصاً مع شهابي للتحدث عن أوضاع اللاجئين بالمدينة وكيفية مساعدتهم.
يأتي ذلك مع صعود اليمين الألماني المتطرّف الذي يُعبّر بشكل علني عن رفضه لوجود اللاجئين في ألمانيا، ويُطالب برفض طلبات لجوئهم ونقلهم إلى جزر خارج أوروبا، بالإضافة إلى التغيير في سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تجاه اللاجئين، والتي كانت سابقاً قد تبنّت سياسة "الحدود المفتوحة" بشأن اللاجئين وتعرّضت للانتقاد بسبب ذلك، إلا أنها تحدّثت عن سياستها الجديدة خلال مؤتمر في ايسن، في كانون الأول المنصرم، وتبنّت سياسة أكثر صرامة حيال ملف اللجوء، فقالت إن وصول أعداد كبيرة من اللاجئين كمل حصل في صيف عام 2015 يجب ألّا يتكرّر، مشيرةً إلى أن الحد من تدفق اللاجئين كان ولا يزال هدفها السياسي، مؤكدةً أن (890) ألف لاجئ وصل إلى ألمانيا ولكن "لا يمكنهم البقاء كلهم في البلاد".
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير قد دعا إلى إدراج إجراءات أكثر صرامة في قانون اللجوء، مشدداً على ضرورة تنفيذ عمليات ترحيل أكبر بكثير في عام 2017.