إحياءً للذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني، شارك عشرات اللاجئين الفلسطينيين في وقفة على مدخل مخيم برج البراجنة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت الأربعاء 30 آذار/ مارس.
تأتي الوقفة بعد ليلة استثنائية عبّرت فيها المخيمات الفلسطينية في لبنان عن فرحها بعملية إطلاق النار ضد مستوطنين وجنود تابعين للاحتلال في تل أبيب، ما جعل من إحياء ذكرى يوم الأرض لهذه العام دلالات ورمزية كبيرة لدى اللاجئين الفلسطينيين.
وبحسب منظمي الوقفة فإنّ إحياء ذكرى يوم الأرض ليس للذكرى بل للتأكيد على ضرورة استمرارية النضال من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية، وللتأكيد على وحدة الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ذكرى يوم الأرض مناسبة للتأكيد على صمود تعزيز اللاجئين الفلسطينيين
ووجد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في لبنان علي فيصل ذكرى يوم الأرض مناسبة لتعبير اللاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق الشتات عن تمسكهم بحقهم في أرض فلسطين والعودة إليها، ورفض المشاريع التصفوية التي تستهدف الكيانية الوجودية والقانونية للّاجئ الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب تعزيز صمود اللاجئين بتوفير خطة طوارئ إغاثية وصحية وتربوية عاجلة شاملة ومُستدامة تتكامل فيها الأدوار مع مختلف المرجعيات الرسمية.
ويرى فيصل أن الوفاء للشهداء الذين يرتقون منذ النكبة حتى الآن ويقدمون بالعمليات الفدائية من أجل التمسك بالأرض الفلسطينية يكون بالإسراع في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل القيادة الوطنية للمقاومة الشعبية، و إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالانتخابات الشاملة لمؤسسات السلطة ومنظمة التحرير وتطبيق قرارات الإجماع الوطني.
وأشار فيصل إلى أن العمليات البطولية آلتي ينفذّها الشباب الفلسطيني في فلسطيني تأتي رداً على الاكذوبة الإسرائيلية آلتي تقول أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض "هؤلاء الفدائيون يقولون الآن أن هذه الارض للشعب الفلسطيني وهذا الاحتلال يجب أن يرحل ليحلّ مكانه دولة فلسطينية عاصمتها القدس وليعود اللاجئون الى ديارهم".
الجيل الرابع بعد النكبة يرد بالعمليات... والحق بأرض فلسطين لا يسقط بالتقادم
كذلك يرى المسؤول السياسي لحركة حماس في بيروت أبو خليل قاسم أنّ الشعب الفلسطيني واحد في فلسطين والشتات، متمسك بأرضه ومتمسكٌ بالمقاومة كسبيل لتحرير الأرض، مشيراً الى أنّ هذا الجيل الرابع يردّ بعملياته البطولية على كل من يتآمر على الشعب الفلسطيني بالتطبيع على حد تعبيره.
من جهته، اعتبر عضو لجان العمل في المخيمات أبو عمر الأشقر، أنّ إحياء ذكرى يوم الأرض هو للتأكيد على أن ارض فلسطين هي للفلسطينيين ولا يمكن أن تسقط بالتفاوض أو التقادم، مضيفاً أن "جموع اللاجئين الفلسطينيين تحيي الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض بالتزامن مع العمليات الاستشهادية التي ينفذها بها عدد كبير من المجاهدين في فلسطين ليؤكدوا للعدو الصهيوني أنه لا مكان له في هذه الارض مهما طال الزمن ومهما علا شأنه ومهما تطورت ترسانته العسكرية"
وأضاف الأشقر، أنّ العمليات الاستشهادية التي تشهدها الأراضي الفلسطينينة المحتلة عام 1948 مؤخّراً أعطت نفسًا جديداً للشعب الفلسطيني في الشتات، وخففت عنه شيئاً من ثقل المعاناة التي يكابدها في اللجوء.
ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ظروفاً قد تكون الأصعب منذ حرب المخيمات في ثمانينيات القرن الماضي، جراء الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتزامنها مع الواقع السياسي الفلسطيني المتردي.
الظروف المعيشية القاسية تزيد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تمسكاً بأرضهم
وبحسب أمين سر اللجنة الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية عيسى غضبان فإن هذه الظروف لم تبعد اللاجئ الفلسطيني عن بوصلته المتجهة منذ النكبة نحو فلسطين بل زادته تمسّكاً أكثر بقضيته.
بدورها طالبت الناشطة الحقوقية فاتن ازدحمد بتطبيق قرار حقّ العودة ١٩٤، مؤكّدة أنّ اللاجئين الفلسطينيين ينتهزون هذه المناسبة ليجددوا الولاء والانتماء لأرض فلسطين من بحرها إلى نهرها، مشيرةً إلى أن اللاجئين يسيرون على درب الشهداء وسيواصلون الكفاح حتى العودة والتحرير.
اللاجئة الفلسطينية أم رفيق الاشوح، قالت: "نحن شعب العودة وبإذن الله سنعود الى فلسطين والنصر قريب، وبإذن الله يوم الأرض العام القادم نحتفل به في فلسطين" بحسب قولها.
ووصفت الشابة الفلسطينية اللاجئة زهور العايدي المخيمات الفلسطينية في لبنان بمخيمات الحروب الاقتصادية، إلا أن هذا الواقع يعني تمسكاً أكثر بأرض فلسطين، بحسب قولها.
ويحيي الفلسطينيون في 30 آذار/ مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، تخليداً لذكرى الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا في ذات اليوم عام 1976 في عرابة وسخنين والمثلث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 برصاص قوات الاحتلال، حين اعتدت الأخيرة على انتفاضة قام بها الأهالي في تلك المناطق ضد قرار مصادرة عشرات آلاف الدونمات من أراضيهم.